عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 09:26 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
منظر طبيعي مثالي




وجب علينا تقبّل العالم كما مُنح لنا:

المربية الجالسة هامدةً في المنتزه
في ما ندر كان ليبادرها
أميرٌ عادلٌ عن رأيه بالكلام
الصباحات حلّت متشابهة ومُقفرة
في غرف الذات حيث نستيقظُ ونستلقي

متأملين يومنا الحاضر وهو ينفضّ مثل الأمس

أصدقاؤنا ما كانوا خارقي الجمال

وما تكلموا بألسنة من ذهب
عشاقنا ارتبكوا أحياناً
حينما كنا في أشد سعينا إلى الكمال
أو أنهم اختبأوا في الخزائن
حينما السماوات ارتعدت
الوردة الإنسانية لتلازمنا في كل مكان

عارية،متصدّعة، ومتطلبة لما هو فوق احتمالنا

ودائماً كان الزمن يندفع بسرعة مثر تُرام

خلل شوارع مدينة غريبة، شوارع شهدناها
تتشرّع إلى ساحات رائعة، مُشمسة
لم نكن لنجدها مجدداً
ولا من خارطة تستطيع تبيانها
مستحيلاً أن تُقذفَ تلك الشلالات
في ذاك الضوء نفسه
تلك الأشجار المزخرفة

تلك التماثيل الخضر والبيض



***





إلى شاعرٍ روسي




1



حُلُم الشتاء




في كل مكان، الثلج يتساقط


قدمكَ المُضمدة

تنسحب خلل حصى هائلة
أجراس تدقّ في ساحات نائية
كل ما عارضناه، كانت له الغَلَبة
والآن نحن جميعاً جزء منه
الحياة هي الشيء الأساسي؛ أسمعكَ تقول
ولكنّ ضباباً ينتشر ما بين هذه الأرض الشاسعة
وتلك التي صوتكَ رسم لي خارطتها منذ عهد بعيد
كل ما هو مرئي هو جدران، صفر- رمادية بلا نهاية
حيث مخاطر جمّة ووجهت
السماوات الممزّقة ببطء تكسو كلاً من قارتيْنا
بالعدل الوحيد المُتبقي
دافنةً آثار أقدامٍ، أجراساً وأصواتاً

بكل سرعة مدروسة



***




أحلم بأني موت أورفيوس



أغذُّ السير خلل أثلامٍ من ضوءٍ وعتمة

مُلقاة تحت رواقٍ مُنقطر
أنا إمرأة في مُقتبل العمر، بقدرات ما
وتيك القدرات ملجومة بقسوة
من قبل حكّامٍ، وجوههم نادراً ما أراها
أنا إمرأة في مُقتبل العمر
قائدةً شاعرها الميّت في رولز- رويس سوداء
عبر طبيعة ريفية من شفقٍ وأشواك
إمرأة بمَهَمَة ما
إذا ما امتثلتْ لها بحرفيّتها
فلسوف تتركها بسلام
إمرأة بجسارة نمر
إمرأة ذات صلات بمن هم بين ملائكة الجحيم
إمرأة تشعر بتفوّق قدراتها في اللحظة الحاسمة
حينما يتعيّن عليها عدم استخدامها
إمرأة أقسمتْ على التبصّر
هي مَنْ ترى من خلال التشويه، الحرائق الداخنة
لهذه الشوارع السريّة
شاعرُها الميّت يتعلّم السير إلى الخلف
عكس الريح

على الجانب الخاطئ من المرآة



***




منصّة الوثب




مثل الغطّاسين

نحن بأنفسنا علينا القيام بالوثبة التي
تجعل المنصّة المُحكمة ترتدّ تحت القدم
بارعة مثل حدّ فأسٍ يُشقّ به أصل جذع
ولكن بعدئذ، ما يجعل الجسد ينطلق
نحو قوسه التام والذي لا يقاوم
هو قوة تفوق كل الطاقات الجسدية
وهكذا، فإنّ فعلاً يستدعي سرعةً
مع خفّة في الحركة وحيوية

لهو موثوقٌ به أكثر من أي من إراداتنا






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)