الموضوع: انكسر القلـــم
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2012, 03:11 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
انكسر القلـــــــــــم

قصــــة قصـــيرة

استيقظتُ بفزع ،على صوتٍ آتٍ من المطبخ ، صوتٌ أشبه بزجاجِ يتساقط على رخام الأرض ، لم أستطعْ التخطي ، كانت المياه الزرقاء تنسكب من القاروة الشفّافة ..هززتُ رأسي بعُنف وأنا أحاول أن أطردْ بقايا الحُلم ، لم أكن أصدق ما يجري ،حاولتُ أن أقاوم الحُزن ، لكنه عاد ليمسُكني بقوة ثم أحاطَ يديه بصدري بحيث يلتصق بي ومد يديه ليلامس أناملي ، فراح يقبلني و امتنعت، توقفت للحظة ..رفعت عيني، كشفت عن صفحت وجهه وهو يهزّ رأسه ويستدير للخلف ،رحتُ ابكي بحُرقة وأنا أشعر ببراكين الغضب تتفجّر داخل الورقة .ارتديتُ ثيابي سريعا، وعقلي يعملُ كصاروخ دونَ أن ينتج شيئا..

- لاشك ان السرد جميل، والقاصة تمكنت رغم قصر النص من حشد عدة ادوات جعلت النص بالغ التأثير، ففي العنوان حدث الانكسار يشد المتلقي بقوة ويجذبه الى متن القص لمعرفة السبب.
وفي بداية النص حركة " الاستيقاظ" ، تليها مشاعر الفزع وهو ما منح النص حيوية، ثم ايقاظ لحاسة السمع لدى المتلقي "صوت اشبه بزجاج يتساقط" وفي هذه العبارة ما يشير الى مزيد من الحركة، لكن بطلة القصة لا تستيطع ان تتخطى وفي ذلك توظيف للنقيض.

ثم هناك توظيف للون الازرق، وفي الانسكاب مزيد من الحركة، وفي هز الرأس مزيد من الحركة وبالتالي مزيد من الحيوية، وهي احداث تبدو واقعية، لكننا نعرف فجأة انها بقايا حلم.

لكن المحير هو سر الحزن الذي يلي، والذي نجد بطلة القصة تحاول مقاومته، والذي يحير اكثر، هو الحديث الذي يلي فقد ظننت ان القاصة شخصنت الحزن وهو عنصر قوة اضافي يجعل القص جميل ومؤثر، لكنني وجدت الموضوع وكأنه قد تحول فجأة للحديث عن رجل كان جزئا من الحلم، وربما انه كان سبب الحزن.
"حاولتُ أن أقاوم الحُزن ، لكنه عاد ليمسُكني بقوة ثم أحاطَ يديه بصدري بحيث يلتصق بي ومد يديه ليلامس أناملي ، فراح يقبلني و امتنعت، توقفت للحظة ..رفعت عيني، كشفت عن صفحت وجهه وهو يهزّ رأسه ويستدير للخلف، رحتُ ابكي بحُرقة وأنا أشعر ببراكين الغضب تتفجّر داخل الورقة .ارتديتُ ثيابي سريعا، وعقلي يعملُ كصاروخ دونَ أن ينتج شيئا.. ".

ثم نجد ان الاحداث تتلاحق بشكل سريع وكأنها جزء من الحلم، ولكني لا اعرف هل كان البكاء بحرقة جزء من الحلم ايضا؟ ام انه يعكس مشاعر اكتشاف البطلة في القصة بأن ذلك الرجل ليس الا جزءاً من حلم اختفى لمجرد محاولة التواصل معه من خلال الكشف عن صحفة وجهه؟ في تلك الحالة ربما تكون براكين الغضب مبررة، فالبطلة ما كادت تعثر على فارسها حتى اكتشفت انه جزء من حلم تلاشى بسرعة البرق.

وفي هذه الفقرة مزيد من التوظيف للمشاعر " الحزن" والحواس " يمسكني+ يديه ثم يديه مرة اخرى+ ثم يلامس+ اناملي + ثم يقبلني" ، ثم نقيض الحركة، ثم حركة وحواس من جديد ( رفعت عيني ) ، وفي الاهتزاز مزيد من الحركة، وفي الاستدارة ايضا، وفي البكاء مزيد من التوظيف للمشاعر، وفي ذكر الغضب ايضا.

وفي جملة النهاية مزيد من التوظيف للحركة لكنه مركز هذه المرة من خلال وصف عمل العقل " راح يعمل كصاروخ " وهو ما منح النص مزيد من الحيوية وجعله اقرب الى الحياة.

نص جميل ومميز وينبض بالحيوية والجمال ، ولكن ربما يحتاج لمزيد من العمل خاصة فيما يتعلق بلحظة الانتقال من الحزن الى عاد ليمسكني...ربما.