عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2015, 10:41 AM
المشاركة 12
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخياطات الصغيرات

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كنا نطمح أن نتخذ درب أمهاتنا اللاتي برعن في هذا الفن الراقي ..غير أن المتيسر لنا في تلك الأيام لم يك كالمتاح لبناتنا الآن من وفرةفي الأدوات و تنوعها و تطورها ..
و يعد الحصول على قصاصة قماش زائدة من فستان انتهت عمتي من خياطته للتو كنزا ثمينا أباهي به بنات الجيران عدة أيام .
و اعتادت الامهات أن يتبارين في موديلات العرائس القماشية التي يقمن بتصميمها و تنفيذها لبناتهن و كل واحدة منهن تصنع اللعبة وفق بيئتها و ثقافتها فكانت العروسة التي صنعتها جارتنا القادمة من مدينة درعا لابنتها مها مختلفة عما اعتدنا عليه فقد خاطتها من قماش ملون و مشجر و دمجت الفستان مع اللعبة و بذلك حرمتها من قدمين بينما اعتدنا على أن يكون الثوب منفصلا عن جسد اللعبة ليكون بساقين و جذع و رأس ( لعل هذا راجع إلى الثقافة و التربية و نوعيتها سواء كانت منغلقة أو منفتحة ) بينما جارتنا القادمة من طرطوس وضعت للعبة خصلة شعر حقيقية اقتصتها من شعر ابنتها ( و هنا وضعت على المحك غرور أمهاتنا بانفتاحهن النسبي أمام الجارة من درعا) .
لكن اللعبة القماشية البيضاء التي صنعتها لي عمتي الكبرى عائشة( رحمها الله ) هي أكبر هدية يمكن أن أحلم بها مع أن عمتي نسيت أن تضع للعروسة فما أحمر فاختلست أحمر الشفاه من درج الزينة الخاص بعمتي الأصغر لأرسم الفم و أعيد قلم الحمرة مكسورا الى الدرج..
و كي نقلد أمهاتنا الخياطات كنا نقتص من مجلات الأطفال الخاصة بنا صور البنات لكي نستخدم تصاميم الأزياء الموجودة في الصور و أكثر ما أرقنا هو كيفية خياطة ثوب كانت ترتديه أرنب في قصة السلحفاة و الارنب في مجلة المزمار التي كانت تأتينا من العراق.
كانت آلة الخياطة موجودة في كل بيت دون النظر لمستواه المادي خصوصا الماكينة من ماركة الفراشة الشهيرة لأنها كانت تعد قواما رئيسيا لجهاز أي عروس دمشقية
و لكن يمنع الاقتراب من آلة الخياطة فكنا نقوم بخطة بوليسية محكمة كي نستطيع الدخول إلى غرفة الخياطة و استخدام الآلة لإنهاء أثواب عرائسنا ..و ذات مرة انتبهت خالتي أم جمال إلى أننا خطنا أثواب عرائسنا بآلة الخياطة لكنها تظاهرت بأنها لم تلمح هذا و أثنت( مع ابتسامة ماكرة )على دقة " القطب" التي أنجزنا بها الأثواب

من مجموعة المقالات/ نوافذ دمشقية/