عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2015, 10:42 PM
المشاركة 4
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي تابع .... ماذا قدمت الفلسفة للبشرية
ماذا قدمت الفلسفة للبشرية
سؤال مهم يحتاج إلى جواب: ما حصادالفلسفة خلال القرون القديمة والوسيطة والحديثة؟ما الذي قدمته الفلسفة للبشرية من هداية للعقل، أو طمأنينة للقلب، أو سكينة للروح؟ إنها أثارت أسئلة عويصة ولم تجب عنها، أو أجابت إجابات ينقض بعضها بعضًا! إنهاهدمـت أكثر مما بنـت، وتكلمت كثــيرًا، وكان السكــوت خيرًا لها ولأهلها لو كانوايعلمون وها هو أحد مــؤرخي الفسلفة في عصرنا، وهــو أحد أنصارها، والمعجبين بها وولديورانــت الأمريكي صاحب الكتاب الشهيرفـي التاريخ "قصة الحضارة" يقول في كتابه الذي سماه (مباهج الفلسفة) مبيـنًا الحصيلة الأخيرة من وراء مشوارها الطويل: "ما طبيعة العالم؟ ما مادته وما صورته؟ وما مكوناته وهيكله وما مواده الأولى وقوانينه؟ ما المادة في كيفها الباطن، وفي جوهر وجودها الغامض؟ ماالعقل؟ أهو على الدوام متميِّز عن المادة وذو سلطان عليها؟ أم هو أحد مشتقات المادة وعبد لها؟ أيكون كلا العالمين: الخارجي الذي ندركه بالحس، والباطني الذي نحسه في الشعور، عُرضة لقوانين ميكانيكية أو حتمية، كما قال الشاعر: (مايكتبه الخالق في مطلع النهار نقرؤه في آخر النهار)؟ أم ثمة في المادة أو العقل، أو في كليهما، عنصرمن الاتفاق والتلقائية والحرية. هذه أسئلة يسألها قلة من الناس، ويجيب عليها جميع الناس.وهي منابع فلسفاتنا الأخيرة، التي يجب أن يعتمد عليها في نهاية الأمر كل شيء آخر، في نظام متماسك من الفكر. إننا نؤثر معرفة الإجابات عن هذه الأسئلة على امتلاك سائر خيرات الأرض".

ويستطرد قائلاً: ولنسلم أنفسنا في الحال لإخفاق لا مناص منه. لا لأن هذا الباب من الفلسفة يحتاج في إتقانه إلى معرفة كاملة ومناسبة بالرياضيات والفلك والطبيعة والكيمياء والميكانيكا وعلم الحياة وعلم النفس، فقط، بل لأنه ليس من المعقول أن نتوقع من الجزء أن يفهم الكل! فهذه النظرة الكلية- وهي فتنتنا في هذه المغامرات اللطيفة - ستبعد عن فكرنا جميع الفخاخ والمفاتن. ويكفي أن نأخذ أنفسنا بقليل من التواضع وشيء من الأمانة، لنتأكد من أن الحياة والعالم في غاية التعقيد والدقة، بحيث يصعب على عقولنا الحبيسة إدراكهما. وأكبر الظن أن أكثر نظرياتنا تبجيلاً قد يكون موضع السخرية والأسف عند الآلهة العليمة بكل شيء. فكل ما نستطيع أن نفعله هو أن نفخر باكتشاف مهاوي جهلنا! وكلما كثر علمنا قلَّت معرفتنا، لأن كل خطوة نتقدمها تكشف عن غوامض جديدة، وشكوك جديدة. (فالجزيء يكشف عن (الذرة)، والذرة عن الإلكترون (الكهيرب)،والإلكترون عن الكوانتوم .Quantum). ويتحدى الكوانتوم سائر مقولاتنا ( Categories) وقوانيننا وينطوي عليها. والتعليم تجديد في العقائد وتقدم في الشك. وآلاتنا كمانرى مرتبطة بالمادة، وحواسنا بالعقل. وفي خلال هذا الضباب يجب علينا نحن (الزغب على الماء) أن نفهم البحر!.


يتبع....