احصائيات

الردود
33

المشاهدات
17542
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.50

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
09-29-2010, 08:39 PM
المشاركة 1
09-29-2010, 08:39 PM
المشاركة 1
افتراضي من شعراء العصر الحديث ( عدنان الصايغ )
آخر المحطات.. أول الجنون
( عدنان الصائغ )


هي..?
لا....
في الطريقِ المؤدي لموتي الأخيرِ
انكسرتُ على حافةِ النافذةْ
فتشظّيتُ فوقَ المقاعدِ
لملمني نادلُ البارِ – وهو يلوكُ أغانيهِ – والفضلاتِ
تلوكُ المدينةُ بعضي
وبعضي توزّعَ في الثكناتِ
(السنينُ شظايا..
ولحمي عراءْ..)
ما الذي صنعتْ فيكَ هذي المدينةُ
أين ستمضي بهذا الخرابِ الذي هو أنتَ..
(تتكيءُ الآن فوق الأريكةِ
.. ساهمةً
ربما هي تصغي لنبضِ العصافيرِ فوق الغصونِ
ربما ستقلّبني كالمجلاتِ..
أو ربما…)
سأقنعُ نفسي بأنكِ لستِ التي..
- ………
ها أنتَ منكسرٌ كالمرايا
ومنتثرٌ كالشظايا
تحاولُ أن تنتقي وطناً للجنونِ
فيفاجئكَ الحرسُ الصلفون
ينامون
بين قميصِكَ، والنبضِ
(- ماذا تحاولُ..؟
أو تحلمُ الآن..؟
- ……
لا شيءَ………)
أنتَ، يا أيها الولدُ الصعبُ، مالكَ محتدماً هكذا
تفتشُ في المصعدِ الكهربائيِّ عن وطنٍ
وتنامُ على حجرٍ في الرصيف
كأنَّ الذي
بين جنبيكَ ...ز...(ئـ(بـ(ـقـ[لا]ـقـ)ـلـ)....ـب…
.............
............…………
- هي…؟
- لا…
- شَعرها..!
.. انكسارُ الندى في الجفونِ!
وهذا الطريقُ اللذيذُ إلى الشفتين..!
قد تتوهمُ.. أنتَ تراها بكلِّ النساءِ
ولكنها...
ربما يخطيءُ القلبُ - يا سيدي - مرةً
إذْ يزاحمهُ الهمُّ..
لا
.. الرمادُ يغطي المدينةَ والقلبَ..
(ها أنني في شظايا المرايا، ألملمُ نفسي
مقعدٌ فارغٌ
وزمانٌ بخيلْ..)
- .. إنما حدسي لا يخيّبني
سأقولُ لكلِّ الشوارعِ: إنّي أحبكِ
أهمسُ للعابراتِ الجميلاتِ فوق مرايا دمي المتكسّرِ:
إنّي أحبكِ
للياسمينِ المشاغبِ،
للذكرياتِ على شرفةِ القلبِ:
......... إني أحبكِ
للمطرِ المتكاثفِ،
للواجهاتِ المضيئةِ،
للأرقِ المرِّ في قدحِ الليلِ،
للعشبِ،
للشجرِ المتلفّعِ بالخوفِ،
للقمرِ المتسكّعِ تحت جفونكِ:
إني أحبكِ…
…………
……………
………………
الصبيُّ المشاكسُ شاخَ…
وأنتِ…!؟
أما زلتِ مجنونةً برذاذِ النوافيرِ
أذكرُ كنّا نجوبُ الشوارعَ
نحلمُ في وطنٍ بمساحةِ كفي وكفكِ
لكنهم صادروا حلمَنا..
ها أنا الآنَ، أنظرُ من شقِ نافذةٍ
للشوارعِ
وهي تضيقُ..
تضيقُ
تضيقُ
فأبكي…
(غرفةٌ موحشة
ورقٌ وذبابْ
وبذلةُ حربٍ.. علاها الترابْ)
…………
…………
اجلسي، ريثما تستردُّ القصائدُ أنفاسَها
فأحكي لعينيكِ
حتى يحطَّ على شرفةِ الرمشِ
طيرُ النعاسِ
سأبدأُ من أولِ الحربِ
أو آخرِ الحبِّ
هل نبتدي هكذا:
غيمةً في كتابٍ يقصُّ الرقيبُ عناوينَ أحزانها
زهرتين تضجان من فرحٍ أبيضٍ..
وغماماً بخيلْ
أم ترى ننتهي بالزمان القتيلْ
سأبدأُ:
مرَّ المحبون
- تحت غصونِ المواعيدِ، ذابلة -
وانتظرتكِ..
مرَّ الجنودُ المستجدّون للحربِ
مرّتْ خطى الفتياتِ، فساتينُهنَّ القصيرةُ كالأمنياتِ
نيونُ الشوارعِ, والحافلاتُ…
فما التفتَ القلبُ..
إلاّ لهمسِ خطاكِ
على شارعِ الذكرياتِ الطويلْ
اجلسي، ريثما تستردُّ دموعيَ أنفاسَها
والزمانُ فواتيرَهُ
(كأنَّ الذي مرَّ
سبعُ دقائق
لا سنواتٌ مثقّبةٌ
بجنونِ انتظاري)
لا الذكرياتُ
ولا الشعرُ
لا الندمُ المرُّ…
يرجعُ ما قد تساقطَ من ورقِ الحب
اجلسي ريثما…………
......
عيوني دوارٌ كثيفٌ
وأرصفةٌ
ونثيثُ مطرْ
(سأحكي لها عن بصاقِ المدينةِ
عن صحفِ اليومِ، والحربِ،
والمصطباتِ الوحيدةِ، مثلي…)
وأقولُ لكلِّ المحطاتِ: إنكِ باقيةٌ
وأقولُ لقلبي: بانكِ لنْ تتركيني كما الأخريات
فيوهمني الصيفُ أنكِ محضُ سحابٍ
وأنكِ أبعدُ مما توهمتُ
إنَّ القصيدةَ أبعدُ مما تصوّرتُ
**********


قديم 09-29-2010, 08:40 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبواب
( عدنان الصائغ )


أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني

قديم 09-29-2010, 08:41 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أجاممنون
( عدنان الصائغ )


عائداً...
من غبارِ الحربِ
بقلبٍ مجرّحٍ
وذراعين من طبولٍ وذهب
حالماً بشفتي كليتمنسترا، العسليتين
اللتين كانتا في تلك اللحظة
تذوبان على شفتي عشيقها ايجستوس
ليلةً، ليلة
عندما فتحَ البابَ
رأى في دبقِ شفتيها
الآفَ الجثثِ التي تركها في العراء
فتذكر
أنه نسي أن يتركَ جثتَهُ هناك .

قديم 09-29-2010, 08:41 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحاديث خاصة ليست للنشر
( عدنان الصائغ )


إلى مدني صالح
تحدّثني النفسُ.. أني سأتلفُ عمري الطويلَ العريضَ.. على كتبٍ، ونساءٍ، وحاناتِ حزنٍ، وصحبٍ يمرّون مثلَ السحاب..
تحدّثني النفسُ – يا ويلتي – من حديثِ اللعينةِ، تلك التي
تقودُ خطاي الضليلةَ..
نحو الغوايةِ والمشتهى..
فإنْ مرَّ عشرونَ عاماً من النثرِ، والجمرِ، والسفرِ البكْرِ، هذا الضياع المهذّب خلف خطى الفتياتِ.. وخلف دخانِ المكاتبِ، والشعرِ… أوقفني ندمٌ نازفٌ في الضلوعِ:
أهذا إذن كلّ ما قدْ حصدتَ من العمرِ… يا صاحبي
وأسمعُ تقريعها قاسياً، شاحباً
وهي تحصي أمام المرايا.. تجاعيدَ وجهي،
وأسناني الساقطة!
*
تحدثني النفسُ – في بوحِها – عكسَ ما قدْ يطيبُ لصحبي الحديثُ المثرّثرُ عن أيِّ شيءٍ سوى جمرةِ النفسِ، تلك الخبيئة، خلفَ رمادِ التذكّرِ، واللغةِ المنتقاةِ…
ولكنني حين أنبشُ في موقدِ القلبِ.. عن خصلةٍ تركتها امرأة…
وعن دفترٍ مدرسيٍّ نزفتُ به أولَ الكلماتْ
وعن نخلتين،… وأرجوحةٍ لاصطيادِ القمرْ
سأبصرها في ليالي العذابْ
تقاسمني غرفتي، والكتابْ
وكعادتها، في الحديثِ الطويلِ أمام وجومي…
ستجلسُ فوق سريري
وتسألني في اضطرابْ
عن مواعيدَ خائبةٍ…
ووجوهِ نساءٍ نسيتُ – بوسطِ الزحامِ – ملامحَها
وعناوينَ في صحفٍ قذفتها المطابعُ
عن آخرِ الأصدقاءِ
وعن………
… بوحِ نفسي
وللنفسِ، هذا الحديثُ الفضوليُّ…
لائحةُ اللومِ حين تقدّمها…
– مثلما عوّدتني بكلِّ مساءٍ – كفاتورةٍ للحسابْ
ثم تسبقني في الهواجسِ
تسبقني في التخيّلِ، والمفرداتِ، الغواياتِ،
هذا الطريق الطويل إلى آخرِ العمرِ…، والذكرياتِ
وماذا تبقّى من العمرِ… يا صاحبي؟!
حفنةٌ من سنينٍ، وكدسٌ من الكتبِ المنتقاةِ، ستحشو بها رأسَكَ الفوضويَّ… وتمضي تثرثرُ… في الجلساتِ، وفي الندواتِ: عن الشعرِ، والموضةِ الألسنيةِ والنقدِ في حلباتِ الجرائدِ…
حتى إذا مرَّ عشرون عاماً… وعشرون أخرى
وقلّبتَ بين يديك دواوينَكَ الخمسةَ، النائماتِ على الرفِّ…
تلك التي استنزفتكَ السنينَ الجميلاتِ، والحلمَ…
يا صاحبي
سيوقفني ندمٌ قاتلٌ في الحنايا…
وأسمعُ تقريعَها هادئاً، هازئاً
وهي تحصي أمام المرايا، حرائقَ رأسي المشوبِ بأحلامهِ البيضِ، والصلعةِ الناصعة
- أهذا الذي… كلّ ما قدْ جنيتَ من العمر…
يا صاحبي!؟

قديم 09-29-2010, 08:43 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحزاب
( عدنان الصائغ )


لافتاتٌ تتقدمُ
بغابةٍ من الشعاراتِ
اختلفوا
مَنْ يتقدمُ الأولَ؟
ثم تشابكوا بالأيدي
ثم بالهراوات
ثم..
سقطتِ اللافتات
ولم نرَ نحن المحتشدين على جانبي الطريق
سوى غابةٍ من البنادق
تتقدمُ مشتبكةً
باتجاهنا...

قديم 09-29-2010, 08:43 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحزان المغني ع
( عدنان الصائغ )


تتمايسين كسنبلةْ
وأنا سكونُ الصخرِ – في المنفى –
وموتُ الأسئلةْ
الريحُ مرّتْ، لا مباليةً
وقلبي لمْ يعدْ تشجيهِ أوراقُ الخريفِ الذابلةْ
ما عاد يشعلهُ انحسارُ قميصكِ الشفّافِ..
.. عن تلك التلالِ المذهلةْ
أنا يا صديقةُ..، لمْ أزلْ
متغرّباً، تحت النوافذِ
في المدائنِ ضيّعتني،
في أزقّةِ ذكرياتكِ…
تحت أحلامِ الرموشِ المسبلةْ
قيثارتي روحي..
شددتُ بها
أعصابي المتآكلةْ
لاشيء عندي غير موّالٍ حزينٍ
.. ضيّعتهُ الجلجلهْ
فلمنْ أغني..!؟
والستائرُ مُسدلهْ
والشارعُ الملغومُ بالخطواتِ
نامَ على رصيفِ المقصلةْ
وصديقتي قد فضّلتْ فيْلمَ المساءِ..
على جنونِ قصائدي
وخطى اشتهائي المثملةْ
فلمَنْ أغني..؟!
مَنْ أغني..!؟
.. تلك روحُ المشكلةْ
30/5/1985 جوارتا – السليمانية
**********

قديم 09-29-2010, 08:44 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحزان عمود الكهرباء
( عدنان الصائغ )


إلى ص. ن...!
هاكَ عمري،
وفلّهِ..
يا صديقي
لن ترى فيه غيرَ الشجونِ،
وهذا البياضِ الوقورِ
الذي يقفُ – الآنَ – بين المكاتبِ، والحلمِ..
بين اشتهاءاتِ روحكَ،… والنظرةِ المطفأةْ
لن ترى – بعد هذا العناءِ الطويلِ –
سوى قلمٍ ناحلٍ
يتآكلُ
شيئاً،
فشيئاً
كنتُ أبصرهُ
– في زحامِ المدينةِ –
مندفعاً في شرودٍ..
إلى بابِ إحدى الجرائدِ
أو حاملاً كيسَ صمونهِ، والكتابَ..
إلى بيتهِ
ما الذي ترتجيهِ من الركضِ
ها أنتَ قطّعتَ عمرَكَ
بين الوظيفةِ، والشعرِ
ها أنت وزّعتَ عمرَكَ..
لا…!
أنتَ وزّعكَ العصرُ
بين الدوائرِ، والشغلِ،
بين القصائدِ، والجوعِ…
بين الصحابِ، النساءِ، المقاهي، المخافرِ، أبنائِكَ الخمسةِ، طاولةِ البارِ، قائمةِ الكهرباءِ، الغسيلِ على شرفاتِ الفنادقِ، منتصفِ الفيلمِ، لغطِ الإذاعاتِ، طعمِ الفلافلِ، باصِ الحكومةِ، سبورةِ الدرسِ، صفّارةِ الشرطيِّ، الجرائدِ، لائحةِ اليانصيبِ، الأغان
الوردةِ الاصطناعيةِ،
الهاتفِ المتقطّعِ،
بابِ البنوكِ،
المعارضِ,...
………………
……………
قلْ لي متى تستريحُ إذنْ..؟
هي أعصابُكَ – الآنَ – مشدودةٌ
بين أعمدةِ العصرِ
مكتظةٌ بعواءِ المشاغلِ واللغطِ...
مَنْ يمنحُ العصبَ المتآكلَ، بعضَ الهدوءِ الجميلِ،
على مقعدِ البحرِ
مَنْ سوف يتركُ طيراً طليقاً
يتأرجحُ منفرداً,
فوق أسلاكِ أعمدةِ الكهرباء
مَنْ يُبدلُ - الآنَ –
هذا الموظفَ ذا الربطةِ الأرجوانيةِ اللونِ
بالحلمِ...!
بالأرجلِ الحافياتِ على ضفّةِ النهرِ...
بالدفترِ المدرسيِّ الممزّقِ...
بالـ……
حلمٌ أنْ تعودَ العصافيرُ, ثانيةً
بعد موتِ الحدائقِ في الروحِ
أنْ تفتحَ المدنُ الكونكريتيةُ القلبِ شبّاكَها للقصائدِ
أنْ تستقيلَ من الحزنِ, يا صاحبي!
حلمٌ أنْ تغني كما تشتهي
وتسيرَ كما تشتهي
وتموتَ كما تشتهي…!
6/6/1985 السليمانية – جوارتا
********

قديم 09-29-2010, 08:45 PM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحلام زرقاء.. في ظهيرة قائظة
( عدنان الصائغ )


… بمحاذاةِ الجدرانِ المتآكلةِ الألوانِ
أسيرُ وحيداً..
أتفيّأُ هذا الظلَّ المتعرّجَ، منعرجاً
لشوارعَ دون ظلالٍ
وشوارع مغلقةٍ
وشوارع لا تؤوي الغرباءْ
وظهيرةُ تموز تصهرني كالقيرِ المائعِ..
ياما كنا نركضُ فوق لهيبِ الإسفلتِ، حفاةً
نحو النهرِ…
وياما..
لكنَّ النهرَ… بعيدٌ
– كطفولتنا –
مَنْ يعرفُ في كركوك، الرجلَ الرثَّ، المتسكّعَ
في هذا القيظِ، وحيداً…
دون صديقٍ
وكتابٍ
تلفظهُ الطرقاتُ
وتشويه الغربةُ، والقيظُ، وآهِ الكلماتِ، وآه…
أحياناً يجلسُ في المقهى
وسطَ ضجيجِ الدومينو، يكتبُ شعراً
يصفنُ ساعاتٍ دون حراكٍ
ويعلّقُ عينيه الشاحبتين على مسمارٍ..
أو نجمٍ مصلوبٍ
.. أو امرأةٍ عابرةٍ
ثم – بلا تخطيطٍ – يدفعُ بابَ المقهى…
مندفعاً نحو الشارعِ، ثانيةً
لا يعرفُ – كالضائعِ، كالسائرِ في الحلمِ…
إلى أين تسيرُ خطاه التعبى..
وشوارعُ كركوك، تأخذُ - في هذي الساعاتِ المحروقةِ -
قيلولتَها…
حتى زهرة عباد الشمس…!
انكمشتْ في الظلّ
لكنّكَ – يا أبن الصائغ – تمشي محترقاً
تأتيكَ من النافذةِ المفتوحةِ، أحياناً،
رائحةُ امرأةٍ بثيابِ النومِ…
وأحياناً، تهرشُ أمعاءَكَ رائحةُ الأكلِ
وأحياناً، تتلصصُ في وجهكَ – هذا المحفور بخارطةِ العرقِ، المغبرّ من التجوالِ المضني –
نظراتُ عجوزٍ، باردةٌ
أحياناً تتمهلُ – في العتبةِ – محترساً، ملتصقاً
فيرشُّ ظهيرةَ وجهكَ بعضُ رذاذِ هواءٍ بارد،
يتسرّبُ من فتحةِ بابٍ ما……
أتركُ وجهي يتبرّدُ، ملتذاً – بعضَ الوقتِ –
وأحلمُ…
– من خللِ البابِ المفتوحةِ للنصفِ –
بأشياءٍ زرقاء
آه…….
- يا ابن الصائغ - ……
لو……

قديم 09-29-2010, 08:46 PM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخطاء
( عدنان الصائغ )


" ... لقد تركتُ ورائي أسماً مشرّفاً
حسنٌ... لقد كلفني ذلك حياةً من الحرمان..."
- شاعر مجهول -
إلى أصدقائي في الحماقات: جواد الحطاب،
عبد الرزاق الربيعي، فضل خلف جبر،
أمل الجبوري، ودنيا ميخائيل...
ذكرى السنوات المضاعة…
يسمّونها: أخطائي...
وأسميها: حماقات شاعر
يشيرون لفوضاي...
وينسون أن يشيروا لخطوها الفوضوي على رصيفِ قلبي
يلقون بسناراتهم في مياهي
فلا يصطادون سوى كواسجِ أخطائهم الميتةِ
ينبشون رمادَ قصائدي
بحثاً عن أسماءِ اللواتي أحببتُ
فلا يجدون سوى حرائقِ امرأةٍ واحدةٍ
يحطمون مراياي...
فتتناثرُ شظايا ذكرياتي
على مقاعدهم...
من يدلّني على مشجبٍ، أعلّقُ عليه معطفي البالي
... وقلبي
لقد تعبتُ من هذا القلبِ وأريدُ استبدالَهُ الآن...
بأيّةِ شجرةٍ... أو قرص أسبرين
ضجرتُ من معطفِ حزني الثقيل
أريد أن أهرعَ إلى براري النسيانْ
طليقاً من كلِّ شيء...
أمضغُ الصبيّرَ بفمٍ ملؤهُ الصفيرُ
لكني أرى ذكرياتكِ... تتبعني كظلي
آهِ...
أعرفُ أن ما من قتلٍ في العالمِ يعادلُ قتلَ قلب
وأعرفُ أيضاً، أنني بتصديقِ الآخرين... ضيعتُ صدقي...!
أيها القلبُ الفوضوي الذي عبثاً أحاولُ ترتيبَ نبضَهُ وأحلامَهُ وسريرَهُ
مالي أراكَ دائماً...
وقفاً كشجرةِ اليوكالبتوز
أمامَ نافذتها
والمطرُ...
– بريدُ الحزنِ –
يأتي محتشداً..
برسائل الذين لا يملكون عناوينَ حبيباتهم
كلُّ خطأكَ الكبير…
أيها القلبُ…
إنّكَ حاولتَ أنْ تحبَّ امرأةً واحدةً فقطْ..
*********

قديم 09-29-2010, 08:46 PM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرق
( عدنان الصائغ )


حين بحثَ في أدراجِ الليلِ
ولمْ يجدْ سيجاراً
أشعلَ عودَ الثقابِ
وبدأ يدخنُ نفسَهُ - بهدوءٍ -
ملتذاً،
وهو يتلاشى رويداً، رويداً
في سحبِ الدخان
19/10/1993 عمان
*


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الحديث ( عدنان الصايغ )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر تأصيلاً ودلالةً وصرفاً - ندى عبد الرحمن الشايع د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-27-2014 02:24 PM
من شعراء العصر الحديث ( عمر الفرا ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 12 06-24-2011 11:52 AM
من شعراء العصر الحديث ( بدر بن عبد المحسن ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 20 10-19-2010 04:15 PM
من شعراء العصر الحديث ( إيليا أبو ماضي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 82 10-19-2010 08:19 AM
من شعراء العصر الحديث ( أحمد فؤاد نجم ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 13 09-29-2010 08:37 PM

الساعة الآن 02:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.