عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2012, 11:08 PM
المشاركة 3
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
كانت عبار ة للأستاذ محمود شاكر تحدد حرية الرأي لمن , ودار حول ذلك حوار أنقله لكم وأتمنى الإفادة برأيكم حول الموضوع والتوسع في النقاش , بالإضافة إلى سؤال متفرع تحته :

عبارة الأستاذ الأديب - محمود محمد شاكر ,
" إن حرّية الرأى مكفولة لذوى العقول السليمة إلا لكل من كسر القيد وأفلت من وراء الأسوار "

( طلبت إحدى الصديقات : , التوضيح )


فردت الأولى : هو يريد حدّ حرية الرأي فيمن يراهم يستحقّها , لكنّى أعارضه , لأنه من الذي يحدّد من يستحقّها ؟

الثانية: المنطق والعقل , وما يجري خير دليل

الأولى : أعجبنى رأياً في المقولة أورد ان غاليليو أحرقت كتبه لأنه اعتبر مجنوناً وخطيراً على العالم وبعد 400 سنة اعترفت الكنيسة بفضله وفكرته

أنا : ما الذي تقصدينه تحديداً , كل الأشياء القيّمة تكون متزنة ومتوسّطة , أعتقد ان الاستاذ قصد معنى بعيد حيث أن كثير من الأدعياء يرفعون بالحرية شعارات هي بريئة منها كما يحدث العكس كثيرون يستعبدهم الذل ...

الأولى : هناك الكثير من المفكرين باعتبار أنهم من ذوى العقول السليمة اعتبروا أن ثورات العرب كلام فارغ والجاهل لا يعطى حرية , لأنه لا يستحقّها ولن يستخدمها بشكل صحيح

أنا : برأيي أن عقولهم تلك سليمة في الجهل نفسه , لأن ربنا - تبارك وتعالى - الذي خلق الخلق أعطى لكل امرئ حريته , فمن هم ليمنعوا الحرية عن الجهلاء أو غيرهم

الأولى : الفكرة ذاتها في فهم شكل المطالبة بالحرية , أدونيس بمكانته قال بموافقته على عدم الديمقراطية لووصلت الجماعات الإسلامية للحكم وفضّل شكل مطالبات غاندى لكن لم يفضل ثورة جيفارا

أنا : رأي أدونيس يوافقه كثير ممن يتبنونه لقناعات لها شواهد , ولأن الجماعات الاسلامية لها خط معروف فلو وصلت للحكم لن يكون هناك ديمقراطية بالأساس عندهم و الحرية بشكل عام معناها مفهوم وإطارها محدّد لكل صاحب فكر وعقل , وهي حق مكفول للجميع

الأولى: ما أريد ان أصل له , من الذي يحدد صاحب الرأى السديد

انا : الضوابط والقيم

الأولى : وهى مختلفة حسب الزمان والمكان والظروف

أنا : بالتأكيد , لكن هناك أمور ثابتة

ـــــــــــ

وأضيف لهذا الحوار سؤال آخر :
لماذا يرى بعض الناس أننا كشعوب لا تجيد الحرية ؟! , حتى وإن كانت هناك فئة جاهلة ومثبطة وسقيمة ليس لزاماً علينا ان نيأس أو نتشاءم , لم لا نفعل الأفضل وهو أن نبين ونوضح ونبذل جهدنا للتوعية والإصلاح .........


انطلق الحوار قويا ، لكنه توقف فجأة ، و ليته لم يتوقف ، وكمحاولة للاضافة يمكن ان اعتبر نفسي زميلة او زميل رابع ! لكني لا اتقن هذا الفن ، فن صنع الحوار المتخيل ، لهذا سوف اعلق على ما قرأته في الموضوع بدأ من عبارة محمود شاكر ..

" إن حرّية الرأى مكفولة لذوى العقول السليمة إلا لكل من كسر القيد وأفلت من وراء الأسوار "
الرابع : لا اجد اني اتفق مع هذا الراي ، وفي حوار الاولى والثانية والثالثة ، تبين خطأ هذا الراي ، اذ من يحدد من هم اصحاب العقول السليمة .. وما دام ان العقول السليمة هي المطلب ، فلماذا لا نبحث عنها بدلا من كلمة " حرية" وهي كلمة تشبه المظلة التي تخفي ما وراءها ، سواء كان جيدا او سيئا ، حقيقي او غير حقيقي .. لماذا لا يكون بحثا عن الصواب و الحقيقة ؟ لان كلمة "حرية" هي عبارة عن وهم كبير ، اذ لا يوجد احد يستطيع ان يتمتع بحرية كاملة ، بل الانسان لا يريد ان يتحرر من كل شيء . فحاجة الارتباط اقوى عنده من حاجة التفلت .

الكثير من الناس يحسبون أن السعادة تتأتى من الحرية بشكل مطلق ، لكن الحقيقة أن الإنسان مخلوق ارتباطي و ليس مخلوق تحرري ، فسعادته الحقيقية هي في الارتباط بكل ما هو حقيقي ، و ليست في التحرر والاستقلال من كل شيء . وبهذا فالحرية تعني القدرة على الإرتباط أيضاً ، مثلما تعني القدرة على الإنفكاك ، بدرجة واحدة.

وهذا المصطلح الغربي مشكوك فيه ، لأنه وجد اصلا للانفكاك من قيود الدين و الاخلاق والتقاليد ، اما الامور الاخرى فهم يعرفون انه لا يستطيع احد ان ينفك منها ، بل هم لا يريدون ان ينفكوا . نعم للحرية اذا كانت تعني الانفكاك من التسلط والسيطرة الغاشمة باي شكل ، و عموما الاسلام الحقيقي لا يخشى من حرية الراي ، كما يتوقع البعض ، بل على العكس تماما . (لكم دينكم ولي دين) (وجادلهم بالتي هي احسن) .

لهذا ارى مثل رايك تماما وهو ان حرية الراي يجب ان تكون للجميع ، قال تعالى : (وامرهم شورى بينهم) . دون ان يتدخل احد و يمنع احدا من ان يقول رايه ، او يؤثر عليه باي مؤثر ، سواء ترغيب او ترهيب أو يؤدي رأيه الى الاضرار بالتعامل معه باي شكل من الاشكال ، مثل ما يحدث من فصل علماء كبار في امريكا لانهم رفضوا او شككوا في نظرية التطور ، او شككوا في محرقة اليهود ، كما فعلوا بالفيلسوف الكبير الفرنسي روجيه جارودي حيث قاطعه الاعلام و بقي قابعا في شقته في باريس ، لا يكلمه احد الا المقربين له ، فقد ارتكب جريمتين في نظرهم : التشكيك في اعداد المحرقة بناء على حقائق تاريخية تثبت ان كل يهود امريكا و اوروبا لم يبلغوا ستة ملايين ، فكيف يحرق 6 ملايين في المانيا وحدها ؟ والثانية : انه اعتنق الاسلام ، أي واجه حربين : حرب على حرية الراي ، وحرب على حرية الاعتقاد .

ولأن جارودي استطاع ان يفكر بطريقة حرة غير مبالية بالمؤثرات و المسلمات المفروضة ، استطاع ان يرى الحقيقة ، وهذا الطريق مفتوح لكل شخص ، فنحن بحاجة الى حريتين : حرية الفرد مع نفسه قبل حرية المجتمع . فعليه ان يتحرر من كل فكرة مفروضة عليه من قبله هو او من قبل غيره ، ويبحث عن الافضل . اذا طريق الانسان السليم هو في البحث عن الحقيقة وليس عن الحرية ، فالحرية ليست غاية بل وسيلة من الوسائل ، والحقيقة هي الغاية ، و الحقيقة تعني الارتباط .

أتمنى ان ياتي اليوم الذي يكون النداء فيه : حي على الافضل ، بدلا من : حي على الحرية .. هم يوهمون الفرد الغربي بانه حر ، بينما في الحقيقة هو يرسف حتى القيود التي كبلوا بها عقله . حيث يقنعونه بما لا يقتنع فيه أي عاقل و يقبل ! لدرجة انهم يقنعونه ان الكون جاء من لا شيء و ان اصله حيوان وان الراسمالية نعمة عليه خص بها دون غيره ، والشك ممنوع في هذا كله . وان العلم سوف يستطيع ان يحل كل شيء ويجاوب على كل سؤال ، ولكن عليك ان تنتظر وتحمل اغلالك معك . فهم الذين يسألون وهم الذين يجاوبون والناس يصفقون ! حتى صار التشابه في التفكير سمة من سمات الغرب ، و هي ظاهرة يستطيع صاحب العقل الحر ان يلاحظها بسهولة ، بل انهم يتشابهون فيما هو اكثر من التفكير .

لا توجد حقيقة تصل الى انفكاك ، لان العقل لن يسميها حقيقة ، بل سيسميها منطقة ضياع حتى يصل الى ارتباط .

وايضا حيث طردوا اقدم صحفية في البيت الابيض لانها قالت ان فلسطين ليست ارض اليهود ، فهم يحملون جنسيات اوروبية ، مع انها خدمت عند 11 رؤساء على التوالي ، و في التسعين من عمرها . وهكذا نرى ان حرية الراي تدمر مستقبل الانسان في الغرب المتبجح بحرية الراي .


واي مجتمع او شعب لم يعتد على حرية الراي ، فليس الذنب ذنبه ، و كونه يبدأ بالبحث عن الحقيقة من خلال حرية الراي ، اعتقد ان هذا هو الطريق السليم لكي يصل الى الحقيقة ، وهذا ما نحتاجه كعرب ومسلمين . لهذا الاسلام لم يجبر احدا ولم يامرنا باجبار الناس ، بل بجدالهم ونقاشهم بالتي هي احسن ، أي نعبر عن راينا بحرية ونسمح لهم ان يعبروا بحرية . الانبياء قالوا وجهة نظرهم بدون خوف و لا محاباة . ولم يسمحوا للمؤثرات ان تحرفهم عن رايهم الذي يعتقدونه ، و هم قدوة لنا كمسلمين .

لو ان الامر هكذا ، لوصل الناس الى الحقيقة من خلال الحرية . لهذا نعرف ان مزاعم الحرية في الغرب ليست حقيقية لانهم لم يصلوا الى الحقيقة ، و بسبب التدخلات والمؤثرات التي يقوم بها الاقوياء ليحرفوا الاراء من وجهتها الى الحقيقة الى وجهتها نحو الهوى والمصلحة ، ايجابا او خوفا . وهنا تتعرقل مسيرة حرية الراي .

حرية الراي ليست محتاجة فقط الى دكتاتور ليقمعها ، فحتى الراسمالية و الليبرالية تقمع حرية الراي من خلال اساليبها الغير مباشرة . والامثلة اكثر من ان تعد ، فشعوب الغرب توجّه لمصالح الكبار المتنفذين ويدخلونهم في حروب لا تفيدهم ، والويل والتشنيع الاعلامي لمن ينتقدها . هذا كله تدخل في حرية الراي ، بل الويل لمن ينتقد اسرائيل او نظرية داروين ، فسيفاجأ ان الجميع يستثقلون وجوده ، و مكانته في الاعلام لم تعد كسابقتها ، و من كان يسمى عالما يـُكتفى بذكر اسمه الاول او الاخير . هذا تدخل في حرية الراي لم يقم به دكتاتور .

آسف لإطالة الزميل الرابع . وشكرا للجميع وبانتظار المزيد ..