عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
2914
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
06-04-2015, 05:52 PM
المشاركة 1
06-04-2015, 05:52 PM
المشاركة 1
افتراضي أخـلاق سادة البشر – الزهد

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
اعلم أخي المسلم أن سـادة البشـر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران .
أخي المسلم : الزهـد هو خلق المسلمين المؤمنين الصادقين , يهبهم الله إياه من دون جهد لهم أو تعب أو أنهم يكتسبونه اكتساباً بعون منه و فضل و منة , يتعرفون إلى حقيقة الدنيا و الآخرة فيزهدون في الأولى و يطلبون الثانية , و ما لهم لا يطلبون الباقي على الفاني و الرفيع على الوضيع و هم الذين يسيرون في طريق الحقيقة , يبحثون عنها و عن سبل النجاة و الفوز و الفلاح , لا يشغلون أنفسهم بتوافه الأمور عن عظائمها بل يملؤون أوقاتهم بالكد و النشاط و الهمة العالية , لا يرضون لأنفسهم الخنوع و الرضا بسفاسف الأمور بل يطلبون عاليها و رفيعها , و كيف لا و هم الذين أسلموا و آمنوا و صدقوا , يتمسكون بحبل الله عزوجل ليرشدهم و ليأخذ بهم إلى مرضاته و إلى جنانه و نعيمه الأبدي , يديمون الفكر و النظر و يجاهدون أنفسهم كي يفوزوا بالجائزة الأعظم , لا يملون من سؤال أنفسهم , هل أنا على طريق الحق و هل أنا فيما يرضي الله عزوجل و هل هذه هي سنة سيد الأولين و الآخرين , يتواضعون للعلم و لا يتكبرون عليه و على الناس مخافة أن يُسلب منهم العلم و العمل , يكثرون من الدعاء و الالتجاء إلى مولاهم و هم الذين يعلمون أن العلم نعمة منه , فإن أرادوه فعليهم بسؤال صاحبه , و من ثم عليهم الأخذ بأسباب تحصيله , يأخذون من الدنيا ما تبلغهم الآخرة , و لا يركنون إليها مخافة الفوت و الإبعاد , يعلمون أن الظفر مع الصبر , و أن النجاح ثمرة التعب و الكد و الكفاح , و أن من كان الكسل و التكاسل و الغفلة و التغافل و الركون إلى الشهوات هو ديدنه فإن الفشل المرير هو أيضاً سيكون صديقه .
أخي المسلم : لن يزهد أحد في الدنيا إلا إذا عرف حقيقتها الوضيعة , و أما من توارى خلف حجب من الغفلة و فساد المنطق فإنه سيتخبط في حكمه على الأشياء حتى إذا ما بانت هذه الأخيرة على حقيقتها في ساعة لا ينفع فيها ندم عض ذاك المتغافل و هذا الفاسد على أصابعهما و ضاقت بهما الدنيا و تمنيا الأماني و لكن هيهات هيهات .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 4 حزيران 2015


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه