عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2014, 11:29 PM
المشاركة 126
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لماذا نظم مولانا الرومي شعرًا بالعربية على الرغم من أن العربية لم تكن لغته الأساسية؟
الشيء الذي يلفت النظر هو أنَّ مولانا كان عاشقًا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، يتضح ذلك من مكانة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في آثاره. فظهور الأشعار العربية لدى شاعر إسلامي كمولانا ليس غريبًا.
كما أن مولانا عاش لفترة طويلة في الشام، فمن الطبيعي أن تؤثِّر هذه البيئة عليه وعلى مشاعره، وأن توجد فيه الرغبة في أن يتحدَّث مع الناس بلغتهم، وينقل إليهم آراءه وأفكاره الدينية والعلمية.
ورغم ذلك فإن من يقرأ المثنوي وديوان مولانا، ثمَّ يقارن بين أشعاره بالفارسية والعربية يرى المستوى الرفيع في شعره فارسي، ولا يلقى مثل هذا المستوى شعره العربي.
من أشعار مولانا العربية:
اقتبس مولانا ثلاثة أبيات مزدوجة من شعر الحلاَّج، أوردتها فرح ناز رفعت جو، وأوردها البشير قهواجي، هي:
أُقتُلُوني أُقُتُلوني يا ثِقـــــــــات إنَّ فـي قَتلي حياةً فـي حَيـــاة
يا مُنيرَ الخَدِّ يا رُوحَ البَقـــــا اجتَذِبْ رُوحي وجُدْ لـي باللِّقــا
لي حَبيبٌ حُبُّهُ يشوي الحَشا لَو يشا يَمْشي على عَيْني مَشى
ويظهر تصرُّف مولانا في هذه الأبيات بشكل واضح، إذ هو يستعير صوت الحلاَّج وجزءًا من كَلِمِه للتعبير عن عشقه وتجربته.
كذلك من أشعار مولانا العربية ما أرسله إلى صِنو روحه شمس الدين تبريزي حينما ترك قونية وتوجَّه إلى دمشق، وطلب فيها العودة إلى قونية. وتتألَّف هذه الرسالة من ثلاثة عشر بيتًا، تسعة منها بالعربية، وهي:
أيُّهـا النورُ في الفؤادِ تعـالْ
أنتَ تَـدري حياتنا بيديــكْ
أيُّها العشقُ أيّها المعشُــوقْ
يَـا سليمانُ ذي الهُداهُد لك
أيُّهـا السَّـابقُ الذي سبقـتْ
فمـن الهجر ضجَّتِ الأرواحْ
اُستـرِ العيبَ وابذُلِ المعروفْ
طفـتُ فيـك البـلادَ يا قمـرًا
أنت كالشمس إذْ دَنَـتْ ونـأتْ
غايـة الجـدِّ والمرادِ تعـالْ
لا تضيـّقْ علـى العبادِ تعالْ
حـلْ عن الصَّدِّ والعنادِ تعالْ
فتفقَّـدْ بالافتقــادِ تعــالْ
منك مصدوقةْ الوِدادِ تعـالْ
أنجزِ الوعـدَ يا معادِ تعـالْ
هكـــذا عـادةُ الجـوادِ تعـالْ
بــي محيطـًا وبالبـلادِ تعـالْ
يا قريبًا على العبــادِ تعــالْ.
*** *** ***
مراجع
- الشمس المنتصرة (دراسة آثار مولانا جلال الدين)، آن ماري شيمل، ترجمة د. عيسى علي العاكوب، مؤسسة الطباعة والنشر لوزارة الثقافة الإسلامية بإيران.
- العشق والسلام: المثنوي تفسير جديد، سيد جاهرمان صفافي، تقديم سيد حسين نصر، ترجمة مصطفى محمود، مراجعة طارق أبو الحسن، نشرة القاهرة.
- العرفان الصوفي عند جلال الدين الرومي، فرح ناز رفعت جو، دار الهادي، بيروت.
- فيه ما فيه، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة العاكوب، نشرة سوريا.
- المثنوي، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة إبراهيم الدسوقي شتا، نشرة مصر.
- من بلخ إلى قونية، بديع الزمان فروزانڤر، سيرة حياة مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة عيسى علي العاكوب، نشرة سوريا.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* صدر مؤخرًا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة، أعدَّه للنشر وقدَّم له الكاتب والمترجم التونسي البَشِير قهْوَاجِي.



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا