عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 02:36 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
اليوم الأول

يوم التحكيم

" وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ "الأنفال33

إنه اليوم الوحيد بين الأيام العشرة من سنوات قبل الوحي ، سنوات التهيؤ والإعداد

إنه يوم قوي النبض ، باهر السَّمت ، بالغ الدلالة ، يعلمنا بصوت مسموع تفسير الآية الكريمة

"اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " الأنعام 124
، ، ، ، ، ،

ويكشف لنا كل ما زخرت به الأربعون عاماً من أمانة وطهر وعظمة . . .

وإليكم نبأ ذلك اليوم
:

* * *

قبل بزوغ الإسلام بسنوات خمس ، والرسول صلى الله عليه وسلم في الخامسة والثلاثين من عمره

المبارك ، لم يأته الوحي بعد ، ، ،

أجمعت قريش أمرها لبناء الكعبة أقدس ما ورثوا وما عرفوا ، ، لقد وقف فيهم

( أبو وهب بن عمر بن عائذ بن مخزوم ) وهوخال والد الرسول قائلاً :

( يا معشر قريش : لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً
)

ونهضت قريش بالعمل في البناء إلى أن وصلوا إلى الركن الذي يوضع فيه الحجر الأسود ! ! ! !

فمن سينال شرف وضع الحجر في مكانه ؟ ؟ ؟ ؟ ؟


واشتد الجدل ، واحتدم الخصام ، حتى أن بني عبد الدار جاؤا بجفنة مملوءة دماً فوضعوا

هم وبنو عدي أيديهم ، متعاهدين ألا يفوتهم هذا الفضل .
. .

بقيت قريش على هذا التوتر خمسة أيام ، ثم أشار عليهم أحد شيوخهم أن يحكموا

بينهم أول داخل عليهم ، ، ، ، ،

فشخصت الأبصار نحو الباب تترقب . . . ! ! !

وفجأة هتفوا قائلين :

هذا الأمين رضينا ، ، ، ، هذا محمد . . . ! ! !

أمر محمد صلى الله عليه وسلم بثوب ، بسطه ، ووضع الحجر في وسطه ، ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ

بطرف الثوب ، ورفعوه جميعاً ثم وضعه بيد الشريفة في مكانه وثبته ، ، ،

وواصلت قريش عملية البناء في هدوء . . . .

* * * * *

لقد كان أسلوب الرسول يوم التحكيم أسلوباً توفيقياً ، سيكون لباب منهجه حين يوحى إليه . . ! !

تقول عائشة رضي الله عنها ك " ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً "
رواه الشيخان

* * *

إن الذي حدث يوم التحكيم إرهاصاً وثيقاًً بالمستقبل القريب لهذا الرجل . .

وأن قوة أعلى من قوة البشر ستصطفيه وتختاره لمهام أجل وأعظم ، ،

ولكأن المولى سبحانه وضع قريشاً أمام هذه الحقيقة لتكون أبلغ حجة عليها ، ، ،

حين يبعث فيهم صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . . .

يتبع ..