عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2013, 11:01 PM
المشاركة 8
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة السادسة
الحلقة السادسة

[justify]
اليوم ليس كأى يوم أحداثنا غريبه و عجيبة و ستتعقد الخيوط أكثر و أكثر بين أيدينا ، فتابعوا معى فأنى أحتاج الكثير من الساعدة ، حتى أستطع حل عقد قصة لا أعلم لمدها حد ، اليوم ثانى أيام صديقنا بعد الحادثه المشهودة و إختطافه .. للتذكرة فقط .

علياء جالسه فى منزل ما ، و بجوارها نساء كثيرات الجميع يجلس على المقاعد ليست هذه فقط ملحوظتى على هذا المشهد لا بل هناك أخرى يا هذا السواد المسيطر على المشهد فجميعهن ، يكتسون اللون الأسود ، أماتت السيدة والدة علياء ، يا لغبائى ، أتموت والدتها و تنصب العزاء فى منزل أخر ، بالطبع لم تكن هى من ماتت ، و أَضف إلى ذلك أنها جالسه هناك فى أخر الحجرة و بجوارها إمرأة قد كسا عينيها الإحمرار التام من كثرة النحيب ، من يا ترى من مات ؟ ، ألا تعلمون ؟ ، إذن فلينتهى هذا المشهد الحزين الصامت ، إلى أن أن يكسر صمته صوت نحيب تلك المرأة التى لا نعلم من هى .

حسام جالس على أحدى أطراف مركب شراعيه فى وسط النيل ، وكالعادة تائه فى بحر أفكاره الذى لا تعرف له أى حدود ، و من الطرف الأخر رجل يجلس ، من ملابسه أستنتجت أنه عامل المركب – المركبى - ، إذن فإن الأمر إزداد سوءا بمعرفته بيانات المجنى عليها ، يجب أن نعلم من تكون إذن ، و لكن من سيخبرنا ؟ .

أعلم أن الأمر بات مملا ، كثرة الأشخاص و الأحداث و غموض العديد منها بل كلها ، الأسئله التى ترواد أذهانكم ، كل هذا جعل الأمر يؤل إلى أمر ممل كثيرا ، ولكن حتى نكشف الستار عن بعض الأمور ، الأمر له جانبين أساسيين ، الأول هو الجريمة التى وقعت فى منتصف الطريق ، و الثانى هو فقد ذاكرة الشاب المدعو طارق ، ما علاقة الأمور ببعضها ؟ ، كيف كانت حياة هذا الشاب ؟ ، هل حقا كل ما يحدث حقيقى أم مرتب من قبل شخصا ما ؟ .

هشام محمود ضابط بالمباحث أقرب أصدقاء حسام توفى إلى رحمة الله منذ يومين فى أحدى مهماته التى قضها فى صعيد مصر ، حزن عليه كثيرا ، و لا زالت العيون تأبى الصمت فلازالت تتحدث بلغة لا يعرفها إلاه ، الرعاية لأمه و أخته الصغيرة – تسع سنوات – و خطيبته ، حتى يعود ، هذا أخر ما طلبه هشام من حسام ، و لكن هل حسام وافى بالوعد أم لا ؟ .

الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، أذان العصر ، طارق يطلب من الرجل الرحيل عن منزله ، و لكن الرجل يأبى ذلك ، فأبدى صديقنا أنه يحتاج لمال و كذلك لا يصح أن يجلس فى بيت لعائله و خصوصا أن لديهم فتاه فى مثل هذا السن ، رغبة الشاب كانت قد أستنفذت الأمد و الرجل كان متمسك به لدرجه لا تتخيلوها ، يا لهذه الطيبه ! ، وعرض على الفتى العمل فى المتجر ،و لكن الفتى كان له وجهة نظر فى هذا الأمر ، فأبدى أن إحتياجه للمال صحيح جدا و حق ،و لكن أيضا هو يحتاج أن يعمل فى مكان يراه فيه أكبر عدد من الناس حتى تصبح هناك فرص أكثر ليعرفه أحدهم ، و بهذا بات كل محاولات الرجل بالفشل ، و فى النهاية طلب الرجل من صديقنا أمر أخير أن يجلس ليوم واحد و يغادر غدا ، و بعد إلحاح وافق الشاب ، و لكن ما هذا الطلب الغريب ، يوم .. إن فى الأمر لغرابة ! .

هدى فى الجامعه مع صديقتها ولاء ، أنهم يتحدثون عن شخص ما ، تذكرت أمر ليلة أمس قبل أن تنام كانت تحدث هذه الفتاه عن شخص ما ، لقد وصلت فى الوقت المناسب إذن .. حسنا لنرى ماذا تقول ؟، فتسألها صديقتها إن كان يعلم أم لا ، فأجابتها على الأرجح لا ، فسألتها أخر : أستتركيه ؟ ، فأجابتها هى : بالطبع لا ، أخبرتها بأن وقت الرحيل الى المنزل قد حان ، إذن إنتهى الحوار ، يالكم من فتاتين ، أنا لم أفهم أدنى شئ ، من هذا من تحدثوا فى أمره ؟ ، أيكون ... ..... ، ولكن كيف ؟ ، لا ، بالطبع لا ، أبتعدى أيتها الأفكار الواهمة .

هناك رجلان يتحدثان على أحدى المراكب – يخت – فى البحر الأحمر ، هل تعتقد أنه سيتحدث ؟ ، فأجابه الأخر: لا بعد ما فعلناه ، أين تركته ؟ ، تركته فى الطريق الصحراوى بين القاهرة و الإسكندريه ، هل كان معه مال للعوده ؟ ، نعم كان معه ، إذا تحدث بأى أمر سأقتله .. هذا ما تحدث به هذا الرجل ، رجل غريب الأطوار يذكرنى برجال الأعمال الذين ينهبون خيرات أوطاننا ليس الكل بل الأغلب ، أعلم أن أحدكم يؤكد و يقول : إن كان بإستطاعتى جلب الملايين كما يفعلون لما قلت هذا ، أى إنه حقد لا أكثر ، لا عزيزى ، هناك رجال و سارقين ، فإن أراد أى منا نهج الحرام طريقا سيكسب العديد و العديد من المال .. ولكن عزيزى سيذهب أدراج الرياح ، أياكم و الحرام إن فيه سخط من الله ، و البطن الذى تمتلأ مما حرم الله ، فحقت عليها النار ، كما فى حديثه – صلى الله عليه وسلم - ، نعود لهذا الرجل .. جوفه المليئ و وزنه الذى يبلغ أكثر من مائة كيلو جرام ، و كذلك قامته التى لا تكاد تظهر بين أجسام من يدفع لهم مقابل حراسته ، حقا .. أستوقفنى .. سؤال : لماذا وجب على كل من ذاع صيته أن يكن له رجال لحمايته ، أهو الخوف من الشهرة ؟ ، أعتقد أنه لا يوجد أحد يصيب من يحب على الأطلاق ، بعيدا عن الشهرة و كل هذا .. رجال السلطة فى البلاد العريبه ، دائما ما تجد للرئيس حراسه ، و للوزير كذلك و للمحافظ فى بعض الدول ، و الأمراء فى دول أخرى ، لماذا دائما ما يخاف رجال السلطة على أرواحهم هكذا ، أحدكم يرد متسرعا .. أن الدولة تخشى أن يندس أحد بين الناس ليغتال أحدهم ، أنت واهم أخى ، الأمر كله لله ، ( عدلت ... فأمنت ... فنمت ) كلمات قالها عجمى فى سيدنا عمر بن الخطاب ، قد أكون فى كلماتى السابقة أخصصت أناس عن غيرهم فى حديثى ، أرجوكم لا تتهمونى بالعنصرية ، فهى ثقافة أحبها .. لا بل اعشقها بكل ما أملك من مشاعر فياضة بداخلى .. قد أكن تطرقت لأمور بعيدة بعض الشئ تُأخذ على لا لى ، و لكن إنها عادتى .. دائما ما أسير بلى بوصلة أفكار و أترك قلمى يمرح ليفقذ هنا و هناك دون أى قيود .. فأعذرونى .... أخر ما أود قوله : أنى علمت من هذا الحديث الذى لم أكمل لكم باقيه أن صديقنا مراقب من هؤلاء الرجال .

شخص ما جالس على مقعد أمامه مكتب باهظ ثمنه ، و ها هو يتحدث لشخص ما على هاتفه ، لا تخف يا بنى ، لا يستطيع أحد أن يقترب منك ، و لكن تبدو عليه ملامح الرعب ... من هذا و إلى من يتحدث ؟ .
صديقنا قرر الخضوع لأمر الرجل الذى طلب منه أن يجلس حتى نهاية هذا اليوم فقط ، و يغادر فى اليوم التالى ، و لكن .. فضولا لا أكثر .. سأله : لماذا ؟ ، فقام الرجل واقفا ، ليغلق الباب ، و يقول لصديقنا ، سأروى لك القصة من البداية و حتى النهاية .

اليوم نكتفى بهذا القدر .. دمتم له أصدقاء ، ودام لكم أخا و صديقا كريما ، سلمتم .. أعذرونى إن أطلت عليكم هذه المرة سنكمل فى وقت لاحق ..... فتعقبوا أثار قصته .
[/justify]