عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2015, 05:53 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس "القاضي الفاضل يقول :
(إني رأيت انه لايكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده : لو غـُيّر هذا لكان أحسن ولو زِيد كذا لكان يُستحسن ولو قدِم هذا لكان أفضل ، ولو تـُرك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العبر ، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر..)

- بخصوص هذا القول هناك في اللغة الانجليزية قول قريب منه في المعني حيث يقول المثل الانجليزي a true artist is never satisfied with his work اي ان الفنان الحقيقي لا يصل أبدا الي مرحلة الرضا عن عمله ، وهذا سبب اخر يدعونا الي تجنب التهذيب فواضح ان في التكوين النفسي للفنان هناك ما يجعله غير راضي عن عمله وهو يبحث دائماً عن الكمال فيقوم على ادخال تعديلات على النص الذي ولد في لحظة الوجد او لحظة الإلهام ظنا منه ان يحسن صنعا ولكن الحقيقة عكس ذلك وعلى الفنان ان لا ينشد الكمال في النص بل يستكمل المسيرة لعل تراكم عمله الابداعي يقربه من لحظة الكمال التي ربما لا تتحقق عند الكثير من اهل الفن طوال مسيرتهم الفنية حيث يموت وهو يعتقد انه لم يولد النص الأكمل .
ونلاحظ ان الشعرا او كتاب الرواية يبدعون عدد كبير من المؤلفات لكن مؤلف واحد فقط من بين تلك يلقى القبول والمدح وقد يحصل صاحبه على جائزة نوبل او غيرها من الجوائز على اعتبار انه masterpiece اي منتج فريد واستثنائ ولو حللنا السبب الذي يدفع الكاتب الانتاج مثل هذا المنتج لوجدنا ان أسبابا معينة جعلت ذهنه يقظا حادا نشطا فتمكن من توليد نص فذ في لحظات وجد والهام غير مسبوقة عنده والاغلب في تحللي الشخصي ان ذلك ناتج عن مرور الكاتب في أزمة نفسة او ربما حالة حزن او حداد مما جعل العقل يعمل بطاقة اكبر فجاء النص على غير شاكلة باقي النصوص.