الموضوع: مكر تعلوب
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2717
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
10-21-2014, 01:56 PM
المشاركة 1
10-21-2014, 01:56 PM
المشاركة 1
افتراضي مكر تعلوب
قرب وجار تعلوب فسحة أرض معشوشبة
تعانقها الشمس مع إطلالتها على السهوب
ولاتفارقها لحظة إلّا بالغروب..
ولكن..!
لأنّها قرب وجار المفترس الماكر
لم تجرؤ مخلوقات الغابة على الاقتراب منها..
وظلّ تعلوب محروماً من الاستفادة من ملكيته لتلك البقعة..
وذات يوم ..
سقط مطر غزير
جعل فراء تعلوب يتبلّل ..والبردإلى عظامه يتسلّل..
فوثب إلى البقعة المشمسة وراح يجفّف تحت حزم الضياء الدافئة فراءه الكثيف
متلفّتاً حوله متأمّلاً صنعة الخالق المبدع الذي يعطي بغير حساب ..
ومتسائلاً عن أفضل السبل لزيادة فرص الانتفاع بملكية هذا المكان الجذّاب ..
وخطر له خاطر عجيب عندما رأى جاره النحيل ابن عرس يقترب منه وهو مبلّل أيضاً:
-قال ابن عرس: هل تسمح ؟
-قال تعلوب: تفضّل ..بيت الضيق يتّسع لألف صديق ..
-ومن يملك هذا العدد من الأصدقاء؟
-أنت لطيف ..ولو استأجرت هذا المكان وافتتحته كمنشر للغسيل
ومستراح لتجفيف الفراء لأصبحت مقصداً للأقرباء والبعداء..
قال:حلم جميل ..لاأملك سبباً لرفض عيشه إن استطعت..
قال :لن أطلب الكثير..
اسمح لي بفتح النافذة للاستمتاع بالمشهد من حين لآخر ..
وبتسجيل بعض البيانات عن زوّارالمكان
لا لشيء غير التأكّد من عدم إساءة استخدامه ..
قال ابن عرس:لك ذلك ..
ووافق السيّد تعلوب..ووقّع على عقد مكتوب..
وفي اليوم التالي..شوهدت في الغابة يافطة كبيرة مكتوب عليها:
منشر غسيل مجّاني ..بإشراف: ابن عرس.
وهكذا أصبح للجميع مكان ينشرون فيه غسيلهم كلّ على طريقته
مع فرص لتبادل الخبرات والمشورات والتذكارات..
متغافلين عن عيون المكّار التي راحت تحصي الحركات
وتراقب السكنات وتسجّلها في سجلّات ..
ومرّت الأيّام ..
ولم يستطع تعلوب الاستفادة من المشروع..
ففكّر وفكّر..واستقرّ رأيه على أن يرفض تجديد العقد لابن عرس
ويستعيد الإشراف على المنشر ..
حيث يمكنه استغلال التعلقّ الشديد بالمكان الذي ظهر على السكّان..
لفرض شروط معدّلة وطلب بيانات مفصّلة
تفتح آفاق الأستثمار وتغلق ثغرات البوار..
وفسخ تعلوب العقد ..وأعلن مااستجدّ ..
وطلب ماراب الجميع ..فرفضوا التوقيع..
وأمتنعوا عن تقديم أيّة بيانات طلبها الماكر..
وعندما أنذرهم بإغلاق المكان ..
سخروا من التهديد ..وأكّدوا ماسبق منهم كلّ توكيد ..
فثارت ثائرته ومسح كلّ الأسماء ..من قائمة النزلاء ..
فعاد مقفراً كما كان ..
ولكن ذكراه ستبقى في الأذهان !!..
----------------------------
مع تحيّات:عبدالحكيم ياسين