عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3305
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
09-19-2014, 12:00 AM
المشاركة 1
09-19-2014, 12:00 AM
المشاركة 1
افتراضي مفاهيم خاطئة في التملك
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسلم : ربما تعاني من كآبة أو ضيق في الصدر لأنك لا تملـك أياً مما يلي :
- جمالاً معيناً (أي أن تكون على درجة معينة من الجمال) أو
- نوعاً من الثياب أو
- أثاثاً منزلياً (سريراً أو خزانة أو ...) أو
- هاتفاً عادياً أو نقالاً أو
- كمبيوتراً أو
- مبلغاً من المال أو
- رصيداً في البنك أو
- زوجة أو
- أطفالاً أو
- بيتاً واسعاً جميلاً و سيارة فاخرة أو
- عملاً ذا مواصفات معينة أو
- والداً كما تحب و ترضى
- أو انتماء لعرق أو بلد أو
- أن تدرس في جامعة أو معهد أو ...........
و ربما تظن أن امتلاكك لهذا الشيء أو لتلك الأشياء أمر لابد منه و لا نقاش فيه و بالتالي فإن كل يوم يمر عليك من دون أن يتحقق مرادك يجعلك تعاني و تعيش في كرب شديد و ربما سببت للآخرين أذيات مختلفة , فهل مفهومك في هذا صحيح ؟
أخي المسلم : هل سألت نفسك إن كنت على حق أم لا , و هل سألت نفسك :
- لِمَ يجب أن تمتلك ذاك الشيء أو تلك الأشياء , هل لأن والدك أو قريبك أو جارك يمتلكه ؟
- من الذي يقرر في هذا الكون من يمتلك كذا و من يمتلك كذا ؟
- إن كنت أديت ما عليك قبل أن تطلب ما تطلب أم أنك تظن أن عملك القليل الذي تقوم به كاف لتحصيل كل ما تريد ؟
- ما فائدة تضييع وقتك في النحيب على ما ليس لديك و كم ستتمتع به في حال حصلت عليه ؟
- لِمَ تعلق سعادتك فيما لا تملـك و لا تسعد نفسك بما لديك من نِعَمٍ بدل ذلك ؟
- لِمَ تمتلك أشياء لا يمتلكها الكثيرون ؟
- إن كانت نفسك عليمة بعواقب أمرك و تأكدت من أن امتلاكك لهذا الشيء أو تلك الأشياء سيفيدك حتماً أم أنك لا تبالي إلا بملء البطون و إشباع الشهوات ؟
- إن كان لديك الوقت لاكتساب كل ما تريد و التمتع به و الحفاظ عليه أبد الآبدين , أم أن متعتك تتمثل في اكتسابه فقط ؟
- إن كان أحد قد حاز على كل شيء قبلك و في نفس الوقت وجد لنفسه الوقت الكافي للتمتع به ؟
هل أجبت على كل هذه الأسئلة و غيرها قبل أن تتضايق من عدم حصولك على مرادك ؟
أخي المسلم : تطلب لنفسك شيئاً و ربما أشياء و تعتبرها من بديهيات الأمور و أن الحياة لا تحلو إلا بها و تنسى أن الدنيا هي دار العمل و الجد و النشاط و ليست هي الجنة المرجوة , و تنسى أن الطالب المجتهد يقضي سنين في الدراسة ليحصل بعدها على شهادته التي يريد , و تنسى أنك طالب في هذه الدنيا لتحصيل الجنة و ربما المراتب العليا فيها و ليس لإشباع شهواتك كلها , و تنسى أن البلاء من الله عزوجل شيء لابد منه مهما تغيرت صورته و شكله , و أنه جل جلاله هو الذي يقرر من يحصل على كذا و من يحصل على كذا , يعطيك أشياء و يحرمها آخرين و يمنعك أشياء و يعطيها آخرين , فلا تشترط لنفسك ما يجب أن يكون عندك بل اعمل على ذلك بما يرضي الله عزوجل فإن أعطاك فله الحمد و الفضل و المنة و إن منعك فله الفضل و الحمد و المنة أيضاً لأن عطاءه عطاء و منعه عطاء , و عِش مع ما لديك من النّعَم و احمد الله عزوجل عليها فكم من شخص يتمنى ما عندك من نِعَمٍ , هاك عاجز يتمنى أن يكون لديه قدمين مثل قدميك , و ذاك أعمى يتمنى أن يكون لديه عينين مثل عينيك , و هذا الفقير يتمنى أن يكون لديه غرفة من غرف بيتك الذي لا يعجبك , و كم من يتيم يتمنى أن يكون لديه والد مثل والدك الذي تعقه , و كم من جاهل غني يتمنى شهادتك الدنيوية التي لا تقيم لها وزناً بدل ماله الذي لديه , و كم من ضال يتمنى تقواك التي تبخسها حقها , و كم من حَسَن الخِلقة سيء الخُلُق يتمنى أخلاقك الجميلة التي غفلت عنها و كم و كم ....
تذكر يا أخي أن العمر أقصر من أن تكسب فيه كل ما تريد و في نفس الوقت أن تتنعم بما حصلت عليه , و أنك لا تدري إن أتتك نعمة هل ستأخذ بيدك للجنان أم أنك ستهوي بها للجحيم , و هل ستكون سبباً في سعادتك الدنيوية أم أنها ستحمل لك هموماً لا طاقة لك بها , و تذكر أيضاً أن في الحياة نِعَماً كثيرة لا تحتاج منك إلا إلى تحصيلها كالعلم و الخُلُق الحسن و التأمل و الحكمة و العبادة و معاشرة الناس بما يرضي الله عزوجل و السعي على اليتيم و الفقير و الأرملة و المسكين و ذكر الله عزوجل و قضاء حوائج الناس .
و تذكر أيضاً أن نِعَم الدنيا زائلة بائدة و لن تستطيع الحفاظ عليها مهما عملت و أن نعيم الدنيا أشبه بالحلم , حلاله حساب و حرامه عقاب و أن الفَطِن الفطن من تزود ليوم لا يوم بعده فإما إلى جنة لا نهاية للذائذها و إما إلى نار تعيس زائرها .
- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) البقرة
- ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) التكاثر
- - ملاحظة : بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 18 أيلول 2014


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه