[justify] في حضْرَةِ القصيدَةِ ! ========== حسام الدين بهي الدين ريشو ============== كم مِن قصيدةٍ فَكَّتْ أزرارَ قميصَها فتعرَّتْ بين نهديها المشاعرُ الغافية . والشاعرُ إنسانُ يطيب له الجمال إذ يجمعَ شَتَاتَهُ مِن رماد اللحظاتِ الشاردةِ . وكأنهُ راهبٌ حين التلقي .. لإعترافاتٍ أزاحت الأستارَ عن المخبوء بالذاكرةِ . فمن الذي صاغ المفردات المُبَعثَرة في ثنايا المعاجم قصيدةَ واحدةً ؟ أهو الذي كتب أم أنها المكتوب والكاتبة ؟ آثرتهُ بذاتها وقد رأتهُ كصيادٍ بين جوانحهِ الشباكُ ساكنةٌ فرفرفتْ فراشاتُ حروفها خلف مشكاة صدره باحثةً في القلب عن نافذةٍ فإمتدت أناملُه تجمعَ أنفاسها كإرهاصات التوحد باللحظةِ الشاعرةِ . كمْ حزنا كم تألمنا كم بكينا كم سالت الدماءُ نازفة لا الشمسُ غابت عن موعد الإشراقِ ولا القمر كف عن مغازلة السماء بنثر النجوم على وشاحِها الأزرقِ بالليالي الصافية . وعلى الطاولةِ التي شهدتْ مخاض الوِلادة تَرَنَّحَ القلمُ بين أصابعه الناحلة سائلا : لماذا اختارتك كي تبوح لك بجواهر الصُوَرِ والأخيلةِ وأنتَ تُرَوِّضُ الكلماتِ لتفتحَ قارورة المعاني والأسئلةِ ؟ كي يفيض شرياني بها على البياضِ الفسيحِ للأوراقِ الظامئة فتسيل دموعي تُسَوِدُ البياض رغم إحساسي أَنَّ هذي القصيدة محفورةٌ بالذاكرة وأَنَّي صاحبُ التجربةِ ![/justify]