الموضوع: الغربة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2014, 03:09 AM
المشاركة 2
صبحي ياسين
شاعر فلسطيني
  • غير موجود
افتراضي
الغُربة



قصيدة نابضة بالشعر الحقيقي
اخي ماجد طربت لوقع الكلمات ولوحة الصور
والحس المسافر عبر المفردات
قصيدتك تستحق الوقوف في حرمها طويلا
لكن يبدو ان المنابر مقابر
دمت بخير



في غُربتي : عَضَّني نابُ الزَّمانِ ، وها
يُظِلُّني هازئاً (في العمرِ) أرْذَلـُهُ
سَبْعٌ (عُقوداً) مضتْ تَجري براحلتي ،

تضُمُّ مُتْحَفَ عُمْر ٍ ضاعَ أجْمَلـُهُ
والقلبُ تقذفه الأنواءُ (مُزْرَدَةً
بالقيدِ ) من شَظَفِ الدُّنيا ، تُكَبِّلهُ
فالقهر ينقلني للعوم في لُججٍ ،
والعمرُ يَخْذِلُه منْ كانَ يأمَلـُهُ
والرَّوعُ يقضِمُ أيماني هناكَ ، وها
هَنا تقَصَّدَتِ الأقدارُ تَخْتِلُهُ
و مَركبي تائهٌ في اليمِّ تقذفـُهُ الـ
أمواجُ هائِجَةً ، والهمُّ يخزله
إذْ كنتُ أحْسَبُ أنِّي جئتُ مُزْدلِفاً :
أُنْساً ، يُجاذِبُني في الخَير أجْزَلـُهُ
لكنَّني لمْ أعُــدْ إلا بـِما سَلَـبَــتْ
مــِنِّي المَكائــِدُ : حُلْماً كنتُ أحمِلـُهُ
مادارَ في خَلـَدي أنَّ الهوى قدرٌ
يُفيضُ كاسِيَ من أمْسي ، وينهله
وما علمـْتُ بأنِّي مَحْـضُ ذاكرةٍ
تَعتاد في غـَدِها ماكنْـتُ أهمله
***
لو كان يُرْسَمُ لي في العِشْقِ ملتجأ
: عَكفْتُ أقتـُلُ أوصابي ، وأقتلـُه
ولو يُراجِعنـُي في مِحْنَـتـي أمَــلُ
لرحــْتُ أرسمُــهُ قَبْراً ، وأنزلـُهُ
فما نِثـارُ زَمانِ الودِّ يُسْعِــدني
يومـاً ! فآخـِــرُهُ لهـوٌ وأوّلـُـــهُ

***
ماذا تقولُ لمن تلقيهِ صفحتــُـه
كالطـَّير في قفصِ الدُّنيا ، وتعزلهُ
ما كنتُ أدلُجُها لو لمْ يكنْ قدَري
في أن أقيـمَ ببحرٍ ضاقَ ساحلـُهُ
قد جئتُ مرتـَحلاً بالقلبِ ناحيَـةً
، فمــا وَجـَـدتُ مكانــاً فيهِ أعقِلـُهُ
بلى ، وربكَ ، لولا أنْ علقتُ بها
ما غـالني في الهوى إلا تـَبَتـُّلهُ
فما حصَدتُ ثمارَ اللأيِ من يَدهِ
ولا ظفـَــرْتُ بمـا قدْ كنـتُ آمَلـُهُ

***
لا يُرهِبَنّكَ ( إنْ أُقْصيتَ عنْ أمَلٍ )
ما يفعلُ النَّاسُ ، بلْ ما كنتَ تفعلـُهُ
يـَدُ الصُّروفِ وليسَ النَّاسُ (إن حَظِيتْ
منـْكَ السِّهامُ بجرحٍ) مَنْ تـُنازلـُهُ
تنبو العزيمةُ ، إنْ زيفُ الحَياةِ بدا
زهــْواً يراوِدُ منْ قدْ كـانَ يَحْمِلُهُ
فالكلّ يحمل في أندائه أملَ الشَّـ
ـيـطــانِ ، ملتَحِــفاً بالوَهْمِ ، يُجْــزِلهُ
هي الحياة ، تدير العُمْرَ في سَفهٍ ،
وتـَرْفعُ المرءَ ما شاءتْ وتُنْزِلهُ

***









قصيدة نابضة بالشعر الحقيقي
اخي ماجد طربت لوقع الكلمات ولوحة الصور
والحس المسافر عبر المفردات
قصيدتك تستحق الوقوف في حرمها طويلا
لكن يبدو ان المنابر مقابر
دمت بخير