عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 08:37 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






أدريان ريتش

الشخصية الأندروجينية المسكونة بهاجس التغيير



إني لأفضّل أن أتذوق دماً منك أو مني، متدفقاً من طعنة مباغتة، على أن أمضي نهاري أتبع بمقص بليد الخطوط المنقطة كما أشارت المعلمة". هذه كلمات لشاعرة راديكالية، ذات رؤى محرّضة وصادقة، ولا ينتابها الحب بسهولة لا تجاه نفسها ولا الآخر؛ إنها لا تبني حياتها على الأوهام، وقد سبق أن قالت: "إنّ فناً مفرط العاطفة لهو نصف فن"، ولعلها لهذا استحقت مديح الشاعر أودن، لقدرتها على الإنفصال عن الذات ولواعجها.



وتقول الناقدة الأميركية "أليشيا أوسترايكر" في مقالة نُشرت في مجلة "نقد الشعر الأميركي" عدد تموز/ آب 1979: "أدريان ريتش هي شاعرة أفكار. شعرها يعتمد على فرضية أن عقل الكاتب موجود ليجسّد معنى الثقافة في مكان ما في زمن ما. هذا العقل وهو في أوج ذكائه يعمد إلى استقطاب القارئ إليه. قصائدها تنمّ عن حالة وعي كامل وشعورمتيقظ، وتفترض أن وعي الكاتب الفعلي الحاضر ووعي القارئ المستتر هما في الحقيقة متطابقان" وتضيف الناقدة: "ويتمان يسألنا أن نفكر بأننا أبرياء وعظماء. بودلير يسألنا أن نفكر بأننا مذنبون ومتقزّزون إلى درجة السأم. ريتش تسألنا أن نفكر بأننا بحاجة إلى أن نلد أنفسنا مجدداً".





نبذة عن حياتها وأعمالها


أدريان ريتش من مواليد عام 1929/ بالتيمور، ومن عائلة يهودية. أبوها كان عالماً فيزيائياً وأمها مؤلفة موسيقية. في عام 1953 تزوجت من عالم إقتصادي وأنجبت منه ثلاثة أولاد، وعاشت معه حتى مماته في عام 1970. وفي عام 1976 انحرفت جنسياً لتغدو سحاقية حيث بدأت علاقتها الشاذّة بالكاتبة والمحررة الصحافية "ميشال كليف".

هي خريجة جامعة "رادكليف" عام 1951، وعضوة في العديد من الجمعيات والأكاديميات والرابطات الأدبية والثقافية، نذكر منها:


اتحاد الكتاب الوطنيين، الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم، جمعية الشعر الأميركي وغيرها. عملت كمحاضرة وأستاذة جامعية في أكثر من جامعة أميركية، ونالت العديد من الجوائز الشعرية، وكان أولها جائزة "يال" عن مجموعتها الأولى "تغيير للعالم" عام 1951 والتي كان الشاعر أودن قد رشحها للفوز. ثم توالت الجوائز خلال مسيرتها الإبداعية لتربو على الأربعين جائزة، نذكر منها:


- الجائزة الوطنية للكتاب لعام 1974 عن مجموعة "الغوص في الحطام"

- جائزة من جامعة هارفرد عام 1990

- الميدالية الفضية لجائزة روبرت فروست عن أعمالها الشعرية الكاملة لعام 1992

- جائزة والاس ستيفنز لعام 1997 وغيرها.


في الشعر لها ما يفوق العشرين إصداراً أهمها:

- "تغيير للعالم" 1951
- "قاطعو الماس" 1955
- "لقطات فوتوغرافية لكنّة" 1963
- "ضروريات الحياة" 1966
- "وريقات" 1969
- "إرادة التغيير" 1971
- "الغوص في الحطام" 1973
- "عشرون قصيدة حب" 1977
- "الحلم بلغة مشتركة" 1978
- "صبر جامح جاوز بي الحدّ" 1981
- "أصول" 1983
- "موطنك الأصلي، حياتك" 1986
- "نفوذ الزمن" 1988
- "أطلس للعالم الصعب" 1991
- "عملية إنقاذ عند منتصف الليل" 1999
- "ثعلب" 2001


في النثر لها ثمانية مؤلفات تتركز في معظمها على قضايا المرأة وهمومها وبالأخص المرأة السحاقية، وعلى علاقة الشعر بالسياسة. ولها أيضاً عملان مسرحيان، إضافة إلى بعض الترجمات الشعرية.






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)