عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2013, 11:17 AM
المشاركة 7
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الرابع


لماذا غدرت بك؟

سأل النادل ديان عن ما تريده للشراب
أجابت بشرود قهوة تركى بالحليب نفس التى يحبها خالد
جفلت وقد افاقت من شرودها وهى تنظر للشاطئ البعيد ..لم تخلع سترتها بعد ..تكومت اصابع يدها على ركبتها وشئ من البرد يكتسح جوانحها..كانت تجلس وحيدة فى مقهى الفندق الخالى من الزوار فى هذا الوقت من العام اواخر يناير 2013..هذا المقهى الذى ارتادته هى وخالد كثيراً
نظرت للقهوة الساخنة امامها وقوالب السكر بيضاء بريئة كضحكة خالد الصافية ..دمعة حارقة المت جفونها فطوحت القهوة فى الهواء..فزع النادل وهو يهرع فى اثرها. تركت بعض الشيكلات(1) على المائدة فى عصبية
ثم ركضت وركضت الى الشاطئ ..توقف هناك وهى تشهق وتتكئ بيدها على ركبيتها..بكت بشدة وهى تصرخ على الشاطئ الخالى وقت الغروب
اللعنة..دعنى يا خالد..اذهب بعيدا..وكأنى اقتفى دائما دروبك..وكأنى اقتفى غيابك..متى أنساك ايها الخائن ..لكن قسما يا خالد...ساسترجع ذاتى
ساسترجع ذاتى قالتها وهى تجلس فى انهيار على الرمال والموج يتهادى حولها وقد بدأت النوارس فى الرحيل فى صوت صاخب
مسحت الرمال عن ساقيها ..نظرت لبنطالها القصير ..كان خالد يستاء ويكفهر وجهه اذا رأها ترتديه فى الخارج وقد يخاصمها اياماً..كانت وضعته فى الخزانة مهملا .. اخرجت كل ملابسها التى قبلت الا ترتديها كى ترضيه ..عادت حرة من جديد
همست فى كآبة وهل أنا حرة؟
استرجعت نفس جلستها منذ اربع سنوات فى نفس البقعة من الشاطئ ..منزوية وحيدة ..ترقب رحيل النوارس وبوارج السفن البعيدة فى الميناء
تتابع الشمس الغاطسة كأنها تسرق معها روحها..حاولت القيام للرحيل لكن قدميها تيبست فوقعت مرة أخرى على الرمال ..امتدت يديه لمساعدتها على النهوض ..قال ناصحاً
كان عليك تلديكهما قبلاً
قالها بعبرية مهتزة
شكرته وهى تنظر لوجهه الوسيم وطوله الفارع وعينيه الآسرتين
سألته فى شك وهى تحاول أن تسترجع اين رأته من قبل فوجهه بدا مألوفاً جدا لها :-
ساكن جديد فى اسرائيل
ضحك فى سخرية
بل ساكن أصلى يا سيدتى
عقدت حاجبيها مستغربة
أجاب فى بساطة اسرتها دوماً:-
سافرت عشر سنوات وعدت فقط البارحة
اجابت فى فضول وهى تلاحظ نطقه العين والحاء فى حروفه
يهودى شرقى
ضحك ضحكة عابثة اظهرت السنة الجانبية المكسورة
بل فلسطينى عربى
انعقدت اسارير جبينها وهى تغمم
تبدو مألوفاً
رد بحيرة
نفس الشئ ..تذكرنى بشخص ما وشرد بعينيه ناحية البحر
اخرجت علبة سجائرها من جيبها وعرضت عليه واحد فرفض ووضعت اخرى بين شفتيها واعطتة الولاعة كى يشعلها لها معتذرة وهى تنظر بخبث:-
اليوم السبت ..انت تعلم انه محرم على اليهود اشعال النيران فهل فعلت لى واردفت بصوت ممطوط متعمد يحمل نبرة ازدراء
ايها العربى الفلسطينى
امسك الولاعة لبرهة فى يده ثم طوح بها فى البحر بعيدا واخذ السيجارة من بين شفتيها والقاها ثم داسها بقدميه
نظرت اليه بغضب وهو يقف متحديأً..ثم صرخت:-
عربى أحمق
لوح بقبضته لو لم تكونى امراة ..ثم ادار ظهره ورحل
راقبته وهو يمضى بعيداً على قدميه
طوحت بيدها فى الهواء وهى تضحك مستغربة نفسها..لقد حرك فيها هذا العربى الكثير فيها..ليست ملكة الرخام كما كانوا يطلقون عليها فى الجيش والجامعة.
بحثت عن ولاعتها حتى وجدتها على الشاطئ قد عبت كثير من المياه ونجحت بصعوبة فى اشعال النار بها..نظرت للسيجارة المحطمة على الرمال وهى تضحك ابقى مكانك
حينما وصلت لمنزلها ..همت باخراج سلسلة مفاتحيها للابواب الخارجية
وجدته هناك يتكئ على الجدار
نظرت اليه بتوجس وهى خائفة ..كان يضع يديها فى جيب سترته ..نادته
انت ..ماذا تفعل هنا..ماذا تريد
نظر اليها بغموض وتسلية وقد لمع شيئاً ما فى عينيه
وما شانك انت؟
اخرجت هاتفها من جيبها بشئ من العصبية وهى تهم بطلب المساعدة ..لوى ذراعها ..همس ايتها المجنونة ماذا تفعلين..ركلته بعنف فتراجع عنها وقد وقعت ارضأ ووقع الهاتف
زحفت بسرعة لتلتقط الهاتف فركله بعيدا ..صرخت ديان وقد بدأ البعض فى التجمع وقبل ان تهمس بكلمة وجدت نفسها بين ذراعى ليلى
صرخ فيها بالعربية مجنونة
اجابته بعربية سليمة
ارهابى
ارتعشت ليلى وقد بدا توتر من فهموا الصراخ
ديان ..هذا ابنى خالد
عرفت لماذا بدا لها مألوفا فقد رأت صورته لدى جارتها ليلى . ليلى التى رعتها منذ جاءت للدراسة هنا فى الهندسة وساندتها كثيرا
تقبلت من يدها كوب الشاى الدافئ وراقبت خالد وهو يشكر امه على القهوة بالحليب
جلست ليلى ..ديان ..هذا ابنى خالد..اخبرتك عنه...سافر عشر سنوات لالمانيا
اليوم عاد. نظرت لخالد مستعطفة وهى تكمل ..وسيبقى
وضع شرابه جانباً..سأخرج قليلا لاستشناق الهواء
همست ديان..وهى تنظر عبر الزجاج بدأ المطر فى الهطول..كيف ستخرج فى هذا الجو الماطر..اجاب فى غيظ
ارحم من الجيران المجانين
اجابت مدافعة عن نفسها
ظننتك احد هؤلاء العرب الحمقى المجانين بهوس قتل اليهود
لوح باصبعه مرة اخرى
انت ..هتفت ليلى فى حنو
خالدديان
بعدها صار هو خالد وصارت هى ديان حبيبته
نظرت مرة اخرى للرمل الندى وصارت تضربه بقسوة وتطيره فى الهواء
تتذكر تعينيه فى العال الاسرئيلية
وفرحته الطفولية وبكاء ليلى
مسحت دمعة اخرى حارقة بعنف وقد المتها الرمال على وجنتها :0

كان كل شئ مثالى يا خالد لماذا دمرته