عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4046
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
07-08-2015, 07:41 PM
المشاركة 1
07-08-2015, 07:41 PM
المشاركة 1
افتراضي مقالات في المعرفة : الحسيون
أصالة الحس

إذا كان أريسطو وازن بين الحس والعقل رغم أسبقية الحس و ضرورة العقل في فهم الوجود و أسس المنطق كتفسير لعمل العقل ، و جاء بعده ديكارت ليعتبر الحس مجرد مكمل للعقل و آمن بالأفكار الفطرية ، فجون لوك بدأ من هذه النقطة مؤسسا للنظرية المعرفية الحسية ، التي ترى أن العقل صفحة بيضاء تمده الحواس بالأفكار البسيطة التي تتموضع في الذاكرة و تلتصق بها حتى عند غياب الشي المحسوس و على أساس هذه المعرفة الحسية تنشأ الأفكار المركبة التي تنقسم إلى جواهر و أحوال وعلاقات .
فالذهن عند لوك سلبي في تلقي الأفكار البسيطة و فاعل في إنتاج الأفكار المركبة ، الأفكار البسيطة يقصد بها لوك ، الخبرة الحسية و إن شئتم لتقريب المفهوم أكثر " الأفكار التي تنشأ عن الحواس " مثلا برودة ، حرارة ، ألوان ، أصوات ،.... " و الأفكار المركبة مثل :" الجوهر و النوع و السببية ..."
لوك لا يعتقد بجزم أن الحواس هي مصدر المعرفة بل يتحدث عن الإدراكات الحسية أي صور الأشياء الحسية ، والذهن عنده قادر على تصحيح الصورة الحسية ، حيث تتكون الأفكار البسيطة ، عن طريق قوتين ذهنيتين و هما الاحتفاظ بالصور ثم استرجاعها ، و بهذا الاسترجاع تحدث المقارنة و يتم التمييز والفصل بين الإدراكات الحسية "

إذا كان الإدراك الحسي يكتفي فيه العقل "بالسلبية " وتكون المادة الخام التي اشتغل عليها مجرد صور للحسيات يعمل على تصنيفها وترتيبها قصد تجريدها ، ففعالية العقل تأتي بعد ذلك عند لوك أي يقوم العقل عبر خطوات جديدة بإنتاج الأفكار المركبة .
1ـ الإدماج : وهو الجمع بين فكرتين بسيطتين للحصول على فكرة مركبة
2ـ التعلق : و هو إدراك السابق ثم اللاحق من فكرتين بسيطتين للحصول على مفهوم السببية كفكرة مركبة .
3ـ التجريد : و تستند على تعميم الذي يحصل عند إدراك التشابه بين عدد من الإدراكات البسيطة ، فيتم من خلاله ظهور فكرة مركبة ، وهو شبيه بتكوّن الكليات عند أريسطو .

المعرفة عند لوك تنقسم إلى قسمين معرفة حدسية ، ثم معرفة استدلالية ، الحدس هنا ليس حدسا روحيا مثاليا ، لكنه حدس حسي و هو قوة في العقل تستطيع إدراك الحقائق كما تدرك الحواس الأشياء ، فالحدس عنده تجريبي.

أدخل هيوم الاتجاه الحسي التجريبي في نظرية المعرفة رحاب الشك المذهبي و فتح نوافذه على مصراعيها عكس لوك الذي ظل محافظا على اليقينية الحدسية الحسية و الترجيحية " الاحتمالية" الاستدلالية الرياضية .
دفيد هيوم اشتغل على نفس النظام المعرفي الذي أسسه لوك مع بعض الاختلافات فهو يعتبر الإدراكات الحسية تتحول إلى ، انطباعات و أفكار فالانطباعات هي أفكار حيوية تستقر بالذاكرة ، و الأفكار الصريحة تكون في المخيلة وهي فاقدة للحيوية وباهتة . فملكة الذاكرة هي التي يستحضر بها الذهن الأفكار الحيويّة كما استقبلها من الحواس ، والمخيلة هي الملكة التي يفكر بها الذهن في الأفكار بعد أن تفقد حيويتها و ارتباطها بالإدراك الحسي.
يعطي هيوم للذاكرة الأولوية في العمليات العقلية الأكثر رقيا مثل ، التوالي و الاستدلال والحكم بينما تختص المخيلة بالأفكار المجردة أي انطباعات الدرجة الثانية .
رغم ذلك فالمخيلة عند هيوم مستقلة و تحتل مكانة بين الذاكرة والفاهمة و هي التي تقوم بوظيفة تداعي الأفكار رغم تدخل الذاكرة في العملية إذ تقوم بالربط والفصل بين الأفكار البسيطة على أساس مبدأ التداعي فالمخيلة تنتقل من فكرة إلى أخرى أو تربطهما على أساس :
1ـ التطابق : فكلما كانت تطابق بين فكرتين ، فكلما حضرت الأولى تحضر الثـانية .
2ـ الاختلاف : أي كلما كان هناك نتنافر بين فكرتين ، فحضور الأولى يستدعي حضور الثانية .
3ـ الأثر : أي كلما كان هناك سبب كانت هناك نتيجة والعكس .

هيوم يضع الأفكرار المركبة في الفاهمة و بها ندرك الأحوال والعلاقات والجواهر .