الموضوع: نظرة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3428
 
محمد سالم المصري
من آل منابر ثقافية

محمد سالم المصري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
22

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Aug 2012

الاقامة

رقم العضوية
11488
08-27-2012, 03:07 AM
المشاركة 1
08-27-2012, 03:07 AM
المشاركة 1
افتراضي نظرة
///نظرة
أحيانا الإنسان يحتاج أن ينظر نظرة , فكثيرا ما ينظر الإنسان إلى الناس فيستعجب منهم وينظر إلى القمر فيشعر وكأنه لا يرى ضوءه وينظر للشمس فيشعر أن بريقها أصبح ظلام.
ذلك أن الإنسان حينما يرى الجمال او القبح لا يرى بعينه بل يرى بالصورة التي تعكسها نفسه لكل شيئ حوله .
فنظرة الإنسان حين ترى جمال الورد إنما هي ترى سعادة النفس وحين لا نرى الا الشوك في الورد إنما ننظر للألم الذي ينتابنا .
لكن هناك اوقات يجب على الإنسان أن ينظر فيها بعين غير التي تعود النظر بها , يجب ان ينظر بعين الواقع .
تلك العين التي لا مفر منها كي نستطيع الحكم على الأشياء كما ينبغي .
كثيرا ما نحتاج إلى رؤية الصدق على حقيقته والكذب كما هو .
يجب ان ننظر لقلوب الناس على هيئتها لا على الهيئة التي نحب أن نراها منهم .
لكن لن يتحقق كل هذا إلا بتلك العين الواقعية .
وبالرغم من إدراكنا تلك الحقيقة واحتياجنا للواقع لكننا كثيرا ما نكره ذلك الواقع ونرغب في بقية العيون التي تصور لنا الأشياء كما هو نابع من داخلنا .
يفتقد الإنسان كثيرا نظرة , لكن ليست نظرة ينظرها بل نظرة من الناس إليه .
يشتاق الإنسان كثيرا الى نظرة حب تحمل في ثناياها أشواق تعجز الألسن البليغة عن وصفها .
يشتاق الإنسان إلى نظرة عاقل يدرك حاله فينظر إلينا فيدرك الحال التي نحن عليها .
نشتاق إلى نظرة تغوص في قلوبنا لا نظرة سطحية لا قيمة لها .
إننا بحق نشتاق إلى قلب ينظر لنا فقد سئمنا نظرات العيون .
تلك النظرات التي نشتاق إليها رغم خلو الكلمات منها لكننا نشعر معها باشتياق المسافر
او لهفة المستغيث .
العجيب أننا مجرد النظرة لا نستطيع الحصول عليها .
لكن هناك نظرات نخاف منها ونتألم منها :
نظرة المفارق حين يودعك بكلمات بسيطة ونظرة قاتلة .
نظرة الأم وهي تتمنى الرحمة من ولدها وهو يأبى .
نظرة القلوب القاسية حين لا تعرف لك قيمة ولا تدرك معنى إحساس بداخلك .
نظرة المخادع وهو يسخر من كل لحظة تأثرت أنت بها واستهزأ هو بها .
نظرة المجروح وهو يرى الدنيا كلها محض ذكرى لا قيمة لأولها ولا أمل في آخرها .
حين تقلبت بين تلك النظرات بين ما اتمناه وبين ما اخشاه ونظرت لكلماتي
فابتسمت مستغربا وقلت: ما الذي أكتبه ! وما الذي أتمناه !
فأجاب قلبي: عجبا لك إنها مجرد
نظرة .










بقلم محمد سالم

_____________________________

لنك الفيديو