مرابع الطفولة
مرابع الطفولة
رأيتُكَ الصرحَ يا أعجوبـةَ الزمـنِ = يا أرض مهدي وأجدادي أيـا وطنـي
يا لوعة الهجر ِحين الحبّ يعْصفُ بي = حتّى تناثـرتُ بين الشوقِ والشجـنِ
أعمى العيونَ من الأحزانِ مُغترَبي = وأشعلَ الشيبَ مِن وَجْدِي وأسقمني
ما ذاقت النفسُ أقسى من تغرّبها = حتّى بكاها الأسى من غِلظةِ المحنِ
أصبّرُ النفسَ ما عادت تطاوعني = فالشوقُ شبّ اللّظى في البالِ والبــدنِ
غادرتُ أرضي طريدًا دون راحلةٍ = كعابرٍ للفلا سيرًا بلا مؤنِ
إلى الطفولــةِ حنّ القلبُ في جـذلٍ = واشتاقت الروحُ كالأطيارِ للفننِ
يَجوبُ نفسي أريجٌ في تَجَوُّلِهــا = عَبْرَ البساتينِ والأزهارُ تَبْهَرُني
تشدو البلابـلُ حولي لحـنَ أغنيــةٍ = ويغسلُ الثوبَ ما يَهمي مِنَ المُزُنِ
صوتُ الضفادع يعلو صوتَ ساقيةٍ = ونغمةُ الماء عند السقْيِ تطربني
أشتـاقُ للخبزِ من تنّورِ والدتـي = لأينعِ التمرِ في صحنٍ مع اللبنِ
لجارتي في بلوغي والهوى مَلِكٌ = للعين تبدو كوجْهِ البدرِ في الدُّجنِ
إلى ردائي ونعلي زُيّنا رُقعًا = من كلّ نَسْجٍ ولكن دونما درنِ
إلى القراءةِ والألوانِ في كتبي = إلى الحسابِ ودرسِ الدينِ والسنـنِ
أشتاقُ للـدارِ والحيطانِ أمـلؤها = بألفِ حلمٍ رسوماً جمّلتْ سكني
يمضي بي الدهرُ كالأمواج مرتحلاً = حتّى تعـايشتُ بيـن البؤسِ والمِننِ
ما غيّر الهجرُ نهجي أو ذرا قيمي = ولا طواني النوى وهنًا على وُهُنِ
أُآزِرُ الصبرَ حين الهمّ أنهكُـه = كالماسِ عزمي بنارِ الصهرِ لم يلـنِ
مَن ارتضى وطنًا غيرًا لموطنه = كمـسْتعيْضٍ عن الأعطارِ بالنتــنِ
لا يُعرف الحبُّ إلّا بعد تضحيةٍ = ولا يقـومُ بنـاءٌ دونما ثمــنِ
فما جَنَيْتُ بُعيد الهجرِ مغتنمًا = ولا كفاني فسيحُ الأرضِ والمدنِ
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 06-14-2021 الساعة 10:05 PM
سبب آخر: استبدالٌ بناءً على طلبِ الشاعر