عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 05:42 AM
المشاركة 121
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





وحيث أن هناك مواد خلقها الله سبحانه وتعالى تنشط هذا الجهاز وتقوية، أو تعالج وتصلح ما فيه، فيمكن أن توصف بما يوصف به هذا الجهاز نفسه. وبما أنه قد ثبت أن الحبة السوداء تنشط المناعة النوعية أو المكتسبة برفعها نسبة الخلايا المساعدة والخلايا الكابحة وخلايا القاتل الطبيعي ـ وكلها خلايا ليمفاوية في غاية التخصص والدقة ـ لما يقرب من 75% في بحث القاضي، وبما أكدته الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية لهذه الحقيقة، حيث تحسنت الخلايا الليمفاوية المساعدة وخلايا البلعمة، وازداد مركب الإنترفيرون، وتحسنت المناعة الخلوية، وانعكس ذلك التحسن في جهاز المناعة على التأثير المدمر لمستخلص الحبة السوداء على الخلايا السرطانية وبعض الفيروسات، وتحسن آثار الإصابة بديدان البلهارسيا.

لذلك يمكن أن نقرر أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء لإصلاحها وتقويتها لجهاز المناعة وهو الجهاز الذي فيه شفاء من كل داء، ويتعامل مع كل مسببات الأمراض، ويملك تقديم الشفاء الكامل أو بعضه لكل الأمراض، كما أن ورود كلمة شفاء في الأحاديث بصيغة النكرة يدعم هذا الاستنتاج، حيث تتفاوت درجات الشفاء تبعاً لحالة جهاز المناعة ونوع المرض وأسبابه ومراحله.

وبهذا يفسر العموم الوارد في الحديث ويتوافق مع الأقوال السابقة لشرح الحديث، وهكذا تجلت الحقيقة العلمية في هذه الأحاديث الشريفة والتي ما كان لأحد من البشر أن يدركها فضلاً عن أن يقولها ويحدث الناس بها منذ أربعة عشر قرناً إلا نبي مرسل من الله، يتلقى معلوماته من العليم بأسرار خلقه. وصدق الله القائل:(
وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحي) النجم آية 3 ـ 4.

تنبيهات مهمة: يفيد منطوق ومفهوم نصوص الحبة السوداء أن فيها شفاء من الأمراض، فلا ينبغي أن يتناولها الإنسان إلا عند إصابته بالمرض. وألا يدفع الحماس للسنة أن يتناول الأصحاء كميات هائلة منها أو من زيوتها بلا ضابط طلباً للوقاية والحماية، مما قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها. ويجب أن يعرف المريض الجرعة الملائمة لمرضه، وأقصى كمية يمكن أن يتناولها يومياً، وكيفية تناولها، وأن يعرف أفضل طريقة للاستفادة منها، مفردة أو مركبة مجروشة أو صحيحة وذلك بإشراف طبيب.

ينبغي استثمار هذا البحث وأشباهه من بحوث الطب النبوي في تأصيل وتقنين العلاج بهذه الوسائل اليسيرة المفيدة من قبل الأطباء والعاملين في الحقل الدوائي، وألا ندفن رؤوسنا في الرمال وندع هذه الاستخدامات لأدعياء الخبرة في العلاج بالأعشاب، وتجار صناعة الزيوت كما حدث في السنوات الأخيرة. كما يجب علينا أن ننتبه إلى أن الأدوية الكيماوية سترتفع أثمانها إلى ستة أضعاف سعرها الحالي، بعد ثلاث سنوات من الآن في كل البلاد الإسلامية، وفقاً لترتيبات منظمة التجارة العالمية التي سوف تمنع صناعة هذه الأدوية إلا في بلد المنشأ بعد عام 2005م، لذلك نهيب بالباحثين المسلمين أن يتوجهوا لاستخراج كنوز الطب النبوي محققة بالأبحاث العلمية الرصينة. كما نهيب بالمستثمرين كذلك أن يستثمروا في هذا المجال الحيوي، وألا ينتظروا وقوع الكارثة في استدلال المسلمين بالدواء كما استذلوا بالغذاء.

الهوامش والمراجع:


(1 ) أخرجه البخاري(10/121) في الطب: باب الحبة السوداء. ومسلم (2215) في السلام: باب التداوي بالحبة السوداء.

(2) فتح الباري (10/143ح5687).

(3) صحيح مسلم (4/1736ح89).

(4) أحمد القاضي وأسامة فنديل ـ الحبة السوداء شفاء من كل داء، ط2 1421 هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ـ رابطة العالم الإسلامي.

(5) مجلة العلوم والتقنية. العدد 37 محرم 1917هـ مقالات في جهاز المناعة للدكتور خالد أبو الخير والدكتورة فاتن الزامل والدكتور هاشم عروة.

(6) مجلة العلوم الأمريكية المترجمة(1999 الكويت).



//



انتهى ..

د. عبد الجواد الصاوي