عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2014, 02:48 PM
المشاركة 185
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
( عبدالرحمن العشماوي (2):
3. قصيدة ( مشاهد يوم القيامة ) أثبتها مع طولها لنفاستها:
وقــفت جميع مشاعري تـــــتأمل = وفـــمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقــــــظة = بــــــــــل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فــــما أرى = إلا دخــــــــــــــــانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيـــــــــــولها = نحوي وباب الذهــــن عنها مقفل
أحســــست أن إرادتي مــــسلوبة = وشعــــرت أن مخاوفـي تــترهل
وشــــعرت أني في القيامة واقف = والنــــاس في ساحاتها قد هرولوا
يـــسعون كالموج العنيف عيونهم = مـــــــشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب = والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخــــــــرجت أثقالها وتأهبـت = للحــــشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثــــال الفراش تقاطروا = من كـــــل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحـــــولت من حولهم = عـــــهنا وكـل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حــولي بما في نفسهم = لاه فلا معـــــــط ولا متــــفضــل
كل الخلائق في صعــــــيد واحـد = جمعت فـــــسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بيــــــنهــــم = هـذا بــــــــــــه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بــــــعضهـا = يقتص من بـــعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنــصفت = من بعضها نــزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عــــندهـا = صاح الطـــغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثـــــــــــــلهــا = يا ليتـــــــــنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بــــعدما = نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومــضيت أقرأ في الوجوه حكاية = إجـــــــمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيـــت مالا كنت أحلم أن أرى = حــولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يــندب حـــــظـه = والـدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون الـــــــمألـه نفسـه = يــــسعى بغـير بــــصيرة ويولول
وهـــــناك كسرى تـاه عند إيوانه = مـــترنـح فـي سـيـــــــره متملمـل
وهـــــــناك قيصر نفسـه مكسورة = وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجــــــــــل
وهــــــــنا أبو جهل يراجع نفسـه = عينـاه توحـي أنـه يتـــــــــــوسـل
يــــــارب أرجعنا لنعمـل صالحـا = غير الذي كنـا نقـــــــول ونعمـل
هــيهات قد طوي الكتاب ألم يكن = فيكـم نـبي بـــــــــالهدايـة مرسـل
سبـــــــحان ربك هؤلاء جميعهـم = كانـت لـــــــهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كـــــفروا بمن أعــــطاهــم = ملكـا وعــــاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم = عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانــوا علـى = ربـي وعــــــــد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حـــــولهـم == فاليوم يـــنظر في الأمور ويبطل
واليـــــــــوم يسعـد مؤمـن بيقينـه = واليوم يـــــــشقى الفاسق المتحلل
واليـــــوم يمتد الصراط فمسـرع = نحو النعــــــــــيم وزاحف متمهل
ومحـــــــمل بالذنب زلـت رجلـه = فهوى ونـــــار جهنم تسـتــقـــــبل
فأجلت طــرفي ساعة فرأيت من = أمر القيامة ما يـــــــروع ويذهل
هذا أب يســـــــــعى إلـيه وحيـده = وبـــــــمقلته تــــــــرقب وتـوسل
أبتاه أرهقني الـــمسـير وحاجـتي = شيء يــــــسير لايمض ويثـقــــل
شيء من الحســـنات ينقذني وقـد = خـــــــفـــت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتــــني فيما مضـى = بــــذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبــــــيه عنه مـرددا = نــــــفـسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البــال يسأل نفسه = مــــاذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجــــــــموع حليلة = كانت تفضـــــــــله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويــــــدك زوجتي = فأنا الحبــــيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الـــــــــصبا = أيام كـــــــــــنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي مـــــنزل = مــــــــا كان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقـــــد = خـــــــفت موازيــني وفيك أؤمـل



قـــــــــــالت له والهـم يشعـل قلبهـا = لــــــــــهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنـــــــت رفيق عمري إنمـا = نــــفسي أحـــــق بما تقول وأمثـل
ومضى كســيف البال حتى لاح في = وسط الزحـــــام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يـــــــركـض نحوهـا = جـــذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحـــــــــشائهـا وتحملـت = مـــــن أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه يا أمــــــــــــــاه مـدي لي يـدا = فـــــــــــلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الـــــــحسنات ينقذني وقد = خفـــــت مــوازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمـــــــع يغلب صـبرها = نـــفسي أحــــق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحــــــظة فرأيت مـا = لا تــــستريح لــه النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قــــــــد مشـوا = مــــــشيا ثــقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يـــدري بهم : = أهــــل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يــــــتورعـوا = عـــــن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ما صدهم عن أكلـه بـــــــــــطلانـه = وكـــــــذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالــــــــــــذي = يــــجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يـــــــحيـط برأسـه = طـــــوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التــعيس ؟ فقال لي = من عـــــــــــنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العــــهود وعاش في = دنــــــياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه = واليــــوم يجـني ما ثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يـــــــــــــقابلـه هنا = سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيـــــــــت قومـا يدعسون كأنـهم = نـــمل وقد ذاقـــوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البـــــــــــائسـون أراهـم = هـــانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كــــــــــل مختـال لـه = فــــيما مضى كـبــر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصــــر ناظري = رجل يساق الى الجحيم ويعتــل

ووراءه امــــــرأة يحـــــــيـط بجيدهـا = حـــــبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشـــــــقي وهـــــــذه = تـــــجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجــــــــتـه الـــــــتي = كانــت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لــــــــــــناظـري = روض وأزهـــــــار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربـــــــــها = مسك بمــــــــاء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجـــه مـــــــــشـرق = كالشمس ساطـــعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخـــــــــــــــمـر لـذة = للشاربـين وشربــــــــهـا لايثمـل
وبناؤها من فـــــــضـة من فوقــــــهـا = ذهب وعند الله مــــــا هو افضـل
أقـل من فيهـا نصيـــــــبا حـــــــــظـه = أضعاف دنيانا وربـــــــك يجـزل
رأيت فيها السـاكنين ربـــــــــــوعهـا = نحو الجنان وفي المنــازل أنزلـوا
على الأرائـــــك يــــــجلسون حديثهم = مستبشرين بما رأوه وحــــصلـوا
يتذكرون حـــــــــــــوادث الدنيا الـتي = صمدوا لها وعلى الإله توكـــلـوا
طوبى لكم هذي مـــــــــــــنازلكم فمـا = خابـت مساعي من يجد ويـــعمل
أجلت طرفي في الوجوه فــــــلاح لي = وجه بدا وكــــأنما هـو مـــــشعـل
وجه الرسول يشع نورا صـــــــــادقـا = قد جاء في حــــــلل السعادة يغفل
ورأيت أصحـاب الرسول وقد مضوا = نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيــــــت مؤمن آل فرعـــون الـذي = نبذوا .. وصــــــفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لا تــــــــــسـأل فمـا = مـــــثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نـــــــــهر كأن الـــــــدر يجـري بينـه = أو أنـــــــه الـــنور الذي يتسلسـل
سبــــــــحـان ربك هاهنا حصل الذي = ما كــــان لولا فضل ربك يحصل
ورفــــــعت طرفي لحظة فرأيت مـن = لاشيء يـــــــــشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـــــــــــــــــى للخـلائـق كلهـا = فتواضعـــــــوا لجــــلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلــــــــهجون بــــذكـره = والكـــون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فـــــــــحاولـوا = أن يــــــسجدوا لكـــنهم لم يفعلـوا

وعــلمت إن الله يمــــــهـل عبــده = عــــــطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهــــنا وقفت وفي فؤادي دوحـة = تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها = عذبـا ويـــشدوا في رباها البلبل


و أخيرا أختم بمقارنة العشماوي بين أدب الحداثة و الأدب الإسلامي :
( الحداثة هي: التمرُّد على الثوابت الدينية والثقافية والفكرية والاجتماعية وعدم الالتزام بالمعطيات الإيجابية للسياق التاريخي للإنسان، وإحداث صدمة حضارية تحول مسار الإنسان من الالتزام الواعي، إلى الانطلاق المتمرِّد.

وبعكس ذلك يأتي مدلول مصطلح الأدب الإسلامي، فهو يقوم على الالتزام الواعي بالثوابت وبمعطيات السياق التاريخي الإيجابية، مع تحقيق التجديد والمعاصرة بصورة أدبية مشرقة بعيدة عن التمرُّد والغموض والإبهام.)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا