في حروب هذه الايام يمكنك ان تعرف حجم الموت والدمار الذي سيصيب منطقة من طبيعة الحملة الاعلامة والتهيئة التي تسبق المعركة، ويمكنك ان تجزم بانه كلما كانت التهيئة اشد فان القتل والدمار سيكون اعظم.
والذي يشاهد الاخبار منذ ايام يمكنه ان يستنتج بان الموصل سوف تذبح بلا رحمة، وتدمر بلا هوادة وبحجة وجود الإرهابين ومقر قيادتهم وعاصمتهم وآخر مقر لهم في العراق ، وسوف يتم سحق المدينة بصورة وحشية تفوق ما حدث في تكريت والرمادي والفلوجة، والشاهد على ذلك ان حجم التهيئة في هذه المعركة والحرب الاعلامية وسوق المبررات غير مسبوق.
ومما سيزيد من وحشية الدمار في معركة الموصل هو ان القوة المهاجمة لا يمكنها ان تخسر هذه المعركة مهما كان الثمن، فخسارة معركة الموصل يعني خسارة كل الدول المشاركة في هذه المعركة، وهذا ما لا يمكن لهذه الدول ان تسمح به حتى لو طالت المعركة لسنوات وتم استنزاف تلك القوات، فمثل هذه الخسارة تمثل زلزالا مدمرا يتبعه تسونامي يمسح هذه الدول عن الخريطة على المدى المنظور.
ولان المعركة تأتي في وقت حاسم بالنسبة للحكومة الامريكية فيمكن توقع ان هذه المعركة لن تطول وستحاول القوات الامريكية ان تسجل انتصارا سريعا وكاسحا يحسب لحكومة الديمقراطين في صناديق الاقتراع حيث ستجري الانتخابات القادمة في اقل من شهر من الان .
طبعا اكثر ما سمعناه في أسطوانة التبريرات وحرب التهيئة هو حرص الجهات المهاجمة على المدنين، وكم ستبذل كل الجهات من جهد من اجل سلامتهم.، حتى انهم تركوا لهم الجهة الغربية بدون قوات عسكرية سوى ما يسمى بالحشد الشعبي. لكن الوقائع تشير الي ان المدنين سيذبحون في هذه المعركة بلا هوادة وكما تذبح الخراف او اشد ذبحا.
وذلك لعدة اسباب منها انهم لن يسمح لهم بمغادرة المكان اصلا وسوف يتعرضون للذبح اذا حاولوا من قبل الإرهابيين وسوف يستخدمون كدروع بشرية.
وسوف يذبحون من قبل بعض العصابات الطائفية التي يطلقون عليها اسم حشد شعبي وهذه العصابات لديها الكثير من المبررات وعلى راسها المبررات التاريخية والمذهبية التي ساقها احد قادة تلك المليشيات في تصريح له وعلى اعتبار ان معظم سكان المدينة من احفاد فلان وعلان .
ولا ننسى ان المنطقة هناك متعددة القوميات وهذا يعني حروب انتقام قومية وربما يقوم الكرد بتصفية العرب مثلا لكي تخلوا الارض منهم قبل اعلان دولتهم الموعودة، بينما يذبح الاتراك الأكراد لكي يمنعوا قيام دولتهم الكردية.
وهناك عوامل اخرى كثيرة وطوائف وقوميات ومذاهب وديانات اكثر ستكون سببا في قتل المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعركة والذين لا يجدون مكان يهربون اليه حتى لو أرادوا وذلك بشهادة مراسل السي ان ان ، الذي كان يتحدث قبل قليل من ارض المعركة.
وكلما تأخر تحرير المدينة المزعوم كلما ارتفع مستوى التهديد على المدنين، الذين سيموتون جوعا وعطشا اذا لم تقتلهم الشظايا والحراب وجنازير الآليات العسكرية.
ولكن الموت الذي سوف يسحق الأغلبية من سكان المدينة الذين لا حول لهم ولا قوة فسوف يأتي من السماء، لان القصف الجوي سيكون العامل الاهم في التهيئة لحسم المعركة بسرعة كبيرة ، ولن يتردد الأمريكان ومن لف لفهم في استخدام اكثر الإسلحة فتكا في تحقيق مقاصدهم ، ومن ذلك اسلحة الدمار الشامل وكما حدث في معركة مطار بغداد، خاصة ان توقيت المعركة لا يترك لهم خيارا بهذا الخصوص.
لذلك كله يمكننا ان نستنتج بان الموصل سوف تذبح عن بكرة ابيها وامها وخالتها وخالها واولاد عمها، ولن أفاجأ شخصيا اذا ما ألقى المهاجمين على المدينة نارا من السماء مثل تلك النار التي سبق وان القيت على جزر اليابان فحسمت المعركة دون اي اعتبار لسكانها المدنيين في حينه.
رحم الله مدينة الموصل وسكانها المدنين الذين هم ضحية لهذه الحرب الظالمة واسكنهم جنات النعيم. ولا حول ولا قوة الا بالله.
*