عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5313
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
09-05-2010, 03:37 AM
المشاركة 1
09-05-2010, 03:37 AM
المشاركة 1
افتراضي لماذا يحدثُ هذا ..!؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
* فداك عمري ووجودي يا أبا القاسم
كدت أن أستصرخ الأحياء .. أن أشهق وأبكي .. كدت أن أفر بمصابي فرار الذي سقطت أنفاسه في غياهب الإختناق .. سعي من هرمت خطاه على دروب الهوان , وتبعثرت قواه في متاهات العجز .. فلا أمل هناك أتوكأ عليه في أعاصير الخزي هذه .. لا سانحة تشفي سقم حزني المتلون بنبرة من العذاب .
أطالع الخبر المتجهم بالويل من جديد ..صفحة بيضاء بأحرف ذات تعابير مظلمة يتوسطها عنوان حارق :
" أين أنتم يا أمة المصطفى ؟ "
أنزلق ببصري إلى السطور المنغصة :
( إنا لله وإنا إليه راجعون .. للأسف لقد نزل الفيلم " فتنة " الذي يسخر من الحبيب محمدعليه الصلاة والسلام , وهولندا تعد العدة لبث فيلم كرتوني إباحي عن أمهات المؤمنين ..)
يا للهول , تتسارع نبضات قلبي بالوجع .. أنكس رأسي بمرارة وأنا أرسل تنهدات بركانية .. أحني قامتي إنكسارآ .. أترنح لجلل الخطب .. وبشاعة النازلة ..
لماذا يحدث كل هذا , وماالداع لأن تتكالب علينا الأمم وتضعنا تحت مجهر المقت .. وكيف وصل الأمر بنا إلى هذا الجرف القاتل من الذل والمهانة .. ؟
أقولها بحنق وبتعابير العويل : أأصبحنا فقط مجرد شعوب باردة بلا عزة أوكرامة , شعوب لا تجيد سوى الأكل والشرب والنوم .. شعوب تمتهن العبث واللهو ثم تنساق وراء الأهواء والملذات .. أمة مهزومة نحن والله .. سليبة .. مغضوب عليها , طالما أن قائدها وسيدها وإمامها يهان على مرأى منا ومسمع ولا نحرك ساكنآ ..
الساعة الآن تقترب من موعد السحر .. آه .. هذا توقيت مناسب لسهام الليل التي لا تخطئ أبدا
( هل من داع فأستجيب له !)
تتغشاني الرهبة , يتردد قول الباري في أسماعي .. وعظامي .. وحتى شراييني , أسكب ماء الوضوء وأسدله على أطرافي كستائر من الطهر .. أرسل طرفآ شاردآ الى السماء ونجوم الليل .. أحدق في البدر ولا أراه .. أهمس بارتعاش :
(( اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك و ....))
يتهدج صوتي بالألم .. تعتلي صدري غصة وأنا اسافر بخيالي إلى السماء السابعة , حيث الملكوت والجبروت .. وسدرة المنتهى , حيث غمام من الجلال يحيط العرش .. وعند أعتاب الكرسي يسجد صوتي .. يستنجد بمكونه :
(( ونعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك .. أنت كما أثنيت على نفسك ))
تنهمر دموعي كسكب من الفزع .. في ركوعي وسجودي .. في تراتيلي وتسليمي , فيخرج الدعاء مبللآ بقطرات من الإستجداء والخشوع :
(( اللهم أنت قلت وقولك الحق ادعوني أستجب لكم .. وأنت علام الغيوب سبحانك .. نشكو إليك ضعفنا وفاقتنا وحاجتنا إلى رحمتك يا أرحم الراحمين ...))
(( اللهم انصر دينك .. ونبيك .. واجعل الدائرة على من يتربص بنا الدوائر ..))
أجهش في بكاء مرير فلا أسترسل إلا حين تسكن نفسي قليلآ بالتوكل :
(( اللهم يا سامع الصوت , وسابق الفوت , وكاسي العظام لحمآ بعد الموت .. أعثنا واانصرنا .. وأعزنا ))
أخرج من صلاتي منهكة .. تعبة .. لكن قلبي ..يا إلهي .. إنه ينعم بالطمأنينة , بات نظيفآ من أدران الهم .. بات يخفق بالفأل والبشر , سبحان الله .. شئ ما كان يوعز إلي بأن أفرح .. خاطر تردى صداه في وجداني .. كصوت خفي يخاطبني بألا أيأس ..
(( إن شانئك هو الأبتر ))
(( إنا كفيناك المستهزئين ))
أجل .. لقد وعد الرحمن حبيبه وأفضل خلقه بأن ينصره منذ مئات السنين .. وسيأتي ذلك اليوم .. ذاك النصر المتوهج إن آجلآ .. او عاجلآ .. سيأتي بمشيئة الله ..
حينها لن نخضع أو نذل ... أبدآ !!
( صلى الله عليك وسلم يا أبا القاسم )
تحيتي