عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2013, 10:22 PM
المشاركة 36
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جاء في (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) للإمام ابن القيم الجوزية ما نصه:
(... و من كيده *: ما ألقاه إلي جُهال الصوفية من الشَّطح **و الطامات ، و أبرزه لهم في قالب الكشف من الخيالات ، فأوقعهم في أنواع الأباطيل و التّرهات و فتح لهم أبواب الدعاوي الهائلات، و أوحى إليهم : أن وراء العلم طريقاً إن سلكوه أفضى بهم إلي كشف العيان و أغناهم عن التقيد بالسنة و القرآن، فحسَّن لهم رياضة النفوس و تهذيبها و تصفية الأخلاق و التجافي عما عليه أهل الدنيا، و أهل الرياسة و الفقهاء ، و أرباب العلوم، و العمل على تفريغ القلب و خلوه من كلِّ شيء ، حتَّى ينتقش فيه الحق بلا واسطة علم،
فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول نقشَ الشيطان بحسب ما هو مستعد له من أنواع الباطل ، و خيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفاً و عياناً ، فإذا أنكره عليهم ورثة الرسل قالوا: لكم علم الظاهر ، و لنا الكشف الباطن، و لكم ظاهر الشريعة ، و عندنا باطن الحقيقة ، و لكم القشور و لنا اللباب ، فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب و السنة و الآثار كما ينسلخ الليل من النهار، ثم أحالها في سلوكهم على تلك الخيالات ، و أوهمهم أنها من الآيات البينات ، و أنها من قِبَلِ الله سبحانه و تعالى إلهامات و تعريفات ، فلا تُعْرض علة السنة ة القرآن ، و لا تعامل إلا بالقبول و الإذعان.
فلغير الله لا لَهُ سبحانه ما يفتحه عليهم الشيطانُ من الخيالات و الشطحات، و أنواع الهذيان ، و كلما ازدادوا بُعداً و إعراضاً عن القرآن و ما جاء به الرسول كان هذا الفتحُ على قلوبهم أعظم.) ص 128

___________
* أي من كيد الشيطان
** الكلام الذي يخرج صاحبه من الدين كقول أبي يزيد البسطامي: سبحاني!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا