عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2015, 10:32 PM
المشاركة 3
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي تابع - ماذا أفادت الفلسفة للبشرية

1- إن الأجسادلا تحشر ، وإنما المثاب ، والمعاقب هي الأرواح المجردة، والمثوبات والعقوبات روحانية لا جسمانية : ولقد صدقوا في إثبات الروحانية ، فإنها كائنة أيضاً ، ولكن كذبوا في إنكار الجسمانية ، وكفروا بالشريعة فيما نطقوا به ...
2-ومن ذلك قولهم : عن الله تعالى يعلم الكليات دون الجزئيات . وهذا أيضا كفر صريح ، بل الحق أنه : " لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ."
3 -ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته فلم يذهب أحد من المسلمين إلى شيء من هذه المسائل.
لكن يري بعض الباحثين أن الغزالي عندما وجه انتقاداته للفلسفة والمنطق اليونانيين لم يكن ذلك موقفاً عدائياً منه تجاههما بل إنه انتقد بعض الفلاسفة وبعض أطروحاتهم فحسب بل الأكثر من ذلك فالغزالي– عند هذا النفر من الباحثين – كان فيلسوفاً ومنطقياً عندما انتقد الفلسفة والفلاسفة . فمما لاشك فيه أن الغزالي" ربما يكون أعظم فيلسوف أفرزه الإسلام ، لأنه الروح والفكر المتوقد والعقل الأصيل الفذ المبتكر الذي حاول أن يعبر عن النسق الفكري الإسلامي الأصيل . وسواء أنجح الغزالي أم لم ينجح ، فليس هنالك من شك أنه حاول محاولة رائدة ومتحررة إلى أبعد الحدود من أمرالفلسفة اليونانية ،وهي محاولة تزخر بالمثير الجديد . ولئن فشل الفلاسفة في الإشارة إليها والإشادة بها فإن ذلك مرده إلى سوء الفهم لموقف الغزإلى من الفلسفة خاصة ، ولزهد المفكرين الإسلاميين في الفلسفة عامة ،واعتبارها حكراً لفلاسفة اليونان الوثنيين.

يتبع....