ومُـــــدّي راحـــتــــيــك إلـيَّ لــطــفــاً
لألــــثــــمَ فــيــهــمــا وَرداً وفــُـــلا ّ
عـلـى درب الـشـقـاء خـُطـاك خـطـَّـت
ســطـورَ الـصـبـر والإيــمـانُ أمـلـى
ســـنـيُّ شـــقـائك الـظـمـأى تـلـظـَّـت
وزمــزمُ مـن جـبـيـنـك ســال ســيلا
عـلـى نــول الـمــواجــع والـمــآســي
لــنــا الآمـــالَ قــد أحـســنـتِ غــزلا
وكــنــتِ لــنــا عـلـى الأيـــام عـــونـاً
إذا هـي كـــشّــرت نــابــاً و نـَـصــلا
وكــنـتِ إذا مـطــالــبــنـا اســتـحـالـت
تـجــود حــســيـرة ًعـيـنـاك هَـــطـلا
وإن حـــط َّ الــسـَّـقــام بــنــا رحـــالاً
تـمــنـّـيــتِ الــفِـــدا بـالــروح بَـــذلا
فــــــؤادك واحـــــة ٌ فــيهـا نـَعِــمـنـا
وآيــة حــبـِّـنـا بـالـنـبـض تــُـتــلــى
شــتـاتَ هــمـومـنـا لـمـلــمـتِ عــبـئـاً
مـــع الأيــــام كـــم يــــزداد ثـِــقـْــلا
إذا خــطــواتــنــا عـــثــرت وزلـَّــــت
فـوحـدك مـن نـؤمِّــل مــنـه نــشــلا
وكــيـف حــيـاتــنـا لــولاك تــصــفــو
وغــيـرك مــن تــراه يــلــمُّ شـــمـلا
أفـــتـِّــشُ عــنـك في كــل الـــــزوايــا
وفي عــيــنــيَّ تــمــتــدّيــن حَـــقــلا
أمــامــك تــنــطــوي الأيــــام عـَـــوداً
فـأحــســب أنـنـي مـا زلـــت طــفـلا
فـكــم أغـصـانُ كــفـك فــوق شـعــري
تــدلـَّــت واســتـراحـت فـاســتــظـلا !
وعــــذب حُـــدائــك الـــرقـــراق لـمّـا
يـزلْ في مـسـمـعي ، لن يـضـمـحلا ّ
وتـعــبـقُ ريــحُ خــبــزك مــن بـعــيـد ٍ
فــهـلا ّعـــاد ذاك الــعــهــد هــــلا ّ
أنـا الـتـلـمـيـذ مـن مـهـدي لـلــحــدي
أبــــدِّدُ بـالــتــعــلــم مــنــك جَــهــلا
إذا عــنــّي بــنــو الــدنــيــا تـخــلـّـوا
فــمـــن إلاّك أوقِــــــن ُ أن يــــظـــلا
أفـــــرُّ إلـــيــكِ مــن زمــــن ٍ ظـَـلـــوم ٍ
يـكــيـل ليَ الأســى والــحـزنَ كــيـلا
فـمــنـّي تــســخـر الـــدنــيــا لـَـعــوبـا ً
وتــمـــزجُ دائـــمــاً بـالــجــدِّ هـَـــزلا
فـتــضـحــك لـي وتــدعــونـي إلــيـهـا
وتــنـهــر لـهــفـتـي فـتــقــول : كـــلا ّ
وإنـي كــلـمــا اســـــودّت وضـــاقــت
عــلـيَّ ، أرى ضــيـا عــيـنـيـك حـــلا ّ
إذا مــا الــشـــرُّ بـعــثــرنـي رُكــامـــاً
وشـــيـَّد فـــوق أنـقــاضـي وأعــلـى
ولــم يـمــســس حِـمـاك ِ بأي ضــــرٍّ
فـحـســـبـي ذاك إنــصــافــاً وعَـــدلا
تــحــنُّ إلـى حــنـانـك بـــيــدُ روحـــي
وإن غــيــومــه بـالــغــيـث حُــبـلـى
وجــرحــي ســــاهــرٌ يــأبــى رقــــاداً
إلـى أن نـلــتـــقـي فـعــسـى وعــــلا ّ
مـتـى ــ أمّـــاهُ ــ حــضـنـك يـحــتــويــني
وتـجـلـو بـســمـة ُ الإصــبـاح لـــيــلا
ســأبـقـى ما حــيـيـت إلــيــك أحـبــو
لأنـعــمَ بالـشـــذا والــنــور غـُـسـلا
غـزلـتُ لك الـقـصـيـدَ بـنـبـض قـلـبي
ســيـبـقى خـالـداً هــيــهـات يــبــلى