عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 11:30 AM
المشاركة 23
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (19)



سهر الشوق



يسهرُ الشَّوقُ مسرِفاً بالتهابِ
ويغنِّي الحنينُ لحنَ التَّصابي

ويطولُ السهادُ والليلُ يحبو
والخلايا المواتُ تبكي شبابي

أرقبُ الفجرَ والضِّياء كسولٌ
يسحبُ الخطوَ لا يرِقُ لما بي

يتمطَّى على الطَّريقِ ويغفو
ثمَّ يصحو في أضلعي كالحرابِ

وأنا بين صحوِه ومنامي
أتشظَّى على دموعِ انتحابي

* * *
هذه الحالُ أيقظتْ في عُروقي
نبضَ همٍّ يحبُّ ليلَ عذابي

أتشهَّى الرُّقادَ لو لثوانٍ
والثَّواني تُثيرُ فيَّ ارتيابي

أحرقُ العمرَ بين شوقٍ وسُهْدٍ
في الليالي على حدود السرابِ

أزجرُ النفسَ حين تهفو لإثمٍ
خشيةَ اللهِ طامعاً بالثوابِ

وأُغنِّي يا ليلُ .. يا عَيْنُ جودي
بدموعي وأمعني بانسكابِ

قدَري أنْ أعيشَ عُمري شقيَّاً
في جحيمي مطارَداً من ذئابِ

يجهلُ اللائمون كيف أُعاني
من براكينِ هدأتي واضطرابي

ويقولون يا غبيُّ تقدَّمْ
لارتشافِ اللَمى وعَبِّ الشَّرابِ

وتمتَّعْ كما تحبُّ وتهوى
بكؤوسِ الطِّلا ووصلِ الكِعابِ

أنتَ من ضيَّعَ الشَّبابَ غباءً
بين فرطِ الهوى وخوفِ العقابِ

سوف نمضي ونستحيلُ تراباً
فاغنمِ العيشَ من بقايا التُّرابِ

أرهقتْكَ الأيامُ تمضي سِراعاً
بين لومٍ وحُرقةٍ وعِتابِ

* * *
وتصوَّرتُ ما مضى من حياتي
وابتعادي عن خيبتي واقترابي

أَرجفَ المرجفون منِّي كثيراً
يومَ كان الشَّبابُ ملءَ إهابي

يومَ آثرتُ أن أَعيشَ كريماً
رافِعَ الرأسِ هازئاً بالصِعابِ

واستجارَتْ بيَ الدموعُ وضجَّتْ
ذكرياتٌ تواثَبتْ من كِتابي

أنتَ أَسرفتَ في الحياءِ طويلاً
تتوارى من الضُّحى في الضبابِ

وانقضى العمْرُ والأمانيْ تناءتْ
وطموحي هوى وقامَ حسابي

وتمطَّى السُّؤالُ صعباً عسيراً
أين نورُ الهدى ؟ وحارَ جوابي



14/7/2001