الموضوع: ** أخلاقنا **
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 12:34 AM
المشاركة 11
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ** أخلاقنا **
~*¤ô§ô¤*~الحلم~*¤ô§ô¤*~

ما هو الحلم؟


الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي

الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.

حلم الله:

الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره

فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى: {واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].

حلم الأنبياء:

الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]، وقال عن

إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء،

وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.

فضائل الحلم:

*** الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد

الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].

*** الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من

الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].

*** الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي

صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند

الغضب) [مسلم].

*** الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى

أصدقاء، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وقد

قيل: إذا سكتَّ عن الجاهل فقد أوسعتَه جوابًا، وأوجعتَه عقابًا.

*** الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم

عن حلمه أن الناس أنصاره.

*** الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان

لكي يسيطر عليه.
.


وقد كان الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، شديد الحلم حتى صار يضرب

به المثل في ذلك الخلق، فيقال: أحلم من الأحنف. ويحكى أن رجلا شتمه، فلم يردَّ عليه ومشى في طريقه،

ومشى الرجل وراءه، وهو يزيد في شتمه، فلما اقترب الأحنف من الحي الذي يعيش فيه، وقف وقال للرجل:

إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله قبل أن يسمعك أحد من الحي فيؤذيك.

ويحكى أن قومًا بعثوا إليه رجلا ليشتمه، فصمت الأحنف ولم يتكلم، واستمر الرجل في شتمه حتى جاء موعد

الغداء، فقال له الأحنف: يا هذا إن غداءنا قد حضر، فقم معي إن شئتَ. فاستحيا الرجل ومشى.

..........................................

نسأل الله أن يعيننا على التحلي بهذه الصفة العظيمة ..