عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2014, 12:08 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة أية احمد

اشكرك على تفاعلك مع الموضوع وهذه المداخلة ...

أسالك لطفا الا يوجد طرق اخرى لتحقيق هذا المبتغى ؟ وهل على الانسان ان يكون مثل السمكة التي تقفز من الماء الى المقلى ؟ واي شيء أسوا مما يلاقيه فاعل الخير من الذم والالم ؟ وهل مصارع السوء أسوء من هذا الالم؟ الم يسبق لك ان جربت ذلك الشعور ؟ الا تذكرين ماذا فعلت مريومة بك ؟

صحيح ان الجنة كما تقولين " حفت الجنة بالمكاره..." لكن هذه ليست من المكاره ....هذه انتحار رسمي. المكاره مثل ان تكرهي مغادرة الفراش في يوم بارد لصلاة الصبح اما هذه فهي اقرب الى تعذيب النفس وقتلها ودفع ثمن ذلك .

اريد ان اروي لك سبب طرحي للموضوع هنا اصلا ...واتركك لتحكمي بنفسك .

في صبيحة يوم الجمعة اذهب عادة الى فرن الخبز المشروح على سبيل التغيير والاحتفال وفي احد هذه الايام علم صديقي الفران بالصدفة انني من عائلة تنتج العسل فطلب ان أهديه بعضه فقلت له عين خير يا بركه ووعدته بان اهديه بعضه .

ولكني من خلال تجربتي وخبرتي في العسل تخوفت ان يظن بان العسل الذي ساهديه اياه مغشوش فشرحت له عن العسل الجيد، وقلت له بان العسل يحتوى على مادة مخثرة ، واذا تعرض للبرودة وتحت درجة حرارة 19 مئوية تقريبا سيبدأ في التخثر وينتهي بان يتخثر تماماً ويصبح كتلة واحدة كثيفة واقرب الى حبات الرمل .
تجاهلت موضوع الهدية هذه لفترة زمنية طويلة وفي كل مرة كان يفتح الموضوع أعيد واكرر ما قلته له عن ان الناس تحب العسل السائل وعلى اعتقاد منها انه افضل وخالي من الغش ! وانا اعرف بان العسل السائل في فصل الشتاء اي الذي يتعرض للبرودة ويظل سائل يكون اما انه تعرض للحرارة فيفقد الكثير من خواصه وجودته واما ان يكون أضيف اليه مادة السيلكون بنسبة واحد الى الف فيصبح مادة مسرطنه.

ومن شدة الحاحه ولانه أخذ يظن باني انما أتردد في إهداءه العسل لبخلي، وبعد ان اعدت عليه تخوفي من ان يتهمني بغشه ان احضرت له عسلا جيدا .خاصة ان الموضوع يتعلق بهدية وليس بيع شراء ، وبعد ان اقترحت عليه ان احضر له بعض العسل المغشوش من السوق والذي يظنه الناس جيد ان شاء ، واصراره ان يجرب العسل الجيد احضرت له كيلو عسل فعلا ويا ليتني لم افعل ،وحذرته للمرة الاخيرة بان عليه ان يتوقع بان هذا العسل سوف يتخثر وانه ان وضعه في الثلاجة فسوف يتخثر بسرعة اكبر ، وان عليه ان يعيده الي اذا اعتقد انه مغشوش بدلا من رميه في النفايات .
مرت الايام وحصل ما كان متوقعا وبعد عام تقريبا أخذ يلحن لي بأنني انما أهديتها عسلا مغشوشا، واقسم بالله انه عسل مغشوش! ثم حلف بالطلاق انه عسل مغشوش! فقلت له وما دليلك على غشه ؟ ... فاجاب بانه اصبح كتلة واحدة !

فذكرته بما قلته له مرارا وتكرارا عن غش العسل! ... لكنه قال كلام في ذلك اليوم وامام جمهور الفرن في صبيحة يوم جمعة اخر جعلني اذوب خجلا واتصبب عرقا ليس من حر الفرن ولكن من شدة الحرج ، ومن قساوة ما سمعت من كلام. حتى انني غادرت الفرن وانا افكر في الانتحار ولولا بيت شعر زهير ابن ابي سلمى لربما كنت من بين من يغادروا مبكرا بسبب ذلك الموقف المؤلم...ولم تنته القصة بعد فالأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ....

واصبحت على قناعة بان مصارع السوء أهون من الالم الذي يرتد علينا عند صناعة المعروف خاصة اذا كان في غير اهله واذا ما تمكر الى ما لا نهاية ....

ولكن التجربة الطويلة المؤلمة المتحصلة تقول لي بان كل الناس ليسوا اهل المعروف !!!

فلا لصناعة المعروف .