احصائيات

الردود
8

المشاهدات
5384
 
أميمة محمد
من آل منابر ثقافية

أميمة محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
41

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Aug 2017

الاقامة

رقم العضوية
15340
02-17-2018, 09:42 AM
المشاركة 1
02-17-2018, 09:42 AM
المشاركة 1
افتراضي قراءة في "كف بلا أصابع" للقاصة صبا حبوش
قراءة في "كف بلا أصابع" للقاصة صبا حبوش

تقرأها، فتشدك بسرد متماسك، فلم يفلت القلم حين الكتابة ليترك فراغات يتسرب منها تفكيرك فيحدثك بالمغادرة كما يحصل عندما تقرأ لقصة لا تجد فيها إلا رص جمل متوالية تزاحمت فيها الكلمات ولم تصطف في صف فتربكك في فوضى فكر
مشهد أول مبهم نوعا، حدث ألمّ بطفل.. هل هو رضيع؟ لم أتصور أو تصورت واستبعدت. كل شيء سلس حتى موعد الرصاصة... رصاصة كأنها اخترقت النص...فلم يكن صوت عصا أو صوت جهوري لأحدهم
"وهبطت فوق دمي المتجمّد ككأس ماء يغلي" تعبير يستوقفك، رضيع ترك لأيام دون أن يفارق الحياة.. كيف حاله.. أي أعجوبة تعيده إلى الحياة؟!
ها هي الحياة تتسلل للطفل من جديد حتى إن تسمية المرأة حنان ليس عبثا...
وما أجمل الحديث وهو يدور "-أنت جميلٌ بخمسة أصابع أو عشرة يا حبيبي"
كأمومة تتجسد بمعانيها وحنانها.
تشدك القصة وهي تسلط الضوء على طفلٍ في العاشرة، قلقه، ومخاوفه، وتساؤلاته وشتات انتمائه
موفق التدرج من الماضي للحاضر ومن غيبوبة المهد لبراءة طفولة ضائعة أو تكاد حين اكتشاف الحقيقة محض صدفة من أقران أشقياء ليس همهم إلا معايرة الصبي ليكتشف حقيقة مهولة في حياة أحدهم أنه بلا أب وأم حقيقيين فلم يك أو سيكون مثل بقية الأطفال
القصة تترجم لنا جريمة تقترف ويصبح الطفولة والآدمية ضحيتها فتسلط الضوء على حجم القضية والفاجعة
لم يكن للقصة حيلة في المعالجة إلا الكشف عن عمق مأساة وروح ضحية فيها إدانة لجرم لا يبرأ أصحابه ولو لم تدينهم الجريمة وطال ظلمهم أكثر من أنفسهم.. الطفل والمجتمع والإنسانية.
المقطع الأخير من القصة والنهاية شاعرية لافتة كقصة قدمت مشاعر إنسان في حالة خاصة كما ينبغي... للشعور بما شعر به فرسخت عندي أنها تستحق القراءة وأكثر
تتألق القص لبعدها الإنساني ولغتها الشاعرية، غموضها، تسلسلها..شخصياتها..الرمزية فيها، الرجل المخمور، الغرفة الرطبة، مرآتها!..
والكلب والأصابع ليبقيا وصمة لكلب ينهش وأصابع لا تهمة لها إلا عنوة الوجود والبراءة.
ــــــــــ
ملحوظة: هي قراءة وليست دراسة وأرجو أن يكون هذا هو الركن الأمثل
سأضيف القصة بإذن الله


هذا هو الرابط لمن يحب ان يطلع على القصص المشاركة في مسابقة منابر للقصة القصيرة للعام 2017 والتي فاز بها قصة " كف بلا اصابع" :
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24298

---
وهذه قصة كف بلا اصابع موضوع القراءة اعلاه :

وهذه هي القصة التي فازت بالمرتبة الاولى من مسابقة منابر ثقافية الاصدار 2017 فهي :

القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :
كفُّ بلا أصابع
القاصة صبا حبوش

خرجتُ من بين أكوام الحجارة بصعوبةٍ كبيرة، كان عليّ تمزيق كيس القماش الغليظ؛ لأتمكن من الهرب خارج العتمة و إبصار النور، أصابعي لم تكن قوية بما يكفي للقيام بهذه المهمّة.

كنت هشّاً من الداخل قبل الخارج، تصدّعتُ كليّاً حين علمت مَن أكون وكيف صرت، ما يهمّ الآن كيف خرجتُ من القبر القماشيّ الذي أرادوه لي؛ صرختُ طويلاً دون جدوى، لم يسمعني سوى كلب ضال كان يبحث في تلك الليلة الكانونيّة المثلجة عن كيس قماش بداخله فريسة ، وكنت أنا سيء الحظ وليمة جاهزة بجانبه؛ بدأ يحفر بأنيابه طرف القماش، دون أن يدري أنّه ينبش جزءاً من قدمي اليمنى، غير آبهٍ لاستغاثاتي و آهاتي المتواصلة .

حين اقترب فمه من وجهي، أغمضتُ عيني و استسلمت لسكون يسحبني معه إلى الأبد، و في غمرة أفكاري المضطربة ، سمعت صدى رصاصة دوت فجأة، و هبطت فوق دمي المتجمّد ككأس ماء يغلي ، حينئذ ابتعد فم الكلب عنّي ، وبدأت رائحته القذرة بالتلاشي شيئاً فشيئاً، ورغم ذلك لم أتوقف عن البكاء ، ربما من الغبطة أو البرد ، وربما من الاثنين معاً .
شيء ما أحاط بجسدي المرتعش بغتة ، دفء كان يتسربل من خارج الكيس المثقوب إلى داخله، بدأ الضوء بالانتشار فوق وجنتي، وتقوّضت مساحات العتمة حولي، سمعت صوت بكاء وعويل يهتزّ داخل أذني ، ولم أعد أشعر بأيّ شيء؛ دخلتُ في سبات ألم عميق.

كانت صحوتي غريبة جداً بعد تلك الليلة ، روائح طعام لذيذة تعجّ المكان، نسمات دافئة تداعب جروحي المضمّدة بحنوٍ ، وصدر مليء بالأمان يضمّني كلّ ليلة قبل النوم وعند الاستيقاظ.
بدأت أكبر يوماً بعد آخر ، ولاحظت أنّ جميع الأطفال الذي يلعبون معي يمتلكون عشرة أصابع ؛ إلا أنا أعيش وألعب بخمسةٍ فقط، ذات ليلة كنت جالساً قرب ماما حنان نتناول طعام العشاء ، اقتربتُ منها قليلاً وهمستُ في أذنها :
-ماما لمَ لا أملك أصابعاً في يدي اليمنى كما اليسرى ؟
لم أفهم حينها سبب بكائها ، اكتفت بالصّمت وضمّتني إليها، وهي تربت على ظهري الغض وتقول بصوت متقطّع:
-أنت جميلٌ بخمسة أصابع أو عشرة يا حبيبي.

في أحد الأيام خرجتُ للعب مع أطفال الحي كما اعتدت ، نلهو بكرة القدم أو لعبة المطاردة ، رميت أحد الصبية دون قصدٍ مني، فارتطم وجهه بحافة الجدار ، سرعان ما استشاط غيظاً وبدأ بالصراخ، كان الغضب يحفر فوق لسانه كلمات غريبة على سمعي ، أشعلت الشرارة الأولى للنار التي توهّجت داخلي فيما بعد ؛ كان يصرخ بأعلى صوته أمام الجميع :
-لاعجب من فعلتك ، وقد عشت بين النفايات مع الحشرات والكلاب الضالة أياماً وأيام .

عند عودتي إلى المنزل رويت ما حدث لماما حنان ، وكعادتها لم تنطق كلمة واحدة ، حضنتني وأجهشت ببكاء لا انقطاع له ، قررت ذلك اليوم أنا صاحب الأعوام العشرة أن أبحث عن قصتي التي يعرفها الجميع دوني ، بحثت في الغرف ودروج المكتب ، لكنّي لم أعثر على شيء يجيب على تساؤلاتي الداخلية.

فوق رفوف المخزن داخل القبو المظلم ، وجدت حقيبة صغيرة ، أخفتها ماما حنان تحت صناديق خشبيّة قديمة ، في زاويتها صورة لي وأنا صغير ، وقماط أبيض اللون ممزّق من طرفين متقابلين ، خلفه مرآة كُسر نصفها ، وارتصف الغبار فوق سطحها ككثبان من رمل ، ظهر لي داخلها طفل صغير لم يُغسل من دماء ولادته ، بل لُفّ بقماشٍ أبيض على عجل، وفي عتمة الليل وضعته امرأة لا وجه لها بين نفايات حيّ بعيد ، أشرقت فوقه الشمس مرات عديدة لكّنه لم يرَها ، كان مغلّفاً كخطيئة لا ينبغي أن تبصر النور ، جاء كلب جائع قربه ، قضم شيئاً منه ومضى إلى وجهة أخرى ، ومع ذلك لم يمت ، ظلّت الروح تنتفض داخله وتصارع البرد والألم ، حين عثروا عليه كان بلا كفّ ، أصابع يده اليمنى استقرت في معدة كلب فارغة ، بينما أصابع يده الأخرى كانت تمسك مرآة بنصف وجه، تضغط فوق حوافها الحادّة بغضب ، فيظهر نصفها المفقود داخل غرفة رطبة يخرج منها رجل مخمور يتسكّع خلف الجدران ، وفتاة حزينة حطّمت مرآتها وحولتها إلى شظايا؛ حين أحسّت بركلةٍ ما داخل أحشائها ، وصوت رجل يصرخ عالياً داخل أذنها؛ " لا شأن لي أيتها العاهرة!
".
بقلم القاصة صبا حبوش



التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 02-19-2018 الساعة 10:01 AM
قديم 02-18-2018, 08:57 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
كف بلا أصابع ..
عادة النص الذي لا تنساه .. ذلك الذي يترك فيك أثراً ولا تنساه مهما مرّ من وقت على قراءته
وكانت قصة ( كف بلا أصابع ) من تلك النصوص

قصة نالت على إعجابي ,,,
ولعلها كانت من أكثر القصص التي شدت انتباهي
أشكرك عزيزتي أميمة على هذه القراءة
رائعة أنت كما صبا كاتبة القصة
تحية ...

قديم 02-19-2018, 09:51 AM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذة اميمية على هذه القراءة الجميلة.

لعلنا نحظى بمزيد من القراءات للنصوص.

قديم 02-19-2018, 09:53 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذة ناريمان على مرورك الكريم وكلماتك الطيبة.

نحن بحاجة لتفعيل منبر الدراسات فمثل هذه القراءات والدراسات تعود بفائدة عظيمة على المهتمين بالادب والذين يسعون لتطوير قدراتهم وفنيات وادوات الكتابة لديهم.

قديم 02-21-2018, 09:02 PM
المشاركة 5
أميمة محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
كف بلا أصابع ..
عادة النص الذي لا تنساه .. ذلك الذي يترك فيك أثراً ولا تنساه مهما مرّ من وقت على قراءته
وكانت قصة ( كف بلا أصابع ) من تلك النصوص

قصة نالت على إعجابي ,,,
ولعلها كانت من أكثر القصص التي شدت انتباهي
أشكرك عزيزتي أميمة على هذه القراءة
رائعة أنت كما صبا كاتبة القصة
تحية ...

السلام عليكم أختي الفاضلة الأستاذة ناريمان الشريف
قصة كف بلا أصابع قصة تثير المشاعر وتشدك بتميزها في طريقة العرض
وأجمل الشكر لك والامتنان بعده
تحية وتقدير

قديم 02-21-2018, 09:07 PM
المشاركة 6
أميمة محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذة اميمة على هذه القراءة الجميلة.

لعلنا نحظى بمزيد من القراءات للنصوص.
وبدوري أشكرك الأستاذ الفاضل أيوب صابر
وأشكر لك إضافة النص والرابط
بيد أن قراءتي مقصرة والقصة تستحق القراءة والتامل ففيها مخاطبة الوجدان والعقل والواقع
وفيها الحبك القصصي والعقدة والضوء
تقديري واحترامي لاهتمامك الكريم

قديم 02-24-2018, 04:13 AM
المشاركة 7
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة رائعة أستاذة أميمة ..
شكراً لمجهودك ومنك نستفيد ونستزيد..

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 02-24-2018, 04:14 AM
المشاركة 8
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحياتي أستاذتنا ناريمان ..
أسعدني تعقيبك ورأيك.. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 03-25-2018, 07:08 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة في قصة صبا حبوش "كف بالا اصابع" :

خرجتُ من بين أكوام الحجارة بصعوبةٍ كبيرة، كان عليّ تمزيق كيس القماش الغليظ؛ لأتمكن من الهرب خارج العتمة و إبصار النور، أصابعي لم تكن قوية بما يكفي للقيام بهذه المهمّة.

- يبدأ الادهاش في هذه القصة من العنوان ، فلا شك ان العنوان يشد المتلقي لمعرفة الحكاية وراء هذا الكف الذي بلا اصابع، فلا بد ان وراء غياب تلك الاصابع حكاية مثيرة ، والأصابع هي أداة حاسة اللمس مما يعني ان القاصة حفزت المتلقي لنص مشوق حد الادهاش ولم تتوان في تحفيز حاسة اللمس لديه من خلال الحديث عن اصابع الكف لترتفع حدة التشويق حتى قبل البدء بقراءة النص.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قراءة في "كف بلا أصابع" للقاصة صبا حبوش
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة دلالية في ومضة الكاتبة الأردنية رندا المهر "جاهلية" قراءة دلالية فنية – أيمن در أيمن دراوشة منبر القصص والروايات والمسرح . 1 12-20-2020 12:11 AM
تحليل رواية "نساء بلا ذاكرة" للقاصة هدى درويش، بقلم الناقد: عبد المجيد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-27-2014 11:14 PM
التحليل الأدبي لقصة "صباح الدم" للقاصة مريم الضاني بقلم : ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 02-25-2012 02:56 PM

الساعة الآن 02:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.