الجزء السابع ............... ..... .. اعتدلت ليلى في وقفتها و عدلت من مظهرها و تأنقت كأبهى ما يكون و استعدت لللقاء المرتقب في ساحة المعركة لقائها الأول مع مديرتها الجديدة ( مادلين ) و أين سيكون اللقاء في مكتب الأستاذ ماهر حسين ... رسمت ليلى ابتسامة عريضة على شفتيها و قامت بإسدال شعرها و همت بفتح الباب بعد أن دقت عليه برقة بأطراف أظافرها و كأنها لا تريد أن يسمعها أحد و لكن صوت الأستاذ ماهر أتاها من الداخل بقوة قائلا : ادخلي يا ليلى . فدخلت ليلى و إذا بالانفجارية مادلين جالسة و ترفع رجل على الأخرى في كبرياء مما جعلها تكشف عما كان مستورا تحت تنورتها القصيرة و في يدها سيجارة بنية اللون تفوح منها رائحة العنب المختلط بعطرها الانفجاري النفاذ و قد رمقت ليلى بنظرة طويلة أشرس و أشد من تلك التي رمتها بها حين قابلتها على سلم الشركة أثناء دخولها في الصباح . و قد قابلتها ليلى بنظرة أشد حدة من نظرتها و تقدمت ناحية مكتب الأستاذ ماهر في هدوء و تروي يعلو صوت حذائها بطريقة ملحوظة جدا و كأنها تريد أن تشق الأرض بحذائها الرفيع المدبب و خاطبت ماهر قائلة : تحت أمرك يا أستاذ ماهر تأمرني حضرت . فتعجب ماهر من طريقتها اللينة التي لم يعهدها منها و قال لها في حدة شديدة بعد أن اتجه بوجهه ناحية مادلين : طبعا عرفت بأمر ترقيتك و نقلك إلى قسم العلاقات العامة و الاستقبال لتكوني السكرتيرة الخاصة للأستاذة مادلين و للعلم فهذه الأوامر قد صدرت لنا من مجلس إدارة الشركة و قد خاطبتني بشأنها مادلين أمس و قد أتت اليوم كي تصطحبك إلى الشركة في أثناء طريق عودتك حتى تذهبين إلى هناك في الصباح . و الآن يجب أن تقومي بإعداد الملفات الموكلة لكِ و تقومي بتسليمها للأستاذ سعيد و لكن قبل ذلك وجب أن تجلسي لبعض الوقت مع الأستاذه مادلين حتى تشرح لك أسلوب عملك الجديد و ما أنت مقدمة عليه . أما أنا فسأترك المكتب لكم ثم اتجه بوجهه لمادلين باسما : تأمريني بشيء تاني يا أستاذة مادلين ردت مادلين بابتسامتها ودخان السيجارة يصاحب صوتها : شكرا يا ماهر على تعاونك في تنفيذ ما تطلبه الإدارة و للعلم لم يكن اختيار رئيس مجلس الإدارة لك لإدارة هذا المكان من قبيل المجاملة لك و لكن أنت جدير به حقا . فرد ماهر باسما و هو يقول في خجل عجيب : أشكرك جدا يا أستاذه مادلين و أعلم أن الثقة التي أعطتها لي مجلس الإدارة أمانة في عنقي و إدارتي لهذا المكان شرف لي كبير جدا أفخر به . و توجه ماهر للباب و هو يودع مادلين و ليلى بنظرتين مختلفتين في واحده الوله و المداعبة و في الأخرى الحنق و الحقد . اعتدلت ليلى و قامت بالجلوس أمام مادلين قائلة : أنا معك يا فندم كلي آذان مصغية قالت لها مادلين : لن أكثر من الحديث معك و لكن وجب عليّ أن أقول أنك ستنتقلين من معاملة العمال إلى معاملة العملاء و كررت الجملة من جديد معاملة العملاء أتفهمينني يا ليلى . أتدركين ما معنى العملاء ؟؟ ظهرت على ليلى معالم الحيرة و هي تقول لها مستوضحة : هل لي بمزيد من الكلمات و التفسير ؟ ردت مادلين و قد عدلت من جلستها و تحدثت بلهجة جدية بعيدة عن أنوثتها الطاغية : ليلى في الشركات الاستثمارية يكون العميل هو سيد العامل و مديره ووجب على العامل طاعة العميل و أول لقاء بين العامل و العميل يكون عليه عامل كبير في استمرار العميل مع الشركة . بمعنى أنه يجب تقديم كل الوسائل و السبل التي تساعدنا على الفوز بالعميل لأنه إن لم يجد ما يسره عندنا سيجده في مكان آخر ............ هل تفهمين يا ليلى ؟؟ هل تفهميني ؟ أشارت ليلى بالإيجاب و قالت نعم يا مادلين نعم كل شيء مقابل المال مباح كل شيء في سبيل العمل مباح تراجعت مادلين في كرسيها إلى الخلف بهدوء و نفثت دخان سيجارتها بقوة و هي تقول : هو ذاك يا ليلى هو ذاك و قالت في نفسها ............... ..... .. ( أهلا بك في عالم الاستثمار ) و مع تراجعها قالت لها بغتة : إذن لنخرج الآن و نذهب للمقر الرئيسي للشركة و لتقومي بالتعرف على المكان و التعرف إلى زميلاتك الجدد و للعلم كل من هم في قسم العلاقات العامة و الاستقبال من النساء أي أنك ستجدين كل الراحة و المساعدة هنا . قالت هذه الجملة و هي تسحب يد ليلى خلفها و تشدها في قوة اربكت من توازن ليلى و جعلتها ..... ............ ........... قريبة من السقوط انتهى الجزء السابع