عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2014, 08:32 PM
المشاركة 5
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة ريم بدر الدين - شكرا للمتابعة والتعليق.

يخرج ارشيبالد في الصباح الباكر ليقوم بمشوار معتاد. ولكن يبدو ان هذا الصباح مختلف. فقد تبين انه يرى فيه الاشياء من منظور جديد.

لم يكن الربيع شيئا جديدا عليه، ولم تكن كذلك اصواته وعطوره والوانه، ولا انفاسه الحانية المداعبة. ولكن لسبب لم يكن يعرفه كان يتلقى هذا كله اليوم بطرق لم يعتد عليها.

انه مهيأ لتحول كبير في حياته. نظر الى لوسي فاذا بها فتاة اخرى مع انه اعتاد على رؤيتها وهي تكبر مع ابناء اخوته وبناتهم.

نظر الى وجه الفتاة وشفتيها الناعمتين المقوستين وتذكر الخوخ والعنب الذي تذوقه وتذكر اطراف فنجان احتسى منه الشراب احيانا.

ولا تتوقع لوسي ان يلحق بها الى الكنيسة، ولكنه فعل دون ان يحلل مشاعره ودوافعه وهو الرجل العملي الذي يهتم بدقائق الاشياء.

لحق بها الى داخل الكنيسة. لم يكن يدري السبب، ولكنه لم يهتم للمرة الاولى باكتشاف دوافعه.

ولا يهتم بما يقوله الناس حوله. فهو يمر بنقطة تحول لم يسبق لها مثيل في السنوات الاربعين من حياته. ومع انه استمع الى ما قاله الكاهن في السابق مرات ومرات الا ان هذه المرة كان لها وقعها الخاص.