عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2011, 04:34 PM
المشاركة 124
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ليلى بعلبكي

- ولدت عام 1936 في جنوب لبنان.
- ليلى البعلبكي أطلّت بقوة بروايتها ( انا احيا ) لكنها ظلّت أسيرة هذه الرواية الفريدة واختتمت مسارها الروائي في عام 1960 عندما أصدرت روايتها الثانية «الإلهة الممسوخة» ولم تحظ بما حظيت به «أنا أحيا» من فرادة ونجاح.
- لكنها، هي التي لم تتوار لحظة عن المعترك الروائي، ما لبثت أن اختطفت الأضواء في عام 1964 عندما منعت وزارة الإعلام مجموعتها القصصية «سفينة حنان الى القمر»، وكانت القصة التي تحمل المجموعة عنوانها هي الحافز نظراً الى احتوائها مقطعاً أو جملة وصفت بـ «الإباحية».
- حوكمت ليلى بعلبكي وأوقفت ثم تراجعت المحكمة عن قرار المنع مبرّئة الكاتبة والقصة على مضض.
- لم تمتد تجربة ليلى بعلبكي أكثر من ستة أعوام عزفت بعدها عن الكتابة الروائية والقصصية منصرفة الى الصحافة.
- لم تتوان عن استخدام عبارة «أنا أحيا» في روايتها مستوحية أحوال التمرّد والاحتجاج التي حفلت بها رواية بعلبكي. ولم تكمل منى جبور مسارها إذ أقدمت على الانتحار في عام 1964 وكانت في مقتبل العشرين من عمرها.
- خمسون عاماً إذاً على صدور الرواية – الحدث التي «اختفت» صاحبتها بدءاً من العام الأول للحرب اللبنانية ولم تنشر أي جديد.
- التي أعلنت أقصى تمرّدها على القيم والثوابت و «الأصنام» المعاصرة والعائلة والجامعة والأيديولوجيا… بحثاً عن الحرية، الحرية الفردية خصوصاً.
- بطلة الرواية شخصية سلبية بامتياز (في مفهوم البطل السلبي) عمرها بين التاسعة عشرة والعشرين، عنيفة وشرسة ورقيقة في آن واحد، تكره الحياة وتسعى إليها، تعيش في الواقع وتحلم… «بطلة» متناقضة، تعاني الوحدة و «القمع» العائلي، تكره والدها وتسخر منه، رجلاً ذكورياً وزوجاً وتاجراً ينتمي الى طبقة الأثرياء الجدد. علاقة «أوديبية» ولكن في الوجهة المعاكسة.
- تفضحه بطلة الرواية ابوها يتلصص على «الجارة المترهلة» هو الثري الذي يفيد من المآسي والأزمات ليتاجر بالقمح وسائر السلع بين لبنان ومصر وبريطانيا…
- تبلغ بطلة الرواية بها الكراهية حتى لتصفه بـ «الأحمق» وتحتقره.
- فالراوية تحتقر الرجل التقليدي مثلما تحتقر المرأة التقليدية.
- بطلة القصة التحقت بالجامعة الأميركية ثم تركتها من دون أن تنال أي شهادة.
- هل تشبه لينا فياض ليلى بعلبكي؟ هذا سؤال لا تستطيع الإجابة عليه إلا الكاتبة نفسها!
- ليلى بعلبكي المتحدرة من عائلة شيعية جنوبية (مواليد 1934) درست في جامعة القديس يوسف ما يعني أنها تجيد الفرنسية على خلاف بطلتها التي درست في الجامعة الأميركية ولم تكن تجيد الفرنسية (كما تقول).
- عملت في سكرتارية المجلس النيابي اللبناني بين 1957 و1960، وهذه وظيفة رسمية، ثم التحقت بالصحافة (الحوادث، الدستور، النهار، الأسبوع العربي…)… إلا أن البطلة – الراوية قد تحمل بعض سمات كاتبتها أو مبدعتها أو بعض أمانيها وأحلامها…
- تصور الروائية حياة بطلة الرواية بأن الهجران أثر فيها كثيراً وجعلها تكتشف وحدتها من جديد ومستقبلها الضائع وواقعها السلبي والفراغ الذي تخشاه. وتحاول في لحظة يأس أن تقدم على الانتحار لكنها كانت أجبن من أن تنتحر. رمت بنفسها أمام إحدى السيارات مدركة أن المارّة سيمسكون بها وهم فعلوا.
- كانت تلك العلاقة أشبه بخشبة خلاص في بحر الفراغ الذي غرقت فيه، لكن الخشبة لم تنقذها من ذلك الغرق لأنها مكسورة أصلاً.
- يقال ان الكاتبة كانت مثل بطلة روايتها شديدة التوتر والدينامية مثل البطلة نفسها.
- عندما اندلعت الحرب اللبنانية في عام 1975 هاجرت ليلى بعلبكي الى لندن وانقطعت عن الكتابة الصحافية وراح حضورها يخفت الى أن عزلت نفسها عن الوسط الأدبي والصحافي
- وقيل إنها كانت ترفض أن تعقد أي لقاء مع الصحافة مؤثرة البقاء في الظل بعد كل تلك الضوضاء التي أحدثتها في الستينات والسبعينات.
- لعل انقطاعها عن الكتابة الروائية في أوج شهرتها يمثل لغزاً: لماذا هجرت صاحبة «أنا أحيا» الكتابة باكراً؟
- هل عانت ليلى بعلبكي أزمة مع الكتابة نفسها؟
- بعض الحكايات دارت حول ليلى بعلبكي تدور حول المشكلات العائليّة التي تسبّب بها صدور الكتاب الرواية ، وهذه الأخيرة شاعت في أوساط الأقلّ تثقّفا، أو في ما يسمّى المجتمع البيروتي، الصغير آنذاك والذي، لصغره، لم يكن قد أقام فواصل بين الأشياء، فخلط الكاتب بكتابه وحياته بحياة أبطاله.
- في «أنا أحيا» ذكر عابر للحرب لا يتعدّى مقطعا أو مقطعين من بين عدد صفحات بلغ 327 صفحة. لكن لا يعرف اي حرب كانت وهل هي «فتنة» 1958 هي المقصودة، أو كانت هذه حربا أخرى (1948 الفلسطينيّة مثلا أو حرب 1956 المصرية).
- ليلى بعلبكي"في عملها الروائي "أنا أحيا"، تصف حالة الاغتراب المرة التي يحياها الإنسان داخل وطنه وبين أهله، ولكنه يبقى يجهل ذاته، يبحث عن ثمة مساحة في هذا العبث الملحمي الذي يعيش.
- في روايتها لم ترو ليلى بعلبكي قصتها بل كتبت بصدق ووعي ما قد عانته صبية لبنانيةتحدّت الجميع وتجرأت على قول ما يتفاعل به جسدها من دون ان تخشى ردود الفعل فيالمجتمع الذي لم يتعوّد كتابة كهذه، ولا بوحاً واعترافاً وتعبيراً تعبّر كلها عناشياء جديدة لم يُقرأ سابقا مثلها.
- عندما كنا نسألها ماذا تفعلين، كانتتجيب بسرعة إنها تكتب. لكأنها لا تريد التحدث بهذه القضية. كأنها كانت غائبة عنذاتها. كأنها كانت رافضة لذاتها.
- يصفها كثيرون بأنها الروائية الغامضة .
- تعتبر ليلى بعلبكي ان الشي الوحيد الذي تغير مع مرورو الزمن هو ما حدث في الثمانينيات لهذا الوطن ( لبنان)، والصدمة الكبرى لأبناء هذا الوطن، وبالتحديد مع بداية الحرب الأهلية بين اللبنانيين، يوم استيقظنا ووجدنا أن كل شيء من حولنا قد انفجر..
- وتقول عن اندلاع الحرب اللبنانية : وأنا على مشارف الـ75 سنة، لازلت لم أشهد بعد غروب شمس ذلك اليوم، ولا خمود تلك الشحنة من الألم والحزن الذي كان يعتصرني وأهلي ونحن نهرب من هذا المكان كي لا نقتل على يد هذا أو ذاك.. لهذا أقول لك بأن لا شيء تغير فيَّ ولا فينا.
- تقول ان غيابي عن المشهد الثقافي اللبناني والعربي عامة، كانت له أسبابه الخاصة، والوجيهة أيضاً، فغيابي لم يكن نتيجة حتمية للذي حدث لي بعد المحاكمة التي تعرضت لها في قضية "سفينة حنان إلى القمر"، كما لم يكن هروباً أواختفاءً كما فسره الكثيرون منذ ما يزيد عن 20 سنة..
- وتقول : كان عليّ أن أنسحب من الثرثرة الإعلامية التي لم تتوانى في التشهير بي ووصفي بأقبح الصفات وكأن بي كتبت عن الفسق و عن الأشياء التي يحرم الحديث فيها. ما حدث بعد المحاكمة بالتحديد هو تعمد للصمت وتعمد لعدم النشر في أي وسيلة إعلامية عربية لم تحترمني، لكن هذا لم يمنعني من الكتابة أو مواصلة الحياة في عالمي الذي بدأته بصمت وأعتقدني سأنهيه بصمت أيضاً.
- صودر كتابها من المكتبات المختلفة، واحتجزت شرطة الأخلاق المؤلفة ثلاث ساعاتونصف الساعة واستجوبتها، وأحالتها إلى المحاكمة.
- وتصف الاستجواب بقولها : وانتهىالاستجواب، والدقائق ثقيلة تزحف في عيني، والصمت يزيد غضبي واستنكاري الأخرس. كانالمقصود أن يشعرني بالخجل مما اكتب، والذنب. أحسست فقط أنني وحدي في غابة، وكنتمليئة بالحزن، حزن كبير يغرق العالم.
- درست الادب في الجامعة اليسوعية لكنها انقطعت عن الدراسة لتعلم سكرتيرة في البرلمان اللباني.
- عملت ككاتبة صحفية ايضا.
- منى جبور روائية جاءت بعد ليلى البعلبكي وكتبت رواية تشبه روايتها ألقت بإبداعاتها وموهبتها الروائية والقصصية من صخرة الروشة لتنتحر فهل كان صمت ليلى بعلبكي نوع من الانتحار .
- تقول في اجابة على احد الاسئلة عن غيابها بعد لحظة شرود: ربما لأنني لم أعد أحيا!!

لا يوجد تفاصيل مدونة حول طفولة ليلى بعلبكي لكن ظروف ولادة روايتها تشير الى انها كانت تعاني ازمة ما في طفولتها ويبدو ان روايتها كانت بمثابة تفريغ وتداعي حر لاطلاق مكبوتات الصدر، وربما ان نجاح رواية ليلى قد حقق لها توازن وانقذها من الانتحار وهو ما لم تتمكن من فعله مواطنتها (منى جبور) فانتحرت وهي في ريعان الشباب.
هناك احاديث كانت تدور في بيروت كما هو مدون اعلاه تربط حياة بطلة ( انا احيا ) بصاحبة الرواية وهي حياة ازمة، وهناك هجرة من الجنوب الى بيروت ، وانقطاع عن التعليم للعمل كسرتيرة، وهناك ملاحقة وسجن في سجن الاداب ولو لمدة ثلاث ساعات ونصف، ثم هناك محاكمة لصبية لم تتجاوز العشرين.
ثم هناك حرب، وهناك ذكر للحرب وهناك صمت واختفاء وهروب، ثم تأتي حرب اخرى تزلزل اركان المكان فتكون الغربة هي السبيل للنجاة ليتعمق الصمت.
قد تكشف ليلى بعلبكي الكثير في سيرتها الذاتية خاصة عما جرى معها بعد المحاكمة لكنها على الاغلب لن تكشف مصدر الالم الذي جعلها مبدعة ابتداء.

سنعتبرها مأزومة .