الحداثه والعولمه .... والهيمنه علي العالم
معظم ما يقدم اليوم من فنون وثقافة بعيد كل البعد عن مفهوم
الفن والثقافة ..تلك الأشياء السامية التي قامت في الأساس
من أجل النهوض بالإنسان والإرتقاء بذوقه لا من أجل الأنحدار
به وتلويث عقله والتلاعب بغرائزه تحت دعوى الحداثة التي جعلت
من الثقافة عاملا ً من عوامل الهيمنة الأمريكية على العالم ... تلك
الهيمنة ذات الأبعاد الصهيونية التي تريد قطع الصلة بين المثقف
العربي وتراثه والضرب بجذوره في أعماق التاريخ .
لقد عاصر عالمنا العربي والأسلامي كما يقول الدكتور رفعت سيد
أحمد بإمتداد المائتي عام الأخيرة من تطوره الحضاري شتي صور
الأستبداد التي مورست عليه من جميع الإتجاهات، أحيانا من داخله
وغي أغلب الأحيان من خارجه.... من بلاد ما وراء البحار الغرب
الأوروبي ، فالأمريكي ، ولكن المؤرخ المحايد يلحظ تجاه تاريخ
ألاستبداد الغربي أنه قد ظل وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية تغلب
علي ألياته وأساليب حركته السمة العسكرية/ الأقتصادية ، وما أن
وضعت الحرب العالمية أوزارها ، حتى دخل الأستبداد الغربي مرحلة
جديدة نسبيا -عما سبقها وهي المرحلة التي تعمدت الولوج إلي العقل
العربي / المسلم أولا قبل التسلل إلي الأرض وألأقتصاد ثانيا إنطلاقا
من مسلمة أساسية مفادها أن إحتلال العقل أشق بمراحل من إحتلال
الأرض ، فالذي يملك هذه ألأرض بإمكانه أن يقاتل حتي يحصل علي
أرضه أو يموت دونها ، أما إذا ما امتلك عقله الذي يرسم له خطط
القتال سهلت السيطرة عليه
لم تخيب تلك المنطقة طموحات الأستعمار ، فهي رخوي إلي الحد
الذي يغري الجميع لكي يحتلها ، ومن أجل هذا ألأحتلال ظهرت
مفردات براقة مثل العولمة التي تهدف إلي محو الفوارق وصهر
العالم في بوتقة ثقافية واحدة ذات خصائص مشتركة تسيطر عليها
بلا شك الدول القوية ، اما نحن وثقافتنا فسنذهب وننهار إذا لم نستيقظ
ونواجه هذا الطوفان الذي يجد دعما للاسف من بعض الكتاب العرب
الذين إرتموا في أحضان الغرب .
التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 03-22-2012 الساعة 11:47 PM