عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 06:33 AM
المشاركة 127
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لغة التواصل بين الحشرات

إن للحشرات لغة تفاهم كل نوع بين بعضهم البعض فهناك التواصل بالرؤية، فالألوان الموجودة على الأجنحة لها أدلتها للتعارف، والرقص في عالم النحل له مدلوله ومعناه، والضوء الذي تصدره بعضا لحشرات له معنى ومغزى لا يفهمه إلا أفراد نوعه. والأصوات التي تطلق الحشرات والتي تأخذ أنماطاً معينة، وقد يكون بقصد التزاوج وإنتاج النسل، أو للتجمع ولم الشمل أو بقصد الإنذار أو التحذير.

وهناك التواصل عن طريق إفراز بعض المواد الكيميائية (الفيرمونات) لتحديد خط السير كما في (النمل)، أو التزاوج (كما في الفراشات)، أو للتجمع للهجرة (كما في الجراد).

فالحيوانات لها لغتها ولها تسبيحها الخاص بها الله الواحد القهار سواء كانت صغيرة أم كبيرة تعيش تحت سطح الأرض أو فوقها أو تعيش في الماء أو الهواء.

وصدق الله رب العالمين القائل: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (الإسراء 44). وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه، فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة) ؟! (رواه البخاري ومسلم). وفي رواية (فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح). ويحكي لنا الحق ـ سبحانه وتعالى ـ قصة النملة التي شاهدت سيدنا سليمان وجنوده وهم يجتازون الوادي الذي تعيش فيه، فما كان منها إلا أن طلبت من رفاقها أن يدخلوا مساكنهم تحت الأرض حتى لا تدوسهم الأقدام، وفي ذلك يقول الحق ـ سبحانه وتعالى ـ: (
حتى إذا أتوا إلى وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون). النمل 18

في هذه الآية الكريمة يبين لنا المولى ـ سبحانه وتعالى ـ أن هذه المخلوقات التي خلقها الله وسخرها لنا ما هي إلا أمم أمثالنا لها نظامها وحياتها، وتخطيطها ومعيشتها ولغتها وصدق الحق ـ سبحانه وتعالى ـ إذ يقول: (
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم).


//


انتهى ..


د. رمضان مصري هلال

بقسم الحشرات الاقتصادية (النحل) كلية الزراعة بكفر الشيخ