عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2014, 11:09 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالاستاذ أيوب صابر شكرا على تفاعلك الجميل مع مقالتي

بخصوص هذا المقطع :
طبعا لا اجدني اتفق مع قراءة الاستاذ ياسر بالنسبة لنص الأستاذة ريم خاصة فيما يتعلق بجزئية رائحة العلبة فالادمان الذي تحدثت عنه الأستاذة ريم أنما يأتي من راحة الأحبة المختزنة في العقد والعلبة التي تحتظنه .. ومن هنا جاء الإدمان على تلك الرائحة ...كما اختلف معه في رمزية ومغزي القصة فانا لا ارى فيها حب للحياة بل اعلان لقرب الأجل او على الاقل شعور كارثي تسبب به انفراط العقد الذي ظل يحمل فال خير الى ان انفرط فكان السواد .

ربما نص جي دوموباسون فيه هذه النظرة القاتمة للحياة الزائفة ، وهذا البحث المضني عن السعادة ، و لكن في نص ريم بدر الدين ، أعتقد أنه نص يستحضر الماضي "الجميل " و في نفس الوقت يعطي الاستمرارية حقها ، و ذلك بقبول التجديد ، قد يكون العقد عندما يحمل صبغة الموروث الثقافي كرمز للماضي ، هو ما يجعل البطلة لا تعمل على ارتدائه كل يوم ، فلا يمكن اعتناق الماضي كلية بل تكتفي بلآلئ الماضي و إشاراته الجميلة ، دون أن تعلن قطيعة نهائية مع العقد لوجود روابط وجدانية تربطنا مع الماضي في كل حياتنا ، فالانسلاخ أمر غير وارد مهما بلغ الإنسان من درجة الثورية ، بل لابد من البناء على القديم لصناعة المستقبل . فعندما تشير ريم بدر الدين إلى صرخة العقد و كسر المشبك و انفراط العقد ، فلربما هي تشير إلى الحرب الطاحنة بين رموز الأصالة والمعاصرة ، بين الماضي التواق إلى الخلود و الحاضر الذي يفرض نفسه بقوة ، لذلك فنهاية الماضي أمر حتمي رغم كل العلاقات الوجدانية التي تربطنا به ، لأن عيش الماضي أمر مرفوض وفق سنن الحياة ، فالزمان مستمر نحو الأمام ، ولا يرجع القهقرى ، و هنا يتجسد حب الحياة . ربما نتأسف ونبكي حين نفقد قريبا كحرص على معانقة ماضينا و ماربطناه معه من علاقة وجدانية حسبناها أبدية ، رغم حزننا عليه و السوداوية التي تملأ دنيانا حين حدوث تلك النهاية ، فلابد من ضوء يلمع في آخر النفق كقبول بالمستقبل و كنظرة تفاؤلية بالتجديد .

بقيت الإشارة فقط أن عقد ريم ، لا ينتحل صبغة قارة في النص ، وهذه هي القوة الضاربة في هذا النص وهو ما أشرت له في نهاية المقال ، بالروح المتحولة للنص .

فالعقد في عمقه يستحضر الماضي ، بإيجابية في كثير من الأحيان ، لكن أيضا بحمولته السلبية في موقع الصرخة و كسر المشبك ..
كما يتقمص العقد أدوارا عدة في ظاهر النص ، منها البعد الجمالي وربطه بقضية المرأة ، الزواج ، وعلاقة المرأة بالزوج قبل الأبناء وبعدهم ، روح الجدة وانتقالها نحو الأم من ثم نحو البطلة ، وغيرها من الدلالات التي صاغت في النهاية هذا النص التحفة .

عميق شكري أستاذي الفاضل .