قصيدة "ملحمة العشق" ..
*ملحمة العشق*
أَشْعُرُ بِحُبِّكِ يَهْمِسُ في قَلْبي .. يُشِيرُ إليَّ ... يُنَادِيني
يَمُدُّ إليَّ حَبْلاً مُغَلَّفَاً بِالْيَاسَمِينْ
يُهَدْهِدُنِي ويُوَاسِينِي
يَنْتَشِــلُنِي مِنَ الضَّيَاعْ
يُدَغْدِغُ رُوحِيَ العَطْشَى
ويَعُودُ عَلَيَّ بِالْأَمَانْ
يَــــــــــــــــا حَبِيبَ الأَمْــــــــــــــــــــــــسِ
مَــــــــــــازِلْتَ في قَلْبي تَهِيـمْ
مَاكِثٌ فِيهِ عَلَى الدَّوَامْ
أنْتَ لي مِثْلَ أَعْنَابٍ في الْكُرُومْ
تَعَـالَ إِليَّ .. قُلْ لي بِرَبِّـــكَ ..
أَمَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا آنَ الأَوَانْ ..!
عُمُرٌ مَضَى .. وأَنَــا مَــازِلْتُ هُنَــاكَ
أَنْتَظِرُكِ عَلَى الرَّصِيفْ
هُنَــــــــا كَانَ أَوَلُّ لِقَـــــــــــاءْ
هُنَا بَدَأَتْ سَـــعَادَتُنَــا
أَتَذْكُرِينَ كَيْفَ تَشَابَكَتْ نَظَرَاتُــنَــا
وكَيْفَ تَجَمَّدَ الزَّمَنُ فِينَــا
صِرْنَا وكَأَنَّــنَــــــــــــا وَهْمٌ بِغَيْمَة
نُحَلِّقُ عَالِيَــــاً في عَالَمٍ مِنَ الْبَهْجَة
صُغْنَاهُ بِعَاطِفَةٍ خَجُولَة
لَقَدْ مَلَكْتِ عَلَيَّ قَلْبِي وتَفْكِيرِي
بِدُونِ جُــــــــــهْدٍ مِنْكِ أَوْ تَعَبْ
لَسْتَ أَنْتَ مَنْ عَشِــــــقْ
بَلْ هُـــــــــوَ قَلْبي الْمُحْتَرِقْ
يُطَالِعُني صُبْحَ مَسَــــــــــاءْ
يُنَادِيكَ لَا .. لَنْ نَفْتَرِقْ
وبَعْدَ ذَلِكَ .. يَــا وَجَعِي .. فَقَدْ حَصَلَ الْبُعَادْ كُـلٌّ كَــــــــــــــانَ لَــهُ طَرِيــــــــقْ
قَالُوا لَنَــا .. مَالَكُمْ مِنْ نَصِيبْ
هَكَذَا تَفْعَلُ الْمَقَادِيرْ
حَاوَلْنَــا أَنْ نَقْبَلَ الْاِنْفِصَالْ
قُلْنَا كَمَا قَالُوا .. إِنَّمَا هُوَ النَّصِيبْ
وَلَكِنَّ الْقَلْبَ لَمْ يَرْضَ أَبَدَاً .. وَانْتَفَضْ
وَكَذَلِكَ الرُّوحُ ذَابَتْ وانْذَوَتْ..
إِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَعْنَى الْغَرَامْ..
.. حُبُّكُمْ هَذَا قَدِيمْ
.. لَا يَلْزَمُ أَنْ تَعِيشُوا عَلَى ذِكْرَاهْ
.. اِمْضُوا في حَيَاتِكُمْ ..
.. وَافْتَحُوا أَمَامَكُمُ الطَّرِيقْ
.. سَــتَتَعَرَّفُونَ يَوْمَاً عَلَى الْفَرَحْ
فَعَلْنَا كُلَّ شَيْءٍ .. وكُلَّ مَا طَلَبُوهُ مِنَّــــا
وَلَمْ نَشْعُرْ يَوْمَاً لَا بِالسَّعَادَةِ تَأْتِينَـــــا
وَلَا بِــالْفَرَحْ
الْحُبُّ مَازَالَ مَغْرُوسَاً في الْحَشَايَـــا
تَغَشَّاهَا مَرَّةً .. وَمَكَثَ فِيهَـــا لَا يَغِيبْ
وَنَمَا وَتَشَعَّبَ يَوْمَاً إِثْرَ يَوْمْ
وَأَصْبَحَ وَارِفَ الْأَوْرَاقِ وَالغُصُونِ والأَلَمْ
اِصْبِرْ يَا حَبِيبي .. اِصْبِر يَـا غَرَامِي ..
لَكِنَّ خَوْفِي أَنْ يَكُونَ قَدْ فَاتَ الْأَوَانْ
يَـــا سِــنِينَ العُمْرِ .. أَدْبِرِي
وَلَا تَطْوِي الزَّمَانْ
تَمَهَّلِي قَلِيلَاً ..
.. تَمَهَّلِي لِأَجْلِنَــــــــــا ..وَلَا تَتَعَجَّلِي
فَمَا زَالَ في غَرَامِنَا حَيَاةٌ وَ حَنِينْ
مَازِلْنَــا نَتَمَنَّى ، وَ نَــأْمَلُ ، وَنَنْتَظِرُ الصَّبَاحَاتْ
هَلْ تَعَجَّلَ الْعُمُرُ فِينَا حَقَّاً وَفَاتْ ..!
نَعَمٌ نَعَمْ .. فلَقَـدْ مَضَـــــــى وَئِيـــــدَاً ..
والْأَعْمَارُ ،كَمَا تَعْلَمُونَ، لَا تَنْتَظِرْ ..
دُنْيَانَــــــــــــــــــــا تَسِــــــــــــيرُ وَنَحْنُ فِيهَــــــــــا مَاكِثُـــونْ
نَحْزَنُ ، نَغْضَبُ ، نَخَافُ ، وَنَبْقَى كَاظِمِينْ
دَوْمَــــــاً تُفَاجِئُنَـــــــــا .. بِحُلْوِهَـــــــا .. وَمُرِّهَـــــــــا
تُفَاجِئُنَــا .. وَلَيْسَ لَهَا مِنَّـــا إِلَّا الْخُضُوعْ
اِقْتَرَبَتِ النِّهَايَةُ وَلَيْسَ هُنَالِكَ مِنْ خُلُودْ
فَالْعُمْرُ يَمْضِي .. وَنَحْنُ دَاخِلَ السَّفِينَة
تُؤَرْجِحُنَا في الْيَمِّ لِحِينَ الْخُرُوجْ
وَلَيْسَ أَمَامَنَا إِلَّا صُورَةَ ذِكْرَى
لِحُبٍّ مَضَى .. وَعَيْــــــــــشٍ رَغِيدْ
أحمد فؤاد صوفي – اللاذقية - سوريا
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد فؤاد صوفي ; 06-06-2023 الساعة 05:45 PM
سبب آخر: تكبير الخط