في المنزلِ
في المنزلِ
عشبٌ وطنيْ
ودماءٌ لا تقرأُ مجراها
وظلامٌ ودموعٌ وهياكلُ روحيّةْ
في المنزلِ
ذئبٌ
وقيودٌ ـ تلتفُّ على عنقي ـ
وأنا
نتحاورُ منْ بضعِ دهورٍ
عنْ معنى الحرّيّةْ
في المنزلِ
تحتَ فضاءٍ شبحيْ
كنتُ وحيداً
تمضغُني العتمةُ
يسحقُني حزنُ الغاباتِ الوحشيّةْ
أشجارٌ منْ نزفٍ تعلو
والجرحُ خصيبٌ
مرويٌّ بالدمعِ
غنيٌّ بسمادٍ قهريْ
في المنزلِ
ينمو العشبُ سريعاً
ويغطّي الأشجارَ منَ الجذرِ إلى القممِ
هـــــــا وصلَ العشبُ إلى قدمي
وتسلّقَني
ساعدْني ... ساعدْني ... ساعدْني
فأنا إنسانٌ
يركلُني نورُ الشمسِ
لأنّي أعجزُ عنْ كسرِ قيودِي
ماذا تفعلُ كفٌّ يعجنُها العطرُ
أمامَ رياحٍ قمعيّةْ !
في المنزلِ
يا موتُ أغثْني .. آويني يا موتُ
ولا تطردْني منكَ كما طردتْني الدنيا
فأنا
لا أملكُ أنياباً كي أنقضَّ على لحمِ أخي
لا أملكُ في كفّيَّ مخالبَ غدرٍ
لا أملكُ صوتاً يقتلعُ الأعشابَ
وينمو شمساً ثوريّةْ
قتلتْني ...... قتلتْنا الغيبيّةْ
في المنزلِ
لمْ يبقَ سوى العشب المتسلّق حيّاً
يترصّدُ نبضَ البشريّةْ .
***
شعر : حسن الراعي / الفوعة : 2002 م