عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2017, 11:02 AM
المشاركة 2397
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الشيخ محمد محمد خلة الغزي .... يتيم الاب وآلام في الطفولة المبكرة وربته بعض النسوة . .

ولد الشيخ عام 1919 .

نشأ رحمه الله يتيمًا، فقدَ أباه صغيرًا، ثم ماتت أمه، فذاق نار اليُتْم والفقر والحاجة، اعتنت به بعض النسوة حتى كَبِرَ، وكانوا يطلقون عليه اليتيم، ويغضب من هذه التسمية؛ لأن اليتيم مَن فقدَ أباه وكان دون سن البلوغ، وبعد البلوغ لا يُسمى يتيمًا.
*
جَدَّ رحمه الله في طلب الرزق؛ فعمل صيادًا في بحر غزة هاشم، إلى أن وفقه الله وأعانه، فتزوج وأنجب، ولكنه كان يصرُّ على طلب العلم الذي فقده بسبب اليُتم، ترك زوجته وأولاده وسافر طالبًا للعلم الشرعي، فالتحق بالأزهر الشريف، وكان متفوقًا شديد الذكاء والفطنة، فقد أتم حفظ القرآن الكريم، وحصل على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية، ثم رجع إلى غزة، فواصل ليله بنهاره علمًا وعملًا، ودعوة وإصلاحًا، يأتيه الناس من غزة وجنوبها وشَمالها، حتى من الداخل المحتل؛ طلبًا للعلم والفتوى والإصلاح، وأخذ يجول في مساجد القطاع والداخل المحتل داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان بيتُه مأوى للفقراء والمساكين، ويأتيه طلبة العلم يوميًّا ما بين المغرب والعِشاء، يُصلُّون معه وينهَلون من علمه في التفسير والفقه، والسيرة والأدب والأخلاق، وغيرها من العلوم.
*
فأحبه الناس، ولم يتركوه يستريح في ليل أو نهار، صيف أو شتاء، حتى أيام حرب الخليج بين الكويت والعراق، كانوا يأتون إلى بيته يصلون الجماعة ويطلبون العلم، فلم يمنعهم منعُ التجوال من الوصول إليه والاستفادة منه.
*
ولما توفي رحمه الله كان الجو شديد البرودة، ولم ينقطع الغيثُ لحظة، ومع ذلك جاء الناس للصلاة عليه وتشييعه، فلم يستطعِ الناسُ المشي لتشييعه من شدة الزحام؛ فرحمه الله رحمة واسعة.