عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2012, 09:15 AM
المشاركة 11
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
منجنيق أطفال
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في ذلك الوقت لم نكن نعرف ماذا يعني المنجنيق لكن الأداة التي كنا نستخدمها كسلاح خفيف ضد القادمين من الحارة الأخرى تشبه المنجنيق في حالته البدائية و الصغرى و تسمى في الدارجة الدمشقية " نقيفة" و لعلها تشبه في شكلها سماعة الطبيب كما قال عنها الفنان دريد لحام في مسرحية " غربة " : يا بو نظمي الدكتور معه نقيفة"!! ..
و هي عبارة عن شعب منتزع من غصن شجرة قاس نوعا ما و يتصل فرعيه بخيطين من المطاط يتوسطها قطعة مستديرة من الجلد يوضع فيها الحجر لقذفه بقوة و إصابة الهدف البعيد.
و كان أبرع من يصنع هذا السلاح هو رضوان ابن الجيران و أكبرنا سنا و كان يصنعها لنا مقابل حفنة من الملبس" حلوى دمشقية" أو غطاء علبة شوكولاته فارغ عليه رسم جميل لمنظر طبيعي أو كرات زجاجية ملونة تستخدم لما يشبه لعبة البلياردو ..
و كان الصبيان عادة يصيدون بهذا السلاح بعض العصافير عندما تغيب رقابة جارتنا أم حمدان عن جنينتها الصغيرة و أحيانا ليتشاجروا مع "المشاغبين" من الحارة الأخرى .. و لعل أولاد الحارة المجاورة في ذات الوقت كانوا ينعتوننا بالمشاغبين !.. و ينتهي الأمر غالبا بإصابات طفيفة من الطرفين و تنتهي بجلسة صلح تعقدها الأمهات بحيث يطعمن الضارب و المضروب طبقا مشتركا من البيض المقلي..
لكن الأمر لا يسلم من بعض الضربات الطائشة و في ذات شغب أتى الحجر في نافذة العم أبو صياح فكانت العقوبة علقة ساخنة للصبيان و حرمان من مغادرة المنزل للبنات.