عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2010, 02:53 PM
المشاركة 19
وفاء لعرعري
عربية حتى الثمالة
  • غير موجود
افتراضي
أعرف الحب و لكن


هتَــفتْ بي : إنّني مِتُّ انتظارا.
شَـفَتي جَـفَّتْ
وروحي ذَبَـلتْ
والنَهْـدُ غارا.
وبغاباتي جـراحٌ لا تـُدواى
وبصحرائي لهيـبٌ لا يُـدارى
فمتى ياشاعري
تُطفِئُ صحرائي احتراقا ً؟
ومتى تَدْمـَلُ غاباتي انفجارا ؟!
إنـّني أعددتُ قلبي لك مَهـْداً
ومن الحُبِ دِثــارا.
وتـأمـَّلت مِـرارا
وتألَّمتُ مِـرارا
فإذا نبضُكَ إطلاق رصاصٍ
وأغانيك عويلٌ
وأحاسيسك قتلى
وأمانيـك أُسارى !
وإذا أنت بقايا
من رمادٍ وشظايا
تعصِفُ الريح بها عصفاً وتذروها نثارا .
أنت لا تعرف ما الحبُّ
وإني عبثاً مِـتُّ انتظارا .


رحمةُ الله على قلبِكِ يا أنثى
ولا أُبـدى اعتذارا .
أعرفُ الحب .. ولكن
لم أكن أملك في الأمر اختيارا .
كان طوفانُ الأسى يهدرُ في صدري
وكان الحبُّ نارا
فتوارى !
كان شمساً..
واختفى لما طوى الليلُ النهارا .
كان عصفوراً يُغـني فوق أهدابي
فلما أقبلَ الصياد طارا !
آه لو لم يُطـلق الحكامُ
في جلدي كلاباً تتبارى
آه لو لم يملأوا مجرى دمي زيتاً ,
وأنفاسي غبارا
آه لو لم يزرعوا الدمع
جواسيسَ على عيـني بعيـني
ويقيموا حاجزاً بيني وبيني
آه لو لم يُطبـقوا حولي الحِصارا
ولو احتـلْتُ على النفس فجاريت الصغارا
وتناسيتُ الصغارا
لتنـزَّلتُ بأشعاري على وجـدِ الحيارى
مثلما ينحَـلُّ غيـمٌ في الصحارى
ولأغمـدتُ يَـراعَ السِّـحرِ في السـِّحرِ
وفي الثغـرِ
وفي الصَـدرِ
وفي كل بقـاع البرد والحـرِ
وهيج جنون الرغبات الحُمـرِ
حتى تُصبح العِفةُ عارا !
ولأشعلتُ البِحارا
ولأنطقتُ الحِجارا
ولخبأتُ " امرأُ القيسِ" بجيبي
ولألغيتُ "نزارا" !
آه لو لم يُطِبقوا حولي الحِصارا
ولو استمرأتُ أن أُطـلقَ للنفسِ العِـذارا
لاستفـزَّت شفتاي الكَـرَز الدامـي
ولزادتهُ ارتواءً
ولزادته احمرارا
ولأرسلتُ يـدي تَـرعى..
فتـُخفى ما بـَدا , هَصْـراً ,
وتبـدي ما تـَوارى
ولأيقظتُ السـُّكون العـذْبَ
في غابـاتهِنّ البكـرِ عصـفاً واستـِعارا
ولأرقصتُ القِـفارا
ولألقيـتُ على خُلـجانِهِـنَ المـوجَ
حـراً مُستـثَارا
فيُصارعـنَ اختنـاقـاً
ويُصارعـنَ انبهارا
ثم يستلقيـنَ تحت الزبـَدِ الطـاغي
يُغالبـنَ الـدوارا !

أعرفُ الحـبَّ أنا
لكن حـبي
ماتَ مشنـوقاً على حبـل شراييـني
بزنزانةِ قلبي !
لا تظني أنه ماتَ انتحارا .
لا تظني أنه داليةٌ جفت
فلم تطـرَح ثمـارا .
لاتظني أنه حبٌ كسيـح
لو بـه جهـدٌ على المشي لسـارا .
لا تظني
واصفحي عنه وعني .
أنا داعبتُ على المسرح أوتاري
وأنشأتُ أُغنِّـي
غيـر أنـِّي
لم أكـدْ أبدأ حتى
أطلقـوا عشـرينِ كلبـاً خلف لحـني
تملأُ المسرحَ عقراً ونباحـاً وسعـارا
وأنا الراكض من ركـن لركـن
لي قلبٌ واحـدٌ
عاثَ به العَقْــر دَمَـارا .
فأنا أعـزفُ دمعاً
وأنا أشـدو دمـاءً
وأنا أحيـا احتضـارا
وأنا في سـكرتي .. لا وقت عندي
كي أغني للسـكارى !
فاعذريني
إن أنا أطفـأت أنغـامي
وأسدلتُ الستـارا
... أنا لا أمـلك قلبـاً مستعـارا !




أحمد مطر

[SIGPIC][/SIGPIC]