+ من أمثال العرب وشروحها +
هذه بعض أمثال العرب وكيف نشأت ولما قيلت :
**إن غداً لناظره قريب**
فالأمر المتوقع حدوثه أو المتأكد من حدوثه ، فإن انتظاره للغد أولى ، وأول من قال ذلك الأجدع ، قالها للنعمان بن منذر ، وهو من بيت لفظه :
فإن يك صدر هذا اليوم ولى **** فإن غذاً لناظره قريب
-----------------------------------------------------
**إياك أعني واسمعي ياجارة**
وهو من قول سهل بن مالك الفزاري،لما مر بحي حارثة الطائي، فلم يره ، ولكنه لمح أخته، ووجدها أجمل امرأة،فقال يعرض بذلك:
يا أخت خير البدو والحضارة ***** كيـف تـرين في فتـى فـزارة
أصبح يهوى حرة معطـــــاءة ***** إياك أعني واسمعي يا جارة
فلما وصل لسمع المرأة ذلك،عرفت أنه يعنيها،فقالت:
إني أقـــول يـا فـتى فـزارة ***** لا أبتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق أهل هذي الحارة ***** فارحل إلى أهلك باســتخارة
فاستحى الشاعر من الموقف،وقال ،ما أردت منكراً.
وهذا المثل يضرب لمن تكلم بكلام،وقصد به معنى آخر .
-----------------------------------------------------
**جزاء سنمار**
هو رجل كان يبني قصر الخورنق للنعمان ، وقيل أنه لما فرغ من بناء القصر،أمر النعمان برميه من أعلى القصر،فوقع ميتاً لساعته.
وهذا المثل يضرب لمن يقابل عن إحسانه بإساءة.
----------------------------------------------
**حدث عن معن ولا حرج**
المقصود هنا معن بن زائدة، وكان أجود العرب،وأكثرهم حلماً،ولما كان أميراً على العراق،قدم إليه أعرابي يمتحن حلمه،فقال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة **** وإذ نعلاك من جلد البعير
قال:نعم أذكر ذلك ولا أنساه،فقال:
فسبحان الذي أعطاك ملكاً ***** وعلمك الجلوس على السرير
قال معن:سبحانه وتعالى،قال الأعرابي:
فلست مسلماً إن عشت دهراً ***** على معن بتسليم الأمير
قال: يا أخا العرب، السلام سنة،قال:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ***** ولو جار الزمان على الفقير
قال: يا أخا العرب،إن جاورتنا فمرحباً بك، وإن رحلت فمصحوباً بالسلامة،قال:
فجد لي يابن ناقصة بشيء ***** فإني قد عزمت على الرحيل
قال: أعطوه ألف دينار،يستعين بها على سفره،فأخذها الأعرابي وقال:
قليل ما أتيت به وإني ***** لأطمع منك بالشيء الكثير
قال:أعطوه ألفاً أخرى،فأخذها وقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً ***** فما لك في البرية من نظير
فقال: أعطوه ألفاً أخرى،فقال الأعرابي،يا أمير المؤمنين،ما جئت إلا مختبراً حلمك،لما بلغني عنه،فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسم على أهل الأرض لكفاهم.
فقال معن:يا غلام،كم أعطيته على نظمه ؟ قال:ثلاثة آلاف دينار،فقال ،أعطه على نثره مثلها، فأخذها الأعرابي ومضى في سبيله شاكراً.
---------------------------------
** أحمد فؤاد صوفي **