عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2012, 10:02 PM
المشاركة 8
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
Lightbulb
مساؤكِ مُباركٌ أستاذة حنان

لي وقفةٌ بسيطةٌ - بَعَدَ كَريمِ أذنكِ - أستاذتي مُتَعَلِقةٌ بالعنوانِ المُختارِ للموضوع , أما مايَحِملُ الموضوع من محاورَ فهي أكثرُ من أن نُجملها إجمالاً في رَدٍ موجزٍ سريع

تكاثرت الظباءُ على خراشٍ *** فما يدري خراشٌ ما يصيدُ

مع أن الأساتذة الكِرام قد أثروا الموضوع أيما إثراء بفكرهم النير ..

أستاذتي

في ظني - والظنُ أكذبُ الحَديث - أن العنوان والمستمد من مقولة الأستاذ محمود محمد شاكر :

لمن حُرية الرأي ؟

فيه بَعضُ نَظرٍ أُستاذتي حنان ..

فَحُريةُ الرأي - كرأي - مكفولةٌ لكلِ إنسان دونَ ضابطٍ أو حَدٍ يضبطها ويحُدها , فَكُلٌ حُرٌ برأيه المُنبثقُ عن رؤيته الخاصة للأمر وعن ثقافته التراكمية وعن مواقف خبراته السابقة التي اكتسبها عبرَ الأيام ..

فليس في الدين الإسلامي - مثلاً - أي حَدٍ أو ضابطٍ للرأي كرأي , إنما جاءت الضوابط والحدود عَند مُحاولة نَقلِ هذا الرأي من حَيزه العقلي الساكنُ في سويداء ضَميرِ صاحبه والذي لايعلمُ كُنهه إلا الله سبحانه وتعالى ولم نؤمر - تحت أي ظَرفٍ من الظروف - بمحاولةِ سَبرَ أغوار الضمائرِ والتفتيش في خفايا القلوب ..

فَكلٌ حُرٌ في رأيه في أي أمرٍ من الأمور ..

أما إذا حاولَ صاحبُ هذا الرأي نقلَ رأيه - وكما قُلنا سابقاً - من حَيزه العقلي المحض إلى الحيز التنفيذي هنا تأتي الضوابطُ والحدود والتنظيمات والقوانين التي ـُنظمُ هذه الآراء وتمنعها من التسبب بالضرر على جميع المستويات الخاصة أو العامة ..

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :
إنه قد انقطع الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أعرفكم بما تظهرون، فمن أظهر خيراً ظننا به خيراً، ومن أظهر شراً ظننا به شراً..

وهذا الأمرُ مُنطَبِقٌ حتى على أهم شيء في حياة الإنسان وهو دينه , فقال الله سبحانه وتعالى :
{ لاإكراه في الدّين }
{ أفأنت تُكره الناس َعلى أن يكونوا مؤمنين }

طالما أن رأيه في اتباع الدين أو رفضه هو رأيٌ شَخصيٌ له لم ينقله لحيز التنفيذ ..

وقد قال صلى الله عليه وسلم :

إن اللّه تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم..

أما إذا تحدثنا عن إبداء الرأي وإعلانه والبوح به وإظهاره أو العمل به والبدء في إجراءاتٍ تنفيذية لجعلهِ أمراً واقعاً ملموساً فهنا تنتهي فترة الكمون المسموح بها لأي إنسان وتبدأ المرحلة العملية للرأي وهذا مَبحثٌ ضَخمٌ جِداً جِداً.. وفيه الكثير الكثير من التفاصيل ..

طُرفةٌ بين يدي الموضوع :نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يُقالُ أنهم أحضروا رجلاً من مجاعةٍ وعَربي وسألوا صاحبَ المجاعة عن رأيه في اللحم ؟
فقال : مامعنى لحم ؟!!!
وسألوا العربي عن رأيه في اللحم؟
فقال : مامعنى رأي ؟!!!

.
.

أبهجني كثيراً حضوري هنا واستفدتُ كثيراً منكم أساتذتي وسأتابعُ - وبكُلِ شَغفٍ - هذا الحوار الثري الممتع النافع ..

ممتنٌ لهذا الموضوع القيم بحجم السماء ياحنان
كوني بخيرٍ أرجوكِ
أحمد النجار