عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 09:20 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مختارات من أشعارها





كلمة لم تُلفظ




مًنْ تملكُ القدرة على مُناداة رَجُلِها هي

من ذاك الاستغراق القصي
حيث فكره يطوفُ وحده
ومع ذلك، تحافظُ على طمأنينتها
تاركةً إياه طليقاً
وحينما ترتّدُ أفكارُه إليها
تقفُ حيث تركها، ما برحتْ مُلْكه

تدركُ أنّ هذا هو الأمر الأصعب تعلّمه




***





إنعكاسات ريفية




هذا هو العشب الذي فيه انغرست قدماكَ

أنتَ تلوّنه برتقالياً أو تغنيه أخضرَ
ولكنك أبداً لم تحظَ

بسبيلٍ لجعل العشب يعني ما تعنيه

في وسع غيمة أن تكون ما تنويه:

طاووساً، برجاً مائلاً أوعيناً محدّقة
ولكنكَ أبداً لم تحظَ

بغيمة كافية لتجسّد السماء

أُخرجْ إلى هناك بخبرتكَ الباهرة

"رايموند" الذي يجتاز المرج لا يفعل أقلّ
الطبيعة الإنسانية تقول:

الصبر الإنساني هو النجاح الحقيقي

نفاد الصبر الإنساني يُعثّركَ إذ تركض

قفْ ساكناً ولا بدّ تثبت
إنّه العشب ما يقضي على الجزّازة

إنّها الغيمة ما يبتلعُ السماء




***




حوار




تجلسُ ويدُ تعتمد على رأسها

والأخرى مصوبة خاتماً قديماً ناحية الضوء
لساعاتٍ وكلامنا ملجوم
مثل مطرٍ على الحواجز
إحساسٌ بآب وبرق الحرّ
أقفُ، أذهبُ لأحضّر شاياً، أعودُ
ننظرُ إلى بعضنا بعضاً
ثم تقولُو(هذا ما أحيا في غماره

مراراً وتكراراً)

تقول: لا أعرف

ما إذا كان الجنس وهماً
لا أعرف
مًنْ كنتُ حين قمتُ بتلك الأفعال
أو مَنْ قلتُ أني كنتُه
وما إذا رغبتُ في أن أشعر
بما كنتُ قرأتُ عنه
أو مَنْ في الحقيقة كان هناك معي
أو ما إذا كنتُ أعرفُ، حتى في حينه

أنه كان ثمة شك حول هذه الأشياء



***





حياتنا برمّتها




حياتنا برمّتها هي ترجمة

للأكاذيب المُباحة
والآن عقدة من الأكاذيب
تقضمُ نفسها كيما تُحَلّ
كلمات متآكلة في كلمات
معانٍ مشتعلة كطلاءٍ
في موقدِ اللّحام
كل هذه الحروف الميّتة
تُصيّرُ إلى لغة الظالم
مُحاولاً أن تُطلع الطبيب على موضع الألم
مثل الجزائري
الذي خرج مشتعلاً من قريته
جسده كله غيمة ألم
وما من كلمات لهذا

سواه



***





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)