عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2015, 10:04 PM
المشاركة 21
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
|اهلا بالحبيب عمرو
دعني اعتذر أولاً لأن النقاط الخلافية أخذتنا بعيدا عن أشياء أخرى مهمة
في موضوعك الماتع ..
فأنا لدي هوس بالتاريخ عموماً وبألغازه خصوصاً ..
ما في داعى لاى اعتذار لا سيما وان ما اثرته من نقاط كان مهما ويستحق النقاش وانت ناقشت باحترافية وتجرد اضافت لنا جميعا
وانا كنت فقط انتظر انتهاء تلك النقاط لنعود بعدها للمتعة مع الغاز التاريخ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وان كان لديك هوس بالغازه فانا مصنف كاحد مجانين هذا المجال ولدى اسئلة لم اطرحها من قبل لانى ما وجدت اى قرينة او ادلة او حتى نظرية تحمل الاجوبة ولعلنا نجد قريبا باذن الله

من تلك الأشياء المهمة والتي استفدتها من مقالك مسألة بناء الهرم
ولعلي قرأت قديماً عن تلك المعلومة الخاصة بطريقة بناء الهرم على
طريقة البناء المتكامل من الطوب اللبن ثم تعريض البناء للنار ليتحول
للشكل الصلب المتعارف عليه في مصانع الطوب الأحمر الشهير ..
ولعلي وقتها لم اهتم بالفكرة .. ربما لأني اعتبرت الفكرة بسيطة أكثر
من اللازم وأن بناء الهرم لابد أن يكون أكثر تعقيداً .. لكن حينما قرأت
عرضك للفكرة بالإضافة لما ذكرته من رواية النجوم الزاهرة
عدت أفكر في الأمر : ولما لا ..
معك حق
وانا مقتنع بتلك النظرية لاننا لو تاملنا التاريخ لوجدنا ان حلول اكبر الالغاز المعقدة تكمن فى البساطة ..
فعادة العلماء عندما يصادفهم لغز كبير انهم يبحثون خلف اعقد الحلول وينسون دوما ان عبقرية الانسان دائما ما تجد حلولا مذهلة فى بساطتها ولا تخطر على بال احد
وكمثال من حياتنا المعاصرة هل تتخيل ان معجزة حرب اكتوبر التى لا زالت يتم تدريسها فى المعاهد العسكرية تكمن اصلا فى دراسة الاساليب البسيطة جدا التى اتبعها الجيش المصري لحل مشاكل تكنولوجيه رهيبة تفوق قدراته
فعندما استشار المصريون الاتحاد السوفياتى ــ بكل قدراته العسكرية ــ عن رؤيته لازاحة الساتر الرملى الهائل فى وقت قياسي لاتمام العبور وعن حل ناجح لاختراق خط بارليف لم يجد السوفيات الا القول بان الحل الوحيد قنبلة ذرية محدودة !!
لك ان تتصور كيف يمكن تطبيق هذا الحل المستحيل !
فما كان من المصريين الا ان ازاحوا الساتر الترابي بابسط نظرية عرفها الانسان منذ فجر التاريخ وهى استخدام الدفع المائي
ولا زالت وسائل سقوط واختراق خط بارليف غامضة ولم يتم كشف معظمها لليوم ولا كيف تمكن الجيش المصري باستخدام الافراد والاسلحة الخفيفة فقط فى اختراق نقاطه الحصينة والمدرعة
فالتكنولوجيا وان كانت تمنح تفوقا نوعيا للانسان الا ان لها عيب بالغ الخطورة وهى انها تعطل ملكة الابداع الغير تقليدى لدى العقل البشري فلا يستطيع الاستغناء عنها
فمثلا الاطباء اليوم مهما بلغت براعتهم لا يستطيعون ان يشخصوا مرضا باطنيا دون استخدام الاشعة والتحاليل فلك ان تتخيل ان اطباء الماضي كانوا يعالجون امراضا مستعصية دون استخدام الاجهزة ولا حتى الجراحة
الحارث بن كلدة كان باستطاعته اكتشاف نوع السم من مجرد النظر فى عين المريض والطبيب الفرنسي نوستراداموس تمكن من علاج الطاعون ــ والعياذ بالله ــ بالماء الساخن فقط
بالإضافة أنني وجدت منذ فترة فقرات من كتاب تراثي أخر (أخبار الزمان للمسعودي)
يذكر أشياء عن عصر بناة الأهرام ويؤكد أنه كان قبل الطوفان .. ويذكر تفاصيل
غريبة عن طبيعة ذلك العصر وعلاقته بقصة نوح عليه السلام..
وأن ملك مصر في ذلك الوقت ويدعى سوريد قد أمر ببناء الهرم
بسبب رؤية رأها وفسرت له بمقدم الطوفان فكان بناء الهرم من أجل
جمع أسرار وعلوم أهل ذلك الزمان وحفظها داخل ذلك البناء الهرمي ..
نعم قرأت هذا وقرات العشرات من النظريات التى تناولت الهرم باعتباره اعقد الغاز العالم القديم وهناك نظرية قالت بانه مبنى قبل الطوفان ومن انصارها مانيتون الفرنسي وبعض علماء العرب كم يقال بان الذى حذر من الطوفان هو النبي ادريس عليه السلام نفسه
وهناك معلومة بلغتني عن وجود أصداف بحرية في قلب الهرم أو ماشابه
مما يدل على أن الهرم كان مغموراً بمياه البحر ولم يكن
هذا ممكناً إلا مع وجود الطوفان ..
والحقيقة أن سبب اهتمامي بتلك الأمور كان بخصوص موضوع
بعيد شيء ما عن علم المصريات .. كنت أبحث في العلاقة بين
الحركات السرية عبر العصور والأهرامات .. فثمة علاقة ما
تربط بين تلك الحركات الباطنية القائمة على الأسرار وبين بناء
الهرم .. وإلى اليوم هم يقدسون تلك الأهرامات ويسعون لإقامة شعائرهم
وطقوسهم الاحتفالية عندها ..
هذه النظرية انا لا اميل اليها لان الحركات السرية والباطنية عمدت عبر التاريخ الى نسج اساطير كثيرة حول قدراتها وهذا لا ينفي ادوارهم فى بعض الاحداث ولكن المبالغات شوهت الكثير من الحقائق

هل الهرم بناه أقوام موحدون أم مشركون .. ؟
الجواب سيوضح علاقة الحركات السرية المعاصرة بالأهرامات..
معظم الحركات الباطنية تتناقل أسرار يدعونها حكمة ويدعون أنها
متوارثة عبر الأجيال ولا يطلع عليها إلا الخاصة .. والهرم بني لحفظ
الأسرار .. لذا فهو كعبة تلك الجماعات المنحرفة حالياً ..
الرواية التي في أخبار الزمان والتي تؤكد بناء الهرم قبل الطوفان تدل على الشرك ..
ففيها ذكر لهياكل الشمس التي عبدت من دون الله ( وعبادة الشمس هي لب
عقائد الباطنية والحركات السرية ) وكذلك أن الذين بنوه
عمهم العذاب من ضمن.. ( وهذه نقطة مهمة .. فقد عم العذاب الأرض كلها
بما في ذلك أرض مصر فيما عدا نوح عليه السلام والذين أمنوا معه )
وفي زمن نوح كان الشرك قد عم الأرض كلها .. فكان العذاب عاماً ..
احسنت وبشدة ..
لانك اثرت قضية ارقتنى طويلا طويلا
لان الطوفان كما هو متفق عليه عم الارض جميعا وهذا يعنى انه شمل اقواما اخرى غير قوم نوح عليه السلام
وهذا الامر يثير الكثير من الاسئلة بحق
فنبينا عليه السلام هو الوحيد الذى تم ارساله للناس كافة فلماذا اقترن عذاب قوم نوح ببقية الارض فهل كانت الارض خالية الا من قوم نوح ! هذا محال
اذا هل كان نوح مرسلا للعالم اجمع ..
ايضا لا يجوز لانها خصيصة من خصائص محمد عليه السلام
لهذا فالتفسير هو ان بقية شعوب الارض كان لديهم انبياء ورسل وكذبوا بهم جميعا وعم الشرك كافة الارض فى لحظة نادرة لم تتكرر ابدا ولهذا كان الطوفان عاما كعقاب لقوم نوح وكعقاب ايضا لبقية الامم
لكن السؤال هنا
لماذا اقتصرت النجاة على نوح ومن آمن معه
فان كانت شعوب الارض كذبت انبياءها ولم يتبعهم احد ــ وهناك نصوص تثبت ان هناك انبياء لم يتبعهم احد قط ــ
ان كان الامر كذلك فاين هم هؤلاء الرسل والانبياء ولماذا لم ينجهم الله تعالى مع نوح
واعتقد ان هؤلاء الرسل توفاهم الله قبل عموم الطوفان اما بقبضهم اليه واما لان اقوامهم طغوا فقتلوهم كما كان يفعل بنو اسرائيل
والله اعلم

وهذا لا ينفي أنه بعد زوال الطوفان عادت الأرض للموحدين اتباع نوح
فعمروها من جديد وكانت تلك الزمرة مع نوح
نواة العالم الجديد عالم ما بعد الطوفان .. وتطاولت القرون ونكص من نكص
على عقبيه وتتابعت رسل الله مرة أخرى بدعوة التوحيد ونبذ الشرك ..
كما هو معروف من قصص الأنبياء من بعد نوح عليه السلام ..
برأيي أن تلك الفترة التي تلت طوفان نوح وحتى ظهور أول حضارة
معروفة على وجه الأرض وبداية كتابة التاريخ .. تلك الفترة من أغمض ما يكون ..
تلك الفترة التي تشكل فيها العالم القديم (بالنسبة إلينا) بحضاراته التي نعرفها ..
وطمست فيها كثير من معارف الأقدمين .. سواء العلمية الدينية أو المادية ..
انتظر تعليقك .. وخصوصاً رأيك في كتاب أخبار الزمان للمسعودي وما ذكره
بشأن بناء الأهرامات ..
اللغز الاكثر تعقيدا فى نظرى من الهرم هو لغز الطوفان ذاته
والحيرة اكبر مما نتصور
لان التاريخ المكتوب للانسان لا يتعدى سبعة آلاف عام بينما عمر الانسان على الارض مائة وعشرين الف عام
اى ان تاريخ الارض لمدة مائة الف سنة تقريبا تاريخ مغلق ومجهول تماما
وهذا يؤكد على ما ذهب اليه العلماء ان هناك عشرات الحضارات البالغة التقدم قد سادت الارض وبادت عن آخرها
بمعنى ان التطور التكنولوجى والحضاري لم يسر بخط مستقيم كما يتوهم الناس بل كان يرتفع ثم يهبط للصفر ليبدأ الناس من جديد من البدائية الى التطور وهكذا دواليك
وهو ما يثبته ان هناك معادن وتشكيلات مصنوعة تم اكتشافها وعمرها يزيد عن 30 الف سنة بالذات فى الحضارات الشرقية فى الشرق الوسط والاقصي
والحديث ذو شجون اخى الحبيب