عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2017, 11:25 PM
المشاركة 2408
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمير بن سعد يتيم الاب في الطفولة المبكرة .
"قال فيه عمر " عمير بن سعد نسيج وحده
"
*

تجرَّع الغلامُ عُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ الأنصاري كأس اليتم والفاقة (1) منذُ نعومَةِ أظفاره.

فقد مَضَى أبوه إلى ربِّه دونَ أن يترُكَ له، مالاً أوْ مُعيلاً.

لكنَّ أمَّه ما لَبِثَتْ أنْ تَزَوَّجتْ من ثَرِيٍّ من أثرياء "الأوس" (2)، ويُدْعَى الجُلاسَ بنَ سُويَدٍ ، فَكَفَلَ ابنَها عُمَيْراً، وضَمَّه إليه.

وقد لقي عُمَيْرٌ من برِّ الجُلاس وحُسْنِ رِعايته وجميلِ عَطْفِه ما جَعَله يَنْسَى أنّه يتيم.

فأحـبَّ عميرٌ الجُلاسِ حُبَّ الابنِ لأبيه،؟ أولع الجُلاسُ بِعُمَيْر وَلَعَ الوالد بولده.

وكان كلما نما عُمَيْرٌ وشبَّ، يَزْدَادُ الجُلاسُ له حبّاً وبه إعجاباً لما كان يَرَى فيه من أمارات(3) الفِطْنَةِ والنَّجابَةِ التي تبدو في كُلِّ عملِ من أعماله، وشمائلِ (4) الأمانَةِ والصِّدْقِ التى تَظْهَرُ في كلِّ تَصرُّف من تَصَرُّفاته.

وقد أسلم الفتى عميرُ بنُ سعدٍ ، وهو صغيرٌ لم يُجَاوِزِ العاشِرَةَ من عُمُرِه إلا قليلاً، فَوَجَدَ الإيمانُ في قَلْبِهِ الغَضِّ مكاناً خالياً فَتَمَكَّن منه، وألفى (5) الإسلامُ في نفسِه الصَّافِيَةِ الشَّفَّافَةِ تربة خصبة فَتَغلْغَلَ في ثناياها؟ فكان على حَدَاثَة سنِّه لا يتأخَّرُ عن صلاةٍ خلفَ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم* ، وكانت أن تَغْمُرُها الفَرْحَةُ كُلَّما رأيته ذاهباً إلى المسجدِ أو آيباً منه، تارَةً مع زوجها وتارةً وحدَه.

عمير بن سعد الأنصاري تجرّع كأس اليُتْم والفاقة منذ نعومة أظفاره، فقد مضى أبوه إلى ربه، ولم يترك له مالاً ولا معيلاً، لكن أمه ما لبثت أن تزوجت رجلاً ثريًّا من أثرياء الأوس في المدينة يدعى الجلاَّس بن سويد، فكفل ابنها عميراً، ولقي عمير مِن برِّ الجلاس وحسنِ رعايته وجميل عطفه ما جعله ينسى أنه يتيم .