عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2016, 07:29 AM
المشاركة 96
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
باحث سيكولوجي: الإنسان يقضي 80 ٪ من عمره في الأحلام والخيال والذكريات
عن القدس العربي
[1]
الناصرة ـ «القدس العربي»: يجول البروفيسور دويري الباحث الفلسطيني، أخصائي علم النفس العلاجي، والطبي، والتربوي والنمو، البلدات العربية مقدما عدة أنواع من المحاضرات منها عن الأحلام والخيال والذكريات ويجيب على أسئلة الجمهور الواسع الذي يقبل على سماعه. يستهل محاضراته عادة باستذكار بعض أحلامه وينطلق منها كالقول «حلمت أنني أمسك بيد بريجنيف وهو طفل وأدخله صف البستان الذي تعلمت فيه» أو «أضيع في عمارة متعددة الطوابق بحثا عن مخرج» أو «امتلك قدرة على الطيران فأطير مما يثير استغراب الناس». ويرى أن الخيال، والأحلام والذكريات صور ذهنية من نتاج حواس الإنسان ودماغه وهي تدل على شخصية صاحبها، عقله الواعي وغير الواعي. ويكشف أن الإنسان يبدد 80٪ من وقته في التخيل، والتذكر والحلم أي أنه يقضي 64 سنة في التعامل مع صور ذهنية وأحداث داخل دماغه ويقسمه كالتالي: 6 سنوات يعيشها في أحلام ليلية، 12 عاما في أحلام يقظة، 30 سنة في استعادة تجارب الماضي وتخيل ما سيحدث في المستقبل و 16 سنة نوم بلا أحلام وبقية حياته (16 سنة فقط) يقضيها في التعامل مع الواقع المادي الذي ترافقه صور ذهنية وخيال أيضا. ويتساءل هل الخيال مختلف عن الواقع أم أنه الواقع الذي نعيش فيه؟ ويوضح أن الخيال هو صور ذهنية تكونت من خلال تجربتنا الحسية وأصبحت مواد خام نستخدمها لإبداع صور جديدة مبتكرة. ويوضح أن الخيال نوع من التفكير يأخذنا بشكل تجريبي لمسح البدائل التي نتجول فيها كي نقرر ماذا نفعل، وماذا نأكل؟ هل نذهب للعرس؟ كيف نتحاشى العنف والقتل؟
وحسب دويري لا يمكن فهم حياة الناس والتاريخ البشري دون فهم الرؤى والإيمان والأيديولوجيات والمعاني منوها أنه لم يكن للعلم أن يتطور لولا الخيال والارتقاء فوق التفكير المحسوس ولذا يستنتج أن الخيال أهم من المعرفة. ويقول إنه لا يمكن الوثوق بحواسنا أحيانا للتمييز بين الواقع والخيال فالصورة الذهنية الحمراء للطماطم لا تعني أن حبة الطماطم حمراء فالأحمر موجود داخل الدماغ. وفي سياق الحديث عن الأشياء المحسوسة يتابع «الخفاش يعتمد على الصوت لا على البصر والدب يعتمد على الرائحة أكثر من البصر والخلد يعتمد على اللمس والذبذبات وليس على السماع. لو أضيفت لنا حاسة أخرى (كإدراك لأشعة فوق البنفسجية) أو نقصت حاسة لأدرك الإنسان العالم بشكل مختلف تماما». ويوضح ان دماغ الإنسان لا يصور الواقع كما هو بل هو دماغ مبدع والبشر عالقون داخل عالم ذاتي يكونون من خلاله فكرة عن العالم الموضوعي الذي يعتبره افتراضيا. ويتابع «نعيش داخل عالم ذاتي من المعاني والخيال والسرد الذي يحدد شعورنا وسلوكنا أكثر من العالم الموضوعي الذي هو عالم افتراضي لا نستطيع إدراكه إلا من خلال ذواتنا. في الأحلام والذكريات مضامين رمزية تكشف حقائق نفسية بعيدة عن وعينا». ولذا يرى أن الخيال هو الواقع الذي نعيش فيه لأننا نعيش في واقع «ذاتي» من الصور الذهنية والمعاني منوها أن حالتنا العاطفية وردود فعلنا متعلقة بالصور الذهنية التي نصنعها من «الواقع الموضوعي» (المواد الخام). ويضيف مقدما بعض الأمثلة «نحب الصورة الذهنية التي رسمناها عن الحبيب ونكره التي رسمناها عمن نكره كما نخاف من الصور الذهنية التي نتخيلها عن الأوضاع التي نخافها». ولذا يشير إلى أن العلاج النفسي يعمل على إعادة صياغة رواية حياة البشر وتغيير الصور الذهنية عن الذات والآخر.
ويوضح دويري أن ذكريات الطفولة ورواية حياة البشر هي مؤلف مكوّن من أحداث الماضي وليست تصويرا فوتوغرافيا لأحداث الماضي وأن هذه مجرد مواد خام تستخدم لهذا الموقف بالإنكار، والإضافات وإعطاء معان.
ويعالج الحلم قضية عالقة من الماضي أحيانا ويكشف عدوانية مكبوتة وخوفا من العقاب لكنه يوصل لقرارات ويمسح حلولا ممكنة بشكل تجريبي ولذا يقول الاخصائي النفسي إن مزاجنا في الصباح مرتبط بأحلامنا.
ويؤكد أن هناك نوعين من المعالجة الذهنية في نصفي الدماغ، واحد مجازي صوري وآخر منطقي تسلسلي لغوي، في الأول نتخيل عملية سطو وفي الثاني نقرأ عنها. وينبه دويري أن هناك خمس – ست فترات حلم في كل ليلة وهي تستمر بين خمس دقائق ونصف ساعة وترافقها عملية شلل أو استرخاء العضلات وتسارع في التنفس ودقات القلب وارتفاع ضغط الدم. منبها أن المشي والكلام أثناء النوم يحصلان خارج فترات الحلم وكذلك الرعب بعكس الكابوس يحصل هو الآخر خارج فترة الحلم. ويؤكد أن الحلم ضرورة وجودية وأن تجارب الحرمان من الحلم تؤدي لتدهور التركيز والذاكرة والهلوسة والاكتئاب وفي تجارب على الفئران أدى الحرمان من الحلم لوفاتها. ويستدل من معلوماته أن أوقات الحلم طويلة عند الأطفال ما يساعد على نمو أدمغتهم وأجسادهم وأن الشعور السائد في الأحلام هو القلق و10٪ منها جنسية و 35-30٪ من الرجال يحلمون أحلاما عنيفة (عند الأمريكيين 50٪) و 70٪ من البشر لديهم حلم متكرر و 12٪ يحلمون بالأسود- أبيض مشددا على أن الحلم نوع من التفكير لحل المعضلات، أو المعالجة الفنية لقضايا وصراعات حياتية وتحليلها يكشف مشاعر ورغبات وصراعات نفسية غير واعية وغير مقبولة على الضمير والمجتمع. ويصاغ الحلم بلغة صورية مجازية وسط استخدام رموز (تحلم بنمر هارب أو ركوب حصان على ساحل البحر: شعور بالقوة أو رغبة بالسيطرة أو بالهروب) وتكثيف أو تداخل (تحلم بقط بعيون الزوج) أو إزاحة (رجل متدين يحلم بأنه يمارس الجنس مع جندية إسرائيلية). وعلى خلاف ما يشاع ينبه دويري إلى أن عالم الغيب موجود فقط في ذكرياتنا وضميرنا ويحمل الحلم رسائل من عالم الغيب الذاتي. ويقدم مثالا على ذلك بالقول إن شابا يلتقي والده المتوفي ويراه مبتسما فهذا يعني أن الحلم كان يعالج شعوره بالذنب وخشيته أن والده غير راض عنه بسبب غيابه أثناء مرضه وابتعاده عنه السنوات التي سبقت وفاته. ويقطع الشك باليقين بتساؤله هل ينبئ الحلم بالمستقبل؟ وعن ذلك يقول إن الحلم ينبئ بالمستقبل بقدر ما التفكير ينبئ بالمستقبل فمن يحلم بشراء سيارة أو بسفر فهذا يعكس رغباته. ومن الأحلام الشائعة أن ترى نفسك تطير مع شعور ممتع وهذا يعكس طموحك باختراق حدود الواقع. كذلك الحلم الأخرس من الأحلام الشائعة وهي حالات إنسانية تعبر عن خوف.
ويشير إلى أن الرموز والتداخل والإزاحة تهدف لمعالجة مضامين ممنوعة دون إثارة رعب غير محتمل أو الكشف المباشر عنها. أما الكابوس فهو حلم تظهر فيه مضامين ممنوعة بشكل مفضوح مما يثير الرعب ويؤدي للاستيقاظ من النوم.

باحث سيكولوجي: الإنسان يقضي 80 ٪ من عمره في الأحلام والخيال والذكريات
وديع عواودة