عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2013, 12:36 PM
المشاركة 2
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.«اليهود بتوعنا»!

محمد خروب

هل سمعتم بـ «المظاهرات» التي وقفت امام السفارة المصرية في تل ابيب ترحيباً بتصريحات القيادي في تنظيم الاخوان المسلمين والرجل الثاني في حزب الحرية والعدالة «الحاكم» ورئيس الهيئة البرلمانية للأغلبية التي يشكلها هذا الحزب في مجلس الشورى الذي يتولى سلطة التشريع وفق الدستور الاخير المستحدث ومستشار رئيس الجمهورية... عصام العريان؟
اما السبب فهو التصريحات التي دعا فيها العريان اليهود «المصريين» في اسرائيل «للعودة» الى مصر (..) وعندما سأله المذيع حافظ الميرازي في استغراب... اذاً انت ترحب باليهود والمصريين ليرجعوا الى مصر؟.. اخرج هذا «الاخواني» حقده الدفين ضد جمال عبدالناصر فقال في خبث: اليهود المصريون الذين طردهم عبدالناصر ثم تساءل بمكر.. طردهم ليه دول شجعّوا الاحتلال؟..
هنا لم تعد المسألة في حاجة الى تفكيك أو الاضاءة على «أسرار» هذه الهرولة الاخوانية باتجاه اسرائيل ويهود اميركا وصهاينتها في الآن ذاته، اذ ليس غريباً او مفاجئاً وبعد ان اثارت تصريحات العريان (التي لا يمكن في كل الاحوال اعتبارها زلة لسان) ردود أفعال مصرية غاضبة، ان تنأى الرئاسة المصرية (الاخوانية حتى لا ينسى البعض) بنفسها عنها وتقول في ما يشبه التنصل (دون ان تدين تلك التصريحات) ما قاله لا يمثل الرئاسة لانه ليس متحدثاً رسمياً لها..
دعونا نبدأ..
زجُّ اسم عبدالناصر في هذه المسألة، يراد منها تشويه اسم هذا الزعيم العربي الكبير كجزء من محاولات اخوانية لم تنته لتشويه هذا القائد الخالد، فهم لا ينسون ولا يغفرون، والحقد ديدنهم وتصفية حساباتهم مع قامة باسقة لن يستطيعوا الوصول اليها مهما حاولوا..
ويعرف معاصرو تلك الحقبة ان يهود مصر باعوا املاكهم وصفّوا تجارتهم وذهبوا الى اسرائيل بأساليب عديدة سواء عبر اوروبا تمويهاً او من خلال جهود الدوائر الاستخبارية البريطانية والفرنسية، ودائماً الوكالة اليهودية وفروع الحركة الصهيونية، ولم يقم عبدالناصر أو أي مسؤول مصري بطرد أي يهودي وما يقوله «العريان» يلتقي مباشرة مع ادعاءات اسرائيل ومن يدعمها ويحالفها في الغرب، بأن اليهود «طُردوا» من البلاد العربية وبالتالي فان لهم حق الحصول على التعويض وعلينا ان لا ننسى القانون الذي اقره الكونغرس في هذا الشأن.. مؤخراً ..
هي ليس زلة لسان ابداً..
فالعريان زار واشنطن مؤخراً (رغم انه نفى ذلك) وفي عِزّ ازمة الاعلان الدستوري ووصلها قادماً من احدى دول الخليج، ثم ان العريان يعلم بأن اليهود المصريين الذين طُردوا من مصر (..) لم يعودوا على قيد الحياة ومن بقي من ذريتهم لا يعترف بمصريته سوى في الاحلام التي تراوده للحصول على تعويض.. فعن أي يهود يتحدث العريان؟ اذا لم تكن تلك الدعوة ذات مضامين سياسية ورسالة الى كل من يعنيهم الامر في واشنطن وتل ابيب (وعواصم اوروبية نافذة) بأن الاخوان المسلمين ليسوا ابداً كما زعم تقرير يهودي «اميركي» نُشر للتو، بأن الاخوان المسلمين في مصر (..) هم العدو رقم واحد لليهود خلال عام 2012!!.
ثم اذا لم نرد الغاء عقولنا، فان علينا الاضاءة على مسألة، توقف مشرعون كثيرون في مصر وفي خارجها، عن «سر» النص الذي ورد في الدستور المصري (الخلافي) الذي تم الاستفتاء عليه مؤخراً وكان محور جدل وسجالات وكتابات عديدة «.. ان شرائع المسيحيين واليهود المصريين هي المصدر الرئيسي لتشريعاتهم واختيار قياداتهم الروحية وشؤونهم الدينية».. فهل هذا نص كُتب صدفة ام اكبر من ذلك بكثير، اذا ما علمنا ان عدد «كل» يهود مصر لا يصل الى مئة رجل وامرأة وولد (يقال انهم 80).. فعن أي يهود يتحدثون؟
تبقى اخيراً لعبة اطلاق بالونات الاختبار والمراوغة التي لم يتوقف الاخوان المسلمون في مصر عن مواصلتها (منذ نشأتهم قبل نيف وثمانين عاماً) والتنصل من أي تصريح او خطوة تثير ردود افعال غاضبة فيسارعون للتبرؤ منها، ويضحّي من اطلقها بنفسه مؤقتاً كي يقول: انه يتحدث باسمه الشخصي كما زعم العريان مؤخراً..
انه السير «الاخواني» على طريق التطبيع مع اسرائيل.. فعلى مَنْ يَتْلُونَ مزاميرهم ... هذه؟

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار