عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2013, 03:12 AM
المشاركة 4
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي منتصف الطريق
الحلقة الثالثة
************

[justify]
[justify]مالك السيارة و كأن الإنسانية لا تفارق قلبه الذى طغى على جوانبه العطف - ألا عشنا أناس و كفى - ، رفض نزول الشاب ، و أخبره بأن اللجان لا تدقق فى تفتيش السيارات الملاكى ، و لكن يجب ألا تظهر عليك أى ملامح من الخوف و الإضطراب ، فأبدى الشاب ترحبيه بتلك الفكرة ، و لكن هل كلام العجوز سيكون صائب ، و ينطوى هذه الخدعه و تمر على ضابط الشرطة فى الكمين ، تطوى السيارة أمتار الطريق مقتربة من نقطة التفتيش المنصوبة أركانها فى منتصف الطريق ، و ها هى ذا نقطة التفتيش ساكنة سكون الصياد المنتظر فريسته على أحر من الجمر، أقتربت السيارة و توقفت حيث أمامها العديد من السيارات ، أغلب سيارات الملاكى تمر بلا أدنى تفتيش ، وهذا إن دل يدل على صحة كلام الرجل ، نعم إذن أتى صديقنا و معه الرجل داخل هذه البوتقة الحديدية ، ليسأل الضابط الرخص ، فيسلمها له الرجل و بعد أن يقرأها ، تتحرك السيارة أراها قادمه من بعيد و بها الشاب ، لا لحظة أنى لا أره فى داخلها ، لا قد خانتنى عيني بل أنه موجود داخلها ، إذن قد مرت بسلام هذه المره ، و مرت السيارة و لكن إلى أين أين هذه السيارة ستسكن ليهبط من أحشائها صديقنا ، أين طريقه ؟ ، و هذا ما كان يجول فى خاطر الرجل ، دقائق و بدأت تبدو على ملامح الرجل علامات المرض ، نعم علامات المرض ، فهو يحك صدره كثيرا ، فيساله الشاب عن إن كان يعانى المرض ، فقال له لا أنه أمر بسيط ، حساسية فى الصدر و سيقف عند أقرب صيدلية ليأتى بالدواء ، ولكن الشاب لاحظ أن علامات المرض قد طغت علا ملامح وجهه و حركات أطرافه ، و للمعرفة ليس أكثر ، شعوره بالمرض هو من جعله يقف للشاب و يأخذه فى طريقه حتى يجده بجانبه عند مرضه فيساعده ، و لذلك فعل فى المرة الثانية ، و خاض مغامرة خروجه من النقطة ، ولكن الحق يقال الرجل تبدو عليه ملامح الطيبة ، و لكن لا مانع من القليل من المصلحة ، دقائق و بدء الرجل لا يستطيع التحكم فى عجلة القيادة ، فأوقفها - هذه المركبة - ، و طلب الشاب أن يقود بديلا عنه ، فسأله إن كنت تعرف أم لا ، فرد على سؤاله بسؤال أكثر واقعية ألدينا خيار ؟ ، فأستبدلا الأماكن ، و المهم أن فى النهاية قاد صديقنا السيارة ، فهو يمتلك مركبة موجوده امام منزله الغائب عن أفكاره الواهية فى داخل جمجمته المتصلبة عن ذكريات عاشها و أنخرط داخلها ، سار الأثنين دون أى أستوقاف مطلقا دخلا المدينة و سارا ، بلا جلب الدواء ، فسيذهب صديقنا بالرجل إلى بيته الذى يصف له طريقة خطوة خطوة ، دون جلب الدواء ، و بذلك مرت ساعة إلا قليل من الدقائق و وصل صديقنا و معه الرجل الذى لا يعرف أحدهما أسم الأخر حتى الان ، أخرجه من السيارة كانت الساعة الثالثة عصرا ، و أدخله المنزل بعد أن أغلق أقفلها ، وسارا سويا رجلنا مرتكز على صديقنا على الدرج صاعدين إلى الدور الرابع ، فتح الرجل باب منزله مستندا على الشاب ، و دخلا المنزل ، ليجدا طفلين شبيهين لدرجة لا تتخيلها ، فطلب منهما الرجل الدواء ، فأحضرها و أجباه - بابا - أى أن هذا الرجل والدهما ، فسألهما الشاب أنتم توأم ؟ ، فأجاباه نعم ، فسألهما عن سنتهما الدراسية ليخبراه أنهما فى الثانية الأعدادية ، فبهذا تعرف الشاب على أول أفراد هذا البيت و هما حسن و حسين ، فسأل هنا عن اسم الرجل ، فأجابه بنظرة باسمة ، ماذا ؟ ، فضحك الشاب بأبتسامة رقيقة ، فأجابه الرجل أسمى بدوى عبدالله ، فسأل الرجل أبناه عن أخوهما الأكبر خالد ، ألم يأتى من مدرسته ؟ ، فأجابه أنه أتى و سار لموعد الدرس الأن - فهو طالب فى الثانية الثانوية العامة - ، و سأل الشاب الولدين ، بعد ذهاب الرجل إلى حجرته ليقم بتديل ملابسه و غسل وجهه ، سألهما ألكم أخوة أخرون ؟ ، فأجابه أختنا الكبرى هدى ، وهى فى السنة الثالثة من كلية الإعلام ، فأتى الرجل بعدها للشاب ، فطلب الشاب الرحيل و لكن الرجل رفض ذلك و بعد معاناه ، أقنع الرجل الشاب أن يجلس و يبيت هذه الليلة و يرحل غدا فإن الليل قد نثر خيوطه السوداء الداكنه و إنه لا علم طريقه فكيف سيسير ؟ ، جلس صاحبنا و لكن رفض تغير ثيابه ظل بهم ، رغم أن الرجل أتى له بملابس مما لديه و كذلك مما لدى أبنه الأكبر ، أتت الفتاه و أتى الأخ الأكبر ، و تعرفا عليه ، و عندما دخل هو ليفترش الأرض رافضا كذلك النوم بجانب خالد على سريره مناصفة ، حتى لا يضايقه ، قص الوالد قصة هذا الشاب على مسامع أبنائه الساكنه المندهشة و الواهيه ، حتى يعرف كلا منهم كيف سيعامله ، و كذلك أخبرهم بأنه سيجعله يعمل بالمتجر الخاص بهم فى أسفل المبنى - أرضى - الذى هو ملكهم المكون من تسعة أدوار كلها إيجار ماعدا الدور الرابع خاص بهم ، المسيرة تطول و صديقنا لازالت تتخبط به الدنيا لتوقعه بالرجل الغير مناسب ، هذا الرجل طيب و متدين و جيد كإنسان ، و لكنه تاجر يعمل فى الأثاث و البضائع المنزليه و الخضروات ، و له أعداء كثر لما له من ضمير بعض الشئ بينهم ، و هذا الرجل قد يوقع بصديقنا فى مشاكل ليس به يد فيها ، فأخر رجل عمل بائعا فى المتجر ، عنى الأمرين من الكسور و التشوهات التى حدثت له بعد أن هجم عليه رجال رجلين أعمال أخرين من الملاك يريدان أن يهددوا بدوى ، و لكن الأمر يمكن أن يحل كله ، إذا رفض صاحبنا هذه المهنه و هذا أمر ليس له جانب من الحدوث ، حيث أنه يحتاج للمال الأن ، و كان الله فى عونه ، لا تغيبوا عنه أنه فى أزمه ليس لها مثيل ، إلى كل من رأه ، نداء إلى كل من يعرفه ، أخبره أن أسمه طارق و أنه طالب فى كلية الهندسة قسم قوى و الات ، و لكن إذا لم تصلوا فلايزال غائب عن دنياه دون حضور ، و لازال يشتاق إلى أسمه الغائب عن كشف الحضور كذلك ، و لازال يشتاق إلى جدران ألمته سنينا و هو يعرفها ، تذكرة -إن كانت فى محالها أثنيتم ، و إن لم تكن لا تسيؤا ، فلا أعتادها منكم - ، الفتاة و الجريمة ألاتزال فى الذاكرة ، أم سرتم على نفس نهج صديقنا ، دمتم له أخوه ، كما دام لكم أخا .[/justify]
[/justify]